شخصية عسكرية من اهالي محافظة نينوى.. ناحية حمام العليل برتبة عميد ركن في الجيش العراقي اومايسمى عالميا جنرال…
تخرج من الاعدادية بمعدل متفوق وللحماس الوطني لدى العراقيين في تلك الفترة ألتحق فورا بالكلية العسكرية والتي كانت موجودة في العاصمة بغداد فقط. تخرج منها برتبة ملازم ثانِ والتحق فوراً باحدى الوحدات القتالية في جبهات القتال في حرب الخليج الاولى ولشجاعته الفائقة قرر امراءه تسليمه فورا احد سرايا المغاوير في قاطع العمليات العسكرية هناك وهذا الصنف في الجيش معروف بتضحياته ومشقة عمله حيث ان واجباته العسكرية تكون في مقدمة الصفوف دوماً. وهذا ماكان يطمح اليه ضابطنا الملازم القتالي صالح ادهام ابن العشيرة المعروفة بتضحياتها تجاه وطنها….
وبعناية ربانية ومع اشتداد المعارك بين الطرفين في حينها كان هذا البطل يصاب اكثر من مرة في كل معركة الا انه يرفض الاخلاء ويقول مقولته الشهيرة بالريش ماكو شي….
كان يفضل ان ينادونه في ذلك الوقت بابو اهداف وبعد فترة زمنية وبعد زواجه فعلا اعطاه الله ذرية صالحة كلهم بنين مع بنت واحده ولكنه اسماها فاطمة الزهراء تيمناً بالزهراء البتول وقد حققت حلم والديها وهي الان طالبة جامعية وفقها الله… اما من ابناءه البنين فقد انجب هذا الاسد ليوثاً مثله ساروا على نهج والدهم في المنهج العسكري رجالا صدقوا ماعاهدو الله عليه قدموا للوطن الغالي والنفيس احدهم فقد في المعارك الاخيرة وهو المقاتل البطل مؤيد والاخر احد ابطال التحرير ومعروف في ارجاء محافظة نينوى انه النقيب البطل وعد صالح ادهام ومهند وابراهيم وعمر وجميعهم مقاتلون في القوات المسلحة محافظين على سيرة والدهم وسمعته وهيبته العسكرية…. وايضا محمد وعلي الكرار وهم اصغر ابناءه..وهذه الاسماء لابناءه دليل على اللحمة الوطنية العراقيه…..
لقد تدرج المقاتل صالح ادهام بالرتب العسكرية من رتبة ملازم حتى رتبة عميد ركن وهو حاصل على شهادة الماجستير في العلوم العسكرية وقد حاز عدة مرات على تكريم خاص من قيادته العسكرية سواء بمنحه اوسمة وانواط شجاعة ام قدم في الرتبة العسكرية…..
كنا نلتقي في ثمانينات القرن الماضي في القاطع الجنوبي شرق مدينة البصرة وكنت اتمازح معه واقول له ان اراضي قضاء الشلامجة في مدينة البصرة التي تدور فيها المعارك تعود ملكيتها لجدك جبر ولهذا انت تقاتل من اجلها فيبتسم ابتسامته المعهودة حيث كان ذو شخصية مرحة وانسان متواضع وبسيط جدا يحبه جميع من عاش اوخدم معه في المسلك العسكري.
نعم يا ابا مهند ان الحياة كما قلت دقائق وثواني ولا تساوي شيء فاين ذلك المجد العسكري لك ولكل اخوانك ضباط الجيش العراقي الذي لايعرفون الخوف ابدا وكانوا يرقصون على صوت المدافع ويتسابقون الى السواتر الاولى في ساحات الوغى ليسطروا مجدا عاليا لاتمسحه الغابرات وقد كتب باحرف من نور لبسالة وشجاعة ضباطه وجنوده….
توصل المقاتل صالح ادهام الى رتبة عميد ركن كما اسلفنا سابقا بعد خدمة طويلة في الجيش قضى معضمها في معارك طاحنة. واسوة باخوانه من منتسبي الجيش العراقي احيل الى التقاعد بعد عام 2003 ليتفرغ نهائيا الى الالتزام بالدين وكنت اخر مرة قمت بزيارته في داره في جنوب الموصل وجدت لديه مكتبة عامرة من الكتب العامة في كل المجالات وقال لي لقد كنا نحب الدنيا وكل مفاتنها وكانت تزهوا لنا في كل شي اما اليوم فلقد طلقتها بالكامل وتفرغت لاخرتي ورغم انني اعرف هذا لايرضي الجميع وربما بعض من اقاربي او احد اصدقائي ولكنني تفرغت لما بعد هذه الدنيا الفانية اسأل الله لي القبول ولو كانت الامور مثل ما اريد لتبرعت بكل راتبي التقاعدي ايضا… نعم وانا اقولها ومسؤول عن كلامي شاهدت رجلا زاهد في شخصية صالح ادهام الجديدة.. نعم يا ابا مهند فكل ابن آدم خطائون وخير الخطائون التوابون.
وبعد فترة وكنت اسكن في العاصمة بغداد قرأت خبر وفاته ولقائه بخالقه واعتقد كان مستعدا لهذا اللقاء..
لقد عاش حياته بعيدا عن الترف والمبالغة في الاشياء وكان كريما في غاية الجود.. نزيهاً لايعرف الا طريق الحق. رحل عنا وترك خلفه عراقاً مثقل بجراحه.. وترك خلفه سمعة طيبة وارثاً لتاريخ مقاتل عسكري لم تهزه الرياح يوما… وانجب ذريةً صالحة كانو خير خلف لخير سلف…..
رحمك الله يا اخي وصديقي ابا مهند الذي قدمت كل شيء لوطنك ولم يقدم لك الوطن اي شيء….
وسلام عليك يوم ولدت في قرية الصلاحية ويوم دفنت في مقابرها ويوم تبعث حيا…..