17 نوفمبر، 2024 7:12 م
Search
Close this search box.

المؤتمرات العربية وكرامة شعوبها المسلوبة

المؤتمرات العربية وكرامة شعوبها المسلوبة

ما أكثر المؤتمرات العربية والإسلامية التي تُعقد بين الحين والآخر وهذه المبالغ الباهظة والمكلفة التي تُصرف على أقامتها والبذخ المفرط لإظهارها للعالم بالصورة اللائقة كان الأجدر بالعرب والعالم الإسلامي أن يُظهروا جمال وألق اجتماعاتهم على تزين عقولهم وإنسانيتهم اتجاه شعوبهم المحرومة من أبسط الحقوق وأن يُنصفوها من الصراع الداخلي والطائفي بأخطاء سياستهم المقصودة والغير مقصودة والكل يعلم أن هذه الاجتماعات الصورية الغير مجدية للنفع ومقرراتها هي حبر على ورق وفي نهايتها في أدراج مكاتبهم ولم يُطبق منها أي حرف على الواقع الملموس بل الكثير منها جلبت الويل والكوارث والحروب على شعوبهم وشعوب المنطقة العربية بالذات وجعلت منها ساحة للصراعات والاقتتال الطائفي والصراع السلطوي التي ضيعت الكثير من ثروات البلدان العربية واستنزفت موارده البشرية والاقتصادية وبات ثلث الشعوب العربية مهجرة في بلدان العالم تعيش على ما يجود به بلدان الغرب مدنفة بالذل والمهانة وعلى حساب كرامة المواطن العربي في الغربة والكثير منهم قد أبتلعهم البحر وكل هذه الاجتماعات في العلن تدين وتستنكر وتندد الكيان الصهيوني الإسرائيلي واليد الأخرى تصافحه وتقبلها في الخفاء حتى باتت الأمور مكشوفة للمواطن العربي وآخرها الاجتماع العربي حول التنديد بصفقة القرن الأمريكية الإسرائيلية واجتماع البرلمانات العربية في عمان ما هي إلا ضحك على ذقون العربية واستهزاء بمشاعر وأحاسيس المواطن العربي والكل يعرف مخرجات هذه الاجتماعات مسبقا وهي الرفض للوجود الأمريكي والإسرائيلي على اللسان والورق فقط لكن بعيدة عن التطبيق والعمل وهي لا للكيان الصهيوني ولا للإرهاب ولا لأمريكا وبالمقابل فأن الكيان الصهيوني يتمدد وباقي ويتسع على حساب الشعب والأراضي الفلسطينية بمباركة أكثر حكام العرب المتآمرين والمتاجرين بها وبقضيتها والآخرون في سكوت مطبق والنأي بالنفس عن كل هذه الأحداث والمشاريع التوسعية والتدخلات في الأنظمة العربية حتى جعلوا من الكيان الصهيوني أمر واقع مفروض وبقوة على الساحة العربية وبتواطأ حكام العرب خوفا على مصالحهم الشخصية وعروشهم التي تتساقط الواحد تلو الآخر وثمن هذا السكوت مقبوض الثمن مسبقا من الغرب وخصوصا أمريكا لكي تحافظ على كراسيهم والبقاء عليها لأطول فترة ممكنة على حساب شعور ومبادئ وقيم وقضية أمة عربية وشعب مسلوب الأرض والإرادة وهو الشعب الفلسطيني خاصة .لهذا على الحكام العرب أن يمتلكوا الشجاعة والجرأة ويعلنوها صراحة الاعتراف بإسرائيل وهيمنة أمريكا على القرار السياسي والاقتصادي للشعوب العربية بدل من التخفي وراء ستار الشعارات المزيفة الكاذبة التي تدغدغ مشاعر وعقول الشعب العرب والاستمرار بهدر المال العام لثرواته لأن اللعبة قد كُشفت واللاعبون عُرفوا وانكشفت أقنعتهم المزيفة أمام شعوبهم.

أحدث المقالات