نعم ياسيدي وسيدهم .. ياشهيد المحراب الغالي ، عندما تلتصق القيم ، بطهارة المولد ، وشرف الأنتساب ، وسمو النية بالفضيلة ، يتجسد العطاء ، فيولد صبحها الضحوك بداية ، وختامها الوقعة الرجبية نهاية ، حين باتت دمائك حناء لمحراب الشهادة ، فذاك هو المعين لكل صاد ضمان الى حياضك ، وطواف بحضرتك ، فيغذي السير بخطواته حيث تأريخك ، وحيث حروف توشك التيه في رحاب العاشقين ، فكان جزء من فيوضاتك سيدي محط رحال الكلمات ، حيث مارغب الراغبون اليك .
ومع أول الخطوات في رسم الـتأريخ ، أيقنت أن وطن ألأمامة تميته الدموع ، وتحيه الدماء من أبنائه ، فأعددت مقدمات الفتح ، فأرخصت الطاهرمنها ليكون امتدادا يوازي طهر ترابه ، فكنت والوطن توأمان يأن بعضهم بعضا .
ومع هول الازمات ، وتواتر الملمات ، فقد أنتدبت مغاوير الحق ممن محصتهم وذاب فيك عشقا سيدي ، وفي المقابل ، وقفت نفرات مأزومة ظالة ،عملهم أذكاء الازمة ، وافشال الامة ، فبرز صراع النوايا ، فمنهم من ثبت ومابدلوا تبديلا ، ومنهم من اتخذ الليل جملا ، فأولئك هم المراهنون المدهنون ، وقد سررت أنت ياسيدي فكربلاء حاضرة كل حين .
وحين صفقت أيادي المراهنون أسفا وعجزا وخسرانا على حلم لم يبلغوه ، كانوا قد قيدوا أنفسهم به ، كنت انت ياسيدي خصما للقيود ، فكم حاولوا هم دون ذلك ، فأدركتهم أنهم ثروة بلاعمل ، وسياسة بلامبادئ ، ومتعة بلاضمير، ومعرفة بلاقيم ، فأصابهم الخنوع وأرتضوا الخضوع ، عملهم خيال ، وناتجهم ضلال ، وسياستهم كذب وأحتيال ، هدفهم أغتصاب وعي الامة ، فبحسن ماعملت سيدي كنت قد عريت حقائقهم الزائفه ، وطمست أفكارهم السطحية المنحرفة ، فكشفتها عبرقيم كنت قد ورثتها من أجدادك الطاهرين ، وأخلفتها في من بعدك ولمن لايريدون علوا في ألأرض ولافسادا . فياطهرا من عبير الجنان ، وياعبقا من الدماء قد أذن في محراب صلاته تراتيل الخلود ، وياطيبا من الكلمات على جدار الذكريات تصحح مسارالتأريخ ، وياأدمعا على وجنات الغري تفيض رنة في فؤاد العاشقين ، كأن طيفا من الغاضريات تدلى الى بصيرتك كل حين كخيوط الشمس فلايلبث حتى تزيدك عشقا يتصل بكربلاء ، فطبع على لحن كلماتك صوتا من الطفوف يؤرق مضاجع الطغاة ويبدد كل يزيد ، وياثأرا حسينيا يهز الوجدان ، طبع على وجوده حاضرا لن يغيب . فسلام عليك سيدي وعلى روحك وبدنك وأشلائك ، وسلام عليك في الخالدين .