18 نوفمبر، 2024 3:25 ص
Search
Close this search box.

مصر: وعادت ريمة إلى عادتها القديمة !

مصر: وعادت ريمة إلى عادتها القديمة !

مرةً أخرى، وفي أقل من ستين عاماً، يخرج المصريون إلى الميادين والشوارع طلباً لدكتاتورية العسكر، ونكاية بالديمقراطية المتمثلة بالدستور. حدث ذلك في عصر أول رئيس للجمهورية، فاختارت مصر طوعاً من أوصلها إلى هزيمتين منكرتين، وفي دولة هي الأولى في نظام المخابرات الذي لم يسلم من سطوته أحد في مصر. والآن يخرج فريق آخر جديد ينادي المصريين “الشرفاء” إلى الخروج بالملايين، مبايعين له على محاربة الإرهاب، وكأن الفصيل الآخر لا مصري، ولا شريفاً. وربما كان الجنرال الجديد هذا لا يهوى السياسة، أولا يفهمها، لكنه بالتأكيد قد نظر جيداً واستشار، فخرج بالتفويض وكأنه كان بلا تفويض، وتلك هي اللعبة المفضوحة تماماً. وإذا كان يريد بذلك استمالة الغربيين واقناعهم، فإن هؤلاء ليسوا بحاجة إلى من يقنعهم من الدول النامية، أو ما كان يسمى بدول العالم الثالث النائمة. وأمريكا خصوصاً هي البلد الصانع دوماً للنجوم الزائفة هنا وهناك. ونظرة سريعة إلى ما يجري الآن يخبرنا أن مصر ترفع من جديد صورتين كبيرتين، الأولى لعبد الناصر الذي أفقر مصر، وغسل عقول أبنائها، وهزمها مرة بعد أخرى. والثانية للسادات “العظيم” الذي أدخل كل ما هو فاسد إلى مصر. أما الشعار الأول المرفوع قهو عيش، وحرية، وعدالة إجتماعية، وهذه لا يكفلها غير الدستور، الذي سرعان ما خلعته مصر كما خلعت عنها الرئيس الذي اختارته بصناديق الإقتراع.
والآن لا ندري إلى متى يجلس الجنرال الجديد على كرسي المصريين، ستة أيام، سنة، أم ستين سنة أخرى. ولا ندري كيف سيتعامل مع هذه الفئة “غير الشريفة” من جماعة الإخوان، هل “يفتتهم” بالغازات المسيلة للدموع، أم بالغازات السامة، ومتى سينكل بهم، ومتى تفتح السجون على مصاريعها في استقبال فصيل آخر من شباب مصر، ولسنا من الإخوان طبعاً، ولا نريد لهم حكماً. ومهما يكن، فالجواب حاضر في جوهر الإمبريالية الأمريكية، وربيبتها إسرائيل العظمى.
لم يكن المصريون يعرفون عبد الناصر حين خرجوا له بالألوف، ولم يكن العراقيون يعرفون قاسم حين خرجوا له بالألوف، كما لم يكن الليبيون يعرفون القذافي، والكل يهتف وينادي باسقاط الدستور. وها هي مصر، وها هو العراق، وها هي ليبيا يحصدون العوسج والزؤان، والفضل في ذلك يعود إلى أمريكا العظمى أولاً، وإلى أذنابها الصغار. قامت الشعوب على الفوضى، ولا يختلف في ذلك الروس عن اليابانيين، أما الدول فتقوم على القانون وهو صاحب السلطات.
ملاحظة أخيرة، لا ندري ما الذي يحبب الفريق الجديد بالنظارات الشمسية السوداء، يضعها حتى وإن كان مع ضباطه وجنوده في ساحات التدريب، هل هو عصر “السليبريتي” الجديد ؟!

أحدث المقالات