من أخطر الفايروسات الفتاكة التي تجاوزت قدرات الطاعون والإنفلونزا وغيرها من الفايروسات , التي أصابت البشرية على مر العصور , فهذا الفايروس قتل من العرب والمسلمين ما لم يقتله أي فايروس آخر على مر العصور.
فلو أحصيتم كم قتل فايروس العمائم المتاجرة بمذهب ودين من الأبرياء , لصعقكم العدد وبشاعة السلوك ومعطياته التدميرية أخلاقيا وقيما وسلوكيا , ولأدركتم أنه الفايروس الأخطر إنتشارا وفتكا بالحياة من أي فايروس آخر يمكن للبشرية أن تنتصر عليه بالأدوية واللقاحات ووسائل الوقاية.
ذلك أن هذا الفايروس متوطن ووبائي السلوك , ويستخدم الدين مطية للوصول إلى مرامي وغايات النفوس الأمارة بالسوء ذات الوبائية العالية والخطورة الجسيمة.
وهو فايروس مقيم ومتجدد وناشط على مرّ العصور ومنذ الأزل , وفي كل فترة تصيب البشرية نوبة فظيعة من نوباته التي تدمر وتخرب , وتزهق الأرواح بإسم الذين دينهم أهواؤهم التي يتبعون.
والعجيب في أمر هذا الفايروس أنه يجد الحاضنات الوفيرة , ويتمكن من الإستحواذ على البشر وإستعباد عقولهم ومصادرة إرادتهم , وتحويلهم إلى قطيع أو دمى يتحكم بمصيرها وسلوكها معمم سقيم.
وقد أصاب هذا الفايروس العرب والمسلمين بقوة بعد عام ألف وتسع مئة وتسع وسبعين , وبلغ ذروته الوبائية بعد عام ألفين وثلاثة , ولا يزال يفتك بالأبرياء من العرب والمسلمين في أصقاع المعمورة , وله مواطنه الشديدة الدمار في العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا وبقاع أخرى متعددة , تعجز عن الوقاية منه والحد من فتكه بالحياة.
واليوم تشتد حدة وبائيته في معظم بلداننا ويتسبب بأعمال وحشية وآثام وخطايا , تسوّغها الفتاوى المسيسة والمدفوعة الثمن من شياطين الوجيع والخراب البشري , ويؤدي سلوك الفايروس أناس مغرر بهم ومبرمجون للتعبير الأمثل عن الشر والعدوان , وهم كالمنومين أو السكارى بالأضاليل والبهتان والتصورات الهذيانية السوداء.
فهل من وسيلة للوقاية من فايروس العمائم النكراء؟
سؤال يواجه العرب والمسلمين والناس أجمعين , فلا بد من لقاحات وأساليب وقاية ومكافحة , لكي يستريح الناس من شر العمائم الرجيمة!!
وليس كلّ عمامةٍ نكراء!!