جريمة اغتيال الشاب الفلسطيني الغزي الشهيد محمد علي الناعم، والتنكيل به في سادية، وسرقة جثمانه بجرافة، وبمشهد فاق كل التصورات، هي جريمة وحشية بامتياز، وتثير الاشمئزاز والغضب، وتعكس مدى وحشية وسادية جيش الاحتلال الاسرائيلي.
والأنكى هو تصريح وزير الحرب نفتالي بينيت الداعم لهذه الجريمة ولتصرف الجيش البربري الهمجي، وقوله الذي يجسد ويعبر عن عقليته الفاشية العنصرية وفكره البغيض ” هذا ما كان يجب فعله، وهكذا يجب أن نتصرف “.
أن هذه الجريمة هي واحدة من سلسلة جرائم دموية وحشية ونكراء يومية تنفذها قوات الاحتلال بحق شعبنا الفلسطيني الأعزل، وهي تعيد إلى أذهاننا مشهد مقتل الطفل محمد الدرّة وهو يحتمي بوالده ويصرخ انقذني يا ابي، وما حصل مع المتضامنة الامريكية راشيل كوري حين أقدمت جرافة اسرائيلية على جرفها واعدامها عن سبق واصرار وتعمد العام 2002.
ومن العار أن هذه الجريمة وغيرها تحدث وتنفذ أمام مرأى من العالم، وهو يقف متفرجًا ولا ينبس ببنت شفة، ولا يقدم على الادانة والشجب والعمل على عزل ومحاكمة دولة الاحتلال والعدوان على خلفية جرائمها ومذابحها ضد شعبنا الفلسطيني.
إن العربدة الاسرائيلية المدعومة من الولايات المتحدة، وصمت أنظمة العار والذل والرجعية العربية، لا بد أن يتم وضع حد لها. فشعبنا الفلسطيني، شعب الجبارين، الذي دفع ثمنًا غاليًا، وضحى كثيرًا، وكافح وناضل وقاوم، وقدم آلاف الشهداء والقرابين على مذبح الحرية، مصمم على انتزاع حقوقه الوطنية الثابتة المشروعة، ويصر على الاستقلال وبناء دولته الحرة المستقلة، ولا بد أنه سينتصر في النهاية ويحقق أمانيه، مهما كما الظروف، ومهما اشتدت حلكة وسوداوية. وكما قال الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي :
إذا الشعب أراد الحياة فلا بد أن ينتصر
ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر