22 نوفمبر، 2024 7:07 م
Search
Close this search box.

عبد الحسين أبو شبع شاعراً مرهف

عبد الحسين أبو شبع شاعراً مرهف

النجف الأشرف عرين الأسود تبقى شوكة في عين الحاقدين نراهم سالكي طرق التلوي المفرط في تغيب حضارتها ومحلاتها الأربعة وسورها العتيد ….. النجف مدينة مقدسة قدسها بطل الإسلام الأول علي بن أبي طالب (عليهم السلام ) وتشرفت الناس بقدومها إلى هذه المدينة التي ازدهرت في عمرانها وتخرج منها الكثير عالمٍ وتاجراً وشاعراً أو مهنياً الكل يعمل لأحياء تراثه المعهود في مدينة لم تزل تخلد الماضين لتحفظ تراث الباقين .

ومن الذين تخرجوا من هذه المدينة شخصية شعبية شكلت كلماته أروع وأجمل ثقافة عهدها الجميع هو الشاعر النجفي الغيور الذي لم تزل مجالسنا تذكر من شعره الثر أدب وثقافة كما هو علم معهود يرتشف من بطل الإسلام وببركته نظم أجمل القصائد وعلى اختلاف الرواية فمنهم من قال في طفولته ومنهم من يقول وهو يافع وهذا دليل على عظمة شعره الهادف الرسالي الذي يخلد قضيته التي عهدها الجميع .

شاعر أرتشف عبير كلماته من قدسية المدينة إذ لهج الجميع عبارات الإبداع ومنهم شاعرنا عبد الحسين أبو شبع الذي تتلمذ ومتأثر بعمة الشاعر القدير ابراهيم أبو شبع وغيره من الشعراء الذين سمعوا من بلاغة شعره ولعل الدليل على قولي ما عطرت مسامعنا سيرته الخالدة ورحم الله الشاعر أمير القوافي العذبة عبود غفلة الذي قال أن لهذا الشاعر له شأن عظيما وليس غريب على شاعر كعبد الحسين الذي يشهد له كل منصف يميل إلى الحق لا من يدعي الشعر المرهف وهو لم يرتقي به إلا السموم والانحراف الجدلي ؟.

قصائد سمعها الكثير والكثير ممن تشنف بسمعها وهو يروي عذب القوافي منها (عالمية –دائمية )و(الليل والخيل الخيل وين أخوتي )و(أيام أيام هاي الدنيا أيام )و(رحنه إبظعينة هل اليوم أجينة) وكثير من القصائد التي تعطر المكان والزمان قرأ الكثير له من القابجي ووطن وعبد الرضا والكوفي عباس وغيرهم من الرعيل الأول والمعاصرين الذين لهم باع طويل في مسيرة الخلود كالنويني وهادي مريطي وغيرهم وهؤلاء لم تزل كلماتهم النورانية التي تعطر مجالس الوعي والإرشاد فينا .

أن مجالس الإرشاد والوعي المنبري الذي يمتاز بوعيه السرمدي هؤلاء عندما نسمع كلامهم نجد نبرة الماضي لما فيه من خلود وأن من الجالسين يريدون التجديد لما يروه أن القصائد القديمة لها دورها في تزكية النفوس هذا أن دل فإنما يدل على دعوة الجميع على الحفاظ على التراث القديم لما له من جوهر ومعاني يرتقي به الجميع وبما الكلام يدل على عمالقة الشعر القديم النجفي الهادف الذي عايش أدوار العثمانية والانكليز والملكية والجمهوري إلى عهد البعث الذين نفذوا جريمتهم بحقهم التي تندى لها جبين الإنسانية .

قبل الختام أن عبد الحسين وسر المواجه التي أعتادها وهو الغيور النجفي الذي برهن أسرار الطف بجوهرها وعندما نرجع إلى الذاكرة التي أعتدنا عليها بإرجاع المواقف وما هذا البيت الشعري الذي عمد الفكر الشيفوني على تصفيته وكيف لا وهو الشاعر الذي يعلم كيف يطلق بكلماته الجميلة التي لم يعتادها الفكر الشيفوني أرجع إلى البيت الذي ألقم البعث والبعثيون حجراَ :

هـي الرسالــة الخالــدة اللــي تنفــع

هــي الــذي للبشــر رادت تجمـــــع

هــي الــذي أعمــل تكول أو أزرع

هــي اتّكــول العقــل خــل يتوسع

لأختم الحديث عن أبو شبع وكلماته الخالدة وليس هذه الرسالة الوحيدة لكي تجعل البعث منه عدوا لدود لكن الكثير والكثير الذي لم تفقه بعد فله (من خلد هذه الفكرة) وغيرها ممن يشرع بعطائها المرهف وكيفية طرق المواجه وهذا السر الريادي الذي أعتاد عليه كل من يرى النور بطرق الهداية الرسالية والهدف منها بلوغها وشاعرنا الذي بلغها بعطائه ومن خلال دواوينه (حسينيات أبو شبع), و(قصائد مختارة), و(مشاعر الولاء يقع في أربعة أجزاء), و(روائع عبد الحسين أبو شبع الاجتماعية),وموسوعة (مدرسة الشعر لعبد الحسين أبو شبع) ولعل تخرج الكثير منها في أسواقنا الثقافية وعلى الأساتذة أكاديميون أن تجعل رسائل تعبر عن مدى شاعرية الشاعر عبد الحسين من حيث المضمون الأكاديمي لتعرف عليه من قرب كلماتهم شعراً ونثراً وعلى الجميع أن تتعرف عليه حياً وميتاً شهيداً مسوماً مودعاً نهجه الخاص للمتشوقين إليه .
منطقة المرفقات

أحدث المقالات