19 أبريل، 2024 8:29 م
Search
Close this search box.

نتيجة الفقر والمخدرات في إيران .. المقامرة على المصارعين الصغار !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

إنها ليست “ديترويت” المدينة الأخطر في العالم، وإنما منطقة “هرندي”، بالعاصمة الإيرانية.. تلك المنطقة المعروفة بأقذر جراح الإدمان. وهي تضم شوارع: “شوش، وعلي زاده ومحمدي”، التي تجمع المدمنين، والمشردين والبلطجية، حيث يقضون أوقاتهم بالمقامرة على المصارعين المدمنين من الأطفال.

وكأن منطقة “هرندي” ترتبط في هويتها بإنتاج آلاف المصابين يوميًا، وهي اليوم تخوض نوعًا جديدًا من إيذاء الأطفال والمقامرة. و

فيما يلي؛ تعرض “سحر جعفريان”، مراسل صحيفة (همشهري) الإيرانية المحسوبة على بلدية “طهران”، لعدد من المشاهد اليومية في “هرندي”..

عالم الأفيون..

دخلنا حارة مظلمة متفرعة من شارع “علي زاده”، منطقة “هرندي”. أغلب المساكن إما مدمرة أو مهجورة. للأمام قليلاً ظهر أمامنا طريق. وعلى اليسار كانت وجهتنا الأساسية. وكلما تقدمنا سمعنا أصوات غير مفهومة.

يغلب على المارة مظاهر القذارة. وكلهم يجمع حياته في كيس أسود على كتفه. ثم أصبحت الأصوات أكثر وضوحًا. وفي نهاية الحارة كانت هناك حفرة. وفجأة ينفتح باب أحد المنازل التي بدت مهجورة، وخرج بعض الأطفال والأحداث يتعثرون.

وفي الحفرة كان هناك عدد من الرجال. وقد كان من المقرر أن ينزل شاب يُدعى، “أصغر”، إلى الحفرة ويتصارع مع الطفل المجاور له، وقد كانا كلاهما مغيب بسبب الكحول وتعاطي المخدرات المصنعة.

المراهنة والقتال..

يقومون بإخلاء منتصف الحفرة ليقتتل، “أصغر”، وجاره؛ كما مصارعة الديوك. يصعد المتفرجون على الجدار ويشجعون على طريقتهم الخاصة.

كذلك يوجد عدة الحقن والتدخين. يدور المتصارعون الصغار حول بعضهما ويتفاخران بالشجاعة. ثم يبدأن الملاكمة. يسقط “أصغر” على الأرض بعد عدة ضربات على الرأس والوجه. وكأن أنفاسه معدودة، فالمخدرات والكحوليات تقلل من معنوياته، وكذلك الضربات تسلبه قوته.

يستمر في القتال والضحك بهستيريا، رغم الجروح والدماء التي تخفي وجهه. ينهض بهدوء بعد لحظة. يشير إلى منافسه ويقول: “حسنًا إنتهت اللعبة. جاء دور ضربك … خذ … بالهناء والشفاء …”، يستجمع كل قوته في قبضتيه ويضرب الواحدة تلو الأخرى على وجه المنافس.

يصل أحد الرجال، والذي يبدو أكثر شبابًا ويصرخ من رؤية المشهد، قائلاً: “أضرب أيها الأحمق.. أضرب حتى لا تكون حظي السيء…”. وفجأة يتعرض “أصغر”، الذي بدا وكأن روحه قد عادت إليه؛ لضربات وهجمات متوالية.

والمنافسة من جولة واحدة. ويخسر الطفل المنافس قوته، ومن ثم يبدو أن فوز طأصغر” قد أقترب. والمشاهدون إما مخمورون أو منتشون. ويسقط البعض في النوم أو يردد في عالمه الأفيوني أشياء غير مفهومة.

في الوقت نفسه؛ تنخرط “ليلا ساقي” في بيع مجموعات، 3 غرام و5 غرام، من “الأفيون”. وهناك أيضًا مجموعتان من المخدرات المصنعة، تتكلف إحداهما 10 آلاف طومان والأخرى 15 ألف طومان.

مايزال القتال الدامي مستمرًا داخل الحفرة. وكأن أصوات اللكمات لا تنتهي. كلا المتصارعين يفكر في الفوز والمبلغ الضئيل الذي يكفي جرعة واحدة من المخدرات. بعد دقائق، ينتهي القتال لصالح “أصغر”؛ والشاب الذي راهن عليه بمبلغ 30 ألف طومان. والطفل المنافس مُلقى على الأرض يئن من الألم والانتشاء.

والده كان موجودًا، لكنه مشغول بالمساومة مع الشباب عله يتخلص من عبء المقامرة. لكن الشاب يهدد بضربه كالكلب إذا لم يدفع الرهان. يلقي الأب الخاسر نظرة على ابنه ويوبخه متعصبًا: “توارى في قبرك أيها الابن عديم الشرف.. لا أريد رؤيتك…”.

ليست مقامرة ولكن عمل !

ينتبه لي الشاب؛ ويقول صارخًا: “لا تقفِ هنا؛ ولا شأن لك بأعمالي”. لكني أنجح في جذب “أصغر” بوعود طعام.

وجاء في إثري هادئًا مخمورًا، ويقول: “عزيزتي لا أريد الطعام، أعطيني بعض المال..”، سألته: “لماذا تريد المال ؟”.. ينظر حوله، ويقول: “يجب أن أجهز الشيشة لي ولأبي قبل الفجر. فلدينا الليلة ضيف. ولا أحصل من هذه المسابقة على الكثير. وعديم الشرف هذا، (يقصد الشاب منظم المسابقة)، يخبرني: أن نصيبي هو الشراب والمخدرات. سوف أتعامل معه، فقط أصبري. الآن هل تعطيني المال أم لا ؟”.

سألته: “هل تقومون بالمقامرة يوميًا ؟”.. يجيب: “أي مقامرة ؟!.. أقوم بهذا للحصول على الخبز. لا أملك نقود المخدرات، يجب أن أذهب للسرقة. لو جلبنا ديوك بدلاً منها يقولون إننا نؤذي الحيوانات. ماذا نفعل إذاً ؟.. ننظم هذه المسابقة مرة أسبوعيًا؛ بحيث يتمكن بعض الأفراد من الحصول على الخبز لقاء تلقي أربع لكمات، إنها لا شيء”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب