12 يناير، 2025 10:05 م

“الجمهورية الإسلامية” تكشف أسباب .. طمع الولايات المتحدة في “إقليم كُردستان” !

“الجمهورية الإسلامية” تكشف أسباب .. طمع الولايات المتحدة في “إقليم كُردستان” !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

إصرار وضغط البرلمان الوطني، والحكومة والشعب العراقي على طرد قوات الاحتلال الأميركي من البلاد، دفع المسؤولين الأميركيين للبحث عن حلول، حيث يميلون للفصل في هذه المسألة من خلال نقل القوات دون الخروج من “العراق”.

وكانت وكالة أنباء (المعلومة) العراقية؛ قد نقلت عن مصدر موثوق، إنشغال إدارة “دونالد ترامب” في إجراء مباحثات مكثفة مع المسؤولين في “إقليم كُردستان”؛ تستهدف نقل العسكريين الأميركيين سريعًا، وفي الوقت نفسه إنشاء قاعدة عسكرية جديدة في “السليمانية”، جنوب “أربيل”، وضواحي “حلبجة”.

وما يتطلع إليه “ترامب” والمسؤولون في (البنتاغون)، هو بمثابة خطوات أميركية في “العراق” أكثر وقاحة مما سبق، ويتضح بهذه العقلية كأنما “إقليم كُردستان” منفصل عن “العراق”؛ وعدم الحاجة للتفاوض مع “بغداد” للحصول على موافقة الإقليم، في حين أن “كُردستان العراق” عبارة عن مؤسسات حكم ذاتي محلية، ويتبع حكومة “بغداد” المركزية فيما يتعلق بالقضايا الخارجية والأمن والحدود وغيرها من القضايا العسكرية. بحسب صحيفة (الجمهورية الإسلامية) الأصولية.

محاولات إقتناص “كُردستان العراق” من بغداد..

وقبل ذلك؛ كانت “الولايات المتحدة” قد سارعت، وسائر حلفاءها في حلف (الناتو)، لإقامة علاقات مع “إقليم كُردستان العراق” دون إلتفات للحكومة المركزية، وترددت بشكل مباشر على الإقليم وعقدت صفقات عسكرية.

ورغم اعتراض حكومة “بغداد” الدائم على مداخلات “الولايات المتحدة” وحلفاءها، لكن قلما إمتلكت شكل المواجهة المناسب والمتوقع.

وفور إفشاء المشروع الأميركي الجديد؛ أعلنت “بغداد”، رسميًا، أن قرار البرلمان الوطني وحكومة “بغداد” المركزية الحاسم بشأن طرد قوات الاحتلال الأميركي يسري على “إقليم كُردستان”؛ وما من استثناءات في هذه المسألة.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ وإنما عقدت “أميركا” وحلفاءها علاقات منفصلة مع “إقليم كُردستان العراق” بدعوى مكافحة الإرهاب وتعقب عناصر تنظيم (داعش)، ولم تأبه في كل من هذه المواقف تقريبًا للحصول على موافقة حكومة “بغداد” المركزية، بل لم ترى أي داعي حتى لإطلاع “بغداد”. لكن يبدو أن قرار “بغداد” على جانب كبير من الأهمية تشبه التدخل الغربي والصهيوني المباشر في الاستفتاء على انفصال “إقليم كُردستان العراق”، وأنه لا مجال للتراجع.

وللأكراد في “تركيا” عبرة !

وفي السياق ذاته؛ يتبنى البرلمان الوطني والشعب العراقي موقف مشابه تمامًا وعدم السماح للأجانب باستغلال المشاكل الداخلية في تحقيق مطامعهم وأهدافهم الشريرة.

وفيما يتعلق بقضية الاستفتاء على انفصال “كُردستان العراق”، فقد سعت بعض الأطراف الخارجية لمساندة ودعم الانفصاليين، لكن إرادة الحكومة المركزية القوية حالت، وكذلك موقف جيران “العراق”؛ وتحديدًا “إيران” و”تركيا”، دون تنفيذ سياسات الأجانب السيئة.

ولا يتصور المسؤولون في “إقليم كُردستان” أن يجلب لهم التماهي مع “الولايات المتحدة” أي مكاسب، أو أن يزيد الوجود العسكري الأميركي من أمن الإقليم. بل إن الدول التي تمتلك فيها “الولايات المتحدة” قواعد عسكرية، تعترض وتستاء على المداخلات المعلنة والسرية وشبكات التجسس والمخابرات الأميركية.

فلطالما تعترض “تركيا”، على سبيل المثال، على المداخلات السياسية و”العسكرية-الاستخباراتية” الأميركية عبر قاعدة (إنغرليك) الجوية، فلماذا لا يخضع تردد الأجانب على هذه القاعدة لرقابة الحكومة وحرس الحدودي التركي ؟..

ولطالما كان الدور الأميركي المفضوح في الانقلاب العسكري التركي والدعم المعلن للانقلابيين؛ سبب توتر العلاقات “التركية-الأميركية”.

وربما يتصور مسؤولي “إقليم كُردستان العراق” أن يكون بإمكانهم المبادرة فيما يتعلق بتلكم القضية، لكن لا يجب أن يتجاهلوا تجارب الآخرين المريرة وعدم التغاضي المتعمد عن هذه الوقائع المادية، ولن يكون لهم إرادة أو صلاحيات في أي مجال، بمجرد تسليم القواعد للقوات الأميركية.

لن يكون في مصلحة المسؤولين بـ”إقليم كُردستان العراق” تكرار أخطاء الآخرين. فالمؤكد أن “الولايات المتحدة” سوف تسعى؛ بمجرد توطين قواتها لاستغلال هذه القواعد في التدخل اليومي بـ”العراق” و”سوريا” بل وكل دول الجوار العراقي.

وحادث الاغتيال الخسيس، للجنرال “قاسم سليماني”، في “العراق”؛ وإساءة استغلال قاعدة (عين الأسد) العسكرية، هي الشاهد الأحدث والذي إنتهك استقلال وسيادة وإرادة الحكومة المركزية السياسية. وهذا يعني أنه ربما يتكرر نفس المشهد في “إقليم كُردستان العراق”، وقد يُضطر من ينهضون لإتخاذ إجراءات وقائية، للقيام بعمليات انتقامية قد تهدد أمن سكان الإقليم عمومًا.

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة