بين القتل والاغتصاب والتجنيد .. 2114 طفل تعرضوا لإنتهاكات بالعراق !

بين القتل والاغتصاب والتجنيد .. 2114 طفل تعرضوا لإنتهاكات بالعراق !

خاص : كتبت – هانم التمساح :

الأطفال هم الحلقة الأضعف دائمًا في كل صراع، وهم وقود المعارك والأكثر عُرضة للاستغلال حينما تنشب الصراعات في كل بقاع الأرض عامة، وفي “العراق” المستباح على وجه الخصوص، لكن من يرفعون شعارات دينية أو حتى قومية، كستار لأطماعهم السياسية؛ لا تعنيهم هذه الفئة ولا يلقون بالًا لشرع  أو إنسانية، سواء كانوا سُنة أو شيعة؛ عرب أو كُرد.. بل ربما لا يعنيهم “العراق” ذاته بقدر ما تعنيهم مآربهم.

كشف تقرير لـ”الأمم المتحدة”، “الإنتهاكات الجسيمة”، التي “ترتكبها جميع الأطراف” في “العراق”، ضد الأطفال.

وحدد التقرير، الذي قدمه الأمين العام للأمم المتحدة إلى “مجلس الأمن”: “تنظيم (داعش)، و(الحشد الشعبي)، والجيش العراقي، وقوات الشرطة، و(البيشمركة)، وقوات الدفاع الوطني الكُردستاني، والقوات الإيزيدية، والتحالف الدولي”، كأطراف قامت بإنتهاكات ضد الأطفال في “العراق”.

ويشمل التقرير الفترة الزمنية الممتدة، من 1 تموز/يوليو 2015 إلى 31 تموز/يوليو 2019، ويشير إلى إن أكثر من 2114 طفلًا تعرضوا إلى إنتهاكات جسيمة ومؤكدة في “العراق”، من بينهم أطفال تعرضوا إلى القتل، والتشويه، والاغتصاب.

داعش” الأكثر قتلًا.. و”الحشد” الأكثر اغتصابًا للصبيان !

وبرغم هذه الأرقام المخيفة للإنتهاكات ضد الأطفال، في غضون عامين فقط؛ إلا أن التقرير أكد على إن هذه الأرقام هي جزئية وتُمثل الأرقام، التي تم الإبلاغ عنها والتأكد منها فقط، مشيرًا إلى أن الأعداد الحقيقية قد تكون أكبر بكثير، خاصة وإن ظروفًا مثل الوفاة أو الوصمة الاجتماعية، قد تعيق الإبلاغ عن حالات الإنتهاك.

وحَمل التقرير، تنظيم (داعش) الإرهابي، مسؤولية العدد الأكبر من جرائم القتل، والتجنيد، والتشويه، واغتصاب الفتيات، فيما كان (الحشد الشعبي) مسؤولًا عن النسبة الأكبر من حالات اغتصاب الصبيان، بحسب التقرير.

وأوضح التقرير، إن 1772 طفلًا تعرضوا إلى القتل والتشويه، و206 آخرون تم تجنيدهم، بينما اختطف 86 وتعرض عشرة إلى الاغتصاب.

ويتحمل تنظيم (داعش) القسم الأكبر من المسؤولية بالتسبب في قتل وتشويه 462 طفلًا، يليه “التحالف الدولي” و”قوات الأمن العراقية” بالتسبب في مقتل وتشويه 142 طفلًا؛ و(البيشمركة) بالمسؤولية عن مقتل وتشويه 34، و(الحشد) بـ 9 أطفال؛ والقوات التركية بطفلين، فيما قُتل أو شُوه 162 طفلًا بمخلفات الحروب من ألغام وعبوات ناسفة وغيرها.

وجند تنظيم (داعش) 151 طفلًا؛ منهم 8 فتيات، شارك معظمهم في القتال أو في تنفيذ عمليات انتحارية، بينما جند (الحشد الشعبي) 70 طفلًا؛ شارك معظمهم في القتال، وجند (الحشد العشائري) السُني 42، و”قوات الدفاع الشعبي” الكُردية 19، والجيش والشرطة العراقيين 8، والقوات الإيزيدية 5، و(البيشمركة) طفلًا واحدًا.

داعش”.. اغتصاب بغطاء الزواج القسري..

وأجمل التقرير النشاطات “التدريبية”، التي أُشرك فيها أطفال من قِبل تنظيم (داعش)، والمعسكرات الصيفية التي نظمها (الحشد الشعبي)، لـ”التربية العسكرية”، واشترك بها أطفال.

واتهم التقرير، (داعش)، بالتورط في ثماني حالات مؤكدة لاغتصاب أطفال، بينها سبع حالات لاغتصاب فتيات بغطاء الزواج القسري، وحالة اغتصاب صبي واحد.

وكشف التقرير معلومات عن “أسواق النخاسة”، التي بيع بها أطفال من الجنسين كـ”رقيق”.

كما اتهم التقرير، (الحشد الشعبي) العراقي، بالتورط في حالتي اغتصاب لصبيين، “ينتسبان فعلًا، أو بحسب الإدعاءات لـ (داعش)”، بحسب التقرير، الذي قال إن: “ضباطًا من (الحشد الشعبي) اغتصبوا صبيًا، عمره 17 عامًا، كان محتجزًا لديهم لمدة شهرين”.

وساق التقرير الكثير من التجاوزات الأخرى، منها تشريد الأطفال، واستخدام المدارس كمقرات عسكرية، أو كمقرات للسكن.

ولقي عشرات آلاف من العراقيين مصرعهم أو أصيبوا بجروح جراء العمليات العسكرية، التي شهدتها البلاد للخلاص من تنظيم (داعش)، أو على يد أفراد التنظيم أو بعض الفصائل التي تقاتلهم.

العراق ضمن أكثر البلدان خطورة بالنسبة للأطفال !

ومن المؤسف أن نقول أنه ما يزال “العراق” أحد أكثر بلدان العالم خطورة بالنسبة للأطفال، بحسب (اليونيسيف)، التي ذكرت، نهاية عام 2017، إن 5 ملايين طفل عراقي، يحتاجون إلى الدعم النفسي والمساعدة الإنسانية.

وأظهرت نتائج المسح الشامل لوضع الأطفال في “العراق”، (نُشرت في تشرين ثان/نوفمبر 2018)، الذي يُعد أول دراسة شاملة، منذ سبع سنوات، أن الصراع واللامساواة لا يزالان يحددان ملامح الطفولة في البلاد.

ورغم تراجع الأعمال القتالية، يتعرض 80%، من أطفال “العراق”، للعنف سواء في المنزل أو المدرسة.

ومن بين المشمولين بالمسح؛ 92% ملتحقون بالتعليم الابتدائي، “لكن لا يتمكن سوى نصف الأطفال، الذين ينحدرون من أسر فقيرة، إكمال المرحلة الابتدائية من التعليم، ولا يتخرج سوى أقل من ربع الأطفال الفقراء في التعليم الثانوي”، بحسب الدراسة التي أجرتها منظمة (اليونيسيف).

وتحتاج نصف المدارس الحكومية العراقية إلى إعادة تأهيل، وتعمل نحو ثُلث المدارس هناك بأكثر من دوام مدرسي واحد: “مما يقلل فترة تعليم الأطفال”.

وتُقدر “وزارة التربية العراقية”، حاجة البلاد؛ إلى نحو 20 ألف مدرسة بحلول عام 2022.

وأجبرت الحرب (975) ألف طفلة، دون سن 15 عامًا، على الزواج المبكر، منذ العام 2014.

ومن بين 2.6 مليون شخص نزحوا، بسبب الحرب التي استمرت 3 أعوام على تنظيم (داعش) الإرهابي، يُشكل الأطفال النازحون نصف هذا العدد.

الفقر والميليشيات المتحاربة تُجبر الأطفال على العمل الشاق..

ويتعرض الأطفال النازحون لـ”إنتهاكات خطيرة بينها: فقدان فرص التعليم؛ والاضطرار للعمل ساعات طويلة وفي أعمال شاقة، والاستغلال الجنسي. وهم بحاجة ماسة للدعم النفسي والمعنوي”، وفقًا لـ”مفوضية حقوق الإنسان العراقية”.

وتثير الأرقام الرسمية العراقية مخاوف الكثيرين حول مستقبل الطفولة في هذا البلد، حيث ترتفع نسب الأمية والفقر بشكل لافت بين اليافعين، ويقع بعضهم ضحية لعصابات التسول والسرقة والميليشيات.

وتكشف أرقام “وزارة التخطيط العراقية”؛ أن الأطفال يُشكلون ما نسبته 11% من الأيدي العاملة في السوق المحلية، وهو ما يعده الباحث الاجتماعي، “سيف الجنابي”: “مدمرًا لمستقبل الطفولة في العراق”.

كما أن سوق العمل تُعج بمئات آلاف الأطفال المتسربين من المدارس، والذين يعملون في المعامل والحقول والمحلات والشوارع، فيما تحول البعض الآخر إلى متسولين أو باحثين عن الطعام والأغراض في مكبات النفايات، ويتعرض بعضهم إلى تحرش وإعتداءات، يتم السكوت عنها غالبًا خوفًا من الفضيحة الاجتماعية.

وتُظهر الأرقام الرسمية أن من بين ثمانية ملايين طفل عراقي في عمر الدراسة، هنالك مليونان لم يلتحقوا بالمدارس لعدة أسباب، منها نزوح عوائلهم أو إنخراط بعضهم في سوق العمل، ولا يجد أغلبهم فرصًا فيما بعد لإكمال دراستهم.

كما أن الفقر والنزاع تسببا في إنقطاع العملية التعليمية لثلاثة ملايين طفل في أنحاء “العراق”؛ “بعضهم لم يُتح له الجلوس في صف دراسيّ في حياته. ويعيش أكثر من ربع الأطفال في العراق في فقر، حيث إن الأطفال في المناطق الجنوبية والريفية كانوا الأكثر تضررًا خلال العقود الماضية. لذا خرج عدد كبير من أطفال تلك المناطق فى تظاهرات انتفاضة تشرين ينددون بالفقر والتهميش الذى تعرضوا له من قِبل الحكومات مما أدى إلى اعتقال عدد منهم”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة