يقول اجدادنا ومن بعدهم اباؤنا مثلا شعبيا ينطبق على العنوان الذي وضعناه لمقالنا هذا والذي نحاول فيه ان نتقصى الاسباب والدوافع التي حملت العراقيين على القيام بنتفاضتهم العارمة التي مازات مستمرة منذ اكثر من ثلاثة اشهر ويتواصل لهيب نارها متقدا رغم جميع محاولات الاطفاء الداخلية والخارجية لا بل والتامر عليها بشدة من خلال اغتيال رموزها والبطش بهم عبر الخطف والترهيب والتغييب وادخال عوامل اخماد لم تكن موجوده ضدها عند انطلاقتها. يقول المثل العراقي لايوجد رماد من غيرنار وهذا يعني ان انتفاضة الشباب العراقي ومعهم جميع شرائح المجتمع لم تكن لمجرد اسباب ترفية ومن اجل النزهة في شوارع بغداد والمحافظات وانما هنالك ظروف قاهرة دفعتهم الى التعجيل بهذة الثورة والانتفاضة بعدما بلغ السيل الزبى. وللوقوف على جميع المعطيات التي دفعت لتفجر الغضب العراقي تعالوا معي في زيارة الى برنامج الدكتور منقذ محمد داغر( رايكم مع منقذ) الذي يعرض من قناة التغيير الفضائية للوقوف على الاسباب والدوافع التي حملت هؤلاء الفتية على القيام بثورتهم المباركة. وقد بين الدكتور منقذ وهو يقدم لحلقتة من ان جميع الاسباب ومن خلال لغة الارقام التي لدية من ان انفجار مدويا سيحدث في العراق حتى قبل يوم 30ايلول عام 2019 وخاصة نعدما نضع في الحسابات مدى الحرمان الفردي والجماعي الذي عانى منه العراقيون مقارنة بالحرمان الفردي او الجماعي عند الشعوب الاخرى والمعروف ووفقا لجميع الدراسات الاجتماعية والنفسية ان هذا الحرمان بجانبية الفردي والجماعي يؤدي الى الاحباط ومن ثم الى العنف خاصة اذا ما ترافق ذلك كله مع وجود اكثر من 9 ملايين عراقي تحت خط الفقر وفقا للبنك الدولي ولايتقاضى الفرد العراقي الواحد سوى2,2 دولار باليوم الواحد بحيث لا يدخل له بالشهر سوى اقل من 70 دولارا بينما ووفقا لاحصاءات صندوق النقد الدولي الذي يعتمد معايير اخرى فان 13 مليون عراقي هم تحت خط الففر وان ثلث الشباب عاطلون عن العمل وان نصف النساء عاطلات وان معدل البطالة واحد من كل خمسة ولهذا فان حالة الحرمان تتفاقم عندما يتم المقارنة مع الاخرين. وعند السؤال عن كم مرة شعرت بالاكتئاب خلال ستة اشهر اجاب 44% من انهم شعروا في الكثير من الاحيان و40% منهم اجاب في بعض الاحيان وهذا يعني ان 80% من العراقيين قد شعروا بالاكتئاب بينما 20% قالوا بانهم لم يشعروا وعند سؤال العراقيين عن الرضا عن حياتهم وكان السؤال من عشرة درجات اجاب 4,4% منهم بانهم راضون عن حياتهم وهذا ببساطة يعني انهم يعامون من مشاكل نفسية واجتماعية اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار ان الفرد العراقي لا يعيش بممجتمع مغلق وانما منفتح على العالم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ويرى ما يتمتع به اقرانهم في المجتمعات المحيطة والبعيدة عنه ولهذا فهو يحاول دائما ان يرفع من اهميتة او يحاول ان يدفع الجهات المسؤولة ان تنظر اليه بعين اخرى من اجل تحسين حياتة وتعليمة. ويلاحظ انه في كل مجتمع توجد مؤسسات للضبط الاجتماعي وبعبارة اخرى ضبط السلوك الاجتماعي وتقنيتة وهو يبدأ من عدم الرضا والحرمان النسبي والشعور بالتغييرالمهم ولكن مع لااسف فان جميع وسائل الضبط العراقي تكاد تكون معطلة وغير عاملة وفعاعلة(يتبع)