وتستمر التظاهرات المليونية على قدم وساق وستوتة وتكتك… ولعلها ستصير مليارية وترليونية بعد حين، مقابل هذا يستمر رؤوس الحكم بألاعيبهم على حبلين، بل ثلاثة، بل عشرة، بل عشرات الحبال، ويراوغون بأفانينهم بما لم تشهد له الساحة السياسية العراقية في جميع العهود الماضية، والنتيجة على ما يبدو لا تختلف عن سابقاتها، فالطاس نفس الطاس، والحمام ذات الحمام، الفرق فقط في الوجوه، وكما يقول مثلنا: “بدلنا عليوي بعلاوي”.
وعلاوي ليس اسما جديدا علينا، إذ هو يطل بين عقد وآخر، أو بين دورة انتخابية وأخرى، أو بين ليلة وضحاها بمسميات عدة، وتعددت الأسماء وعلاوي واحد.
الناخب وضع كل ثقته بمن انتخب، المتظاهر يشكك بمن يحكمه، الحاكم يصول ويجول بتدوير نفايات مخزٍ، متمسكا بمنصبه منذ ستة عشر عاما، المواطن ينتظر الحلول، ولا حلال مشاكل في الأفق. هي معادلة شائكة، وكما يقول شاعر الدارمي:
دارت عكس دنياي غيرت بتلها
وخلبصت ذيل بذيل گلي شيحلها
وعلى ذكر الذيول، أرى أن الذيول يعلو صوتها حين “يبح” صوت الرؤوس، وهذا موقف لايحسد عليه بلد لا رؤوس فيه، فكيف به إذا تساوت الرؤوس والأذناب؟ أقصد ماذا لو كانت للرؤوس والأذناب مصلحة مشتركة؟ مقصودة أم غير مقصودة في تخريب البلد!. وكما قال الشاعر:
قومي رؤوس كلهم
أرأيت مزرعة البصل؟
ولعل بيت الأبوذية الآتي يجسد أن تخريب البلد لا تتسبب فيه الحكومة وحدها، بل للمواطن دور أساس ثانٍ فيه، إذ يقول البيت:
الوكت ياصاح بالفرگة ولانا
ولا گلبه انكسر مرة ولانه
لا إنت عرفت الحب ولانا
اشتركنا بهدم عش حبنا سوية
النداء إذن، للمواطن قبل المتظاهر، وللمتظاهر قبل المشاغب، لتكن الطلبات تحت سقوف يمكن تحقيقها، فأولا وأخيرا يقول مثلنا: (الحايط لو مال يوگع على أهله).