خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :
بعد أن أجرت “الولايات المتحدة” مباحثات حول خطة الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، التي أطلق عليها “صفقة القرن”؛ وسماها الفلسطينيون بـ”صفعة القرن”؛ إذا بـ”البيت الأبيض” يتأهب لاستقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، وأقرب المنافسين له في الانتخابات المقبلة، “بيني غانتس”، للإطلاع على تفاصيل الصفقة ومناقشتها.
ورغم عِلْم الإسرائيليين بأن الخطة الأميركية ستعترف بالسيادة الإسرائيلية على مزيد من الأراضي الفلسطينية؛ إلا أن هناك مسؤولين في “تل أبيب” سيرفضون الصفقة إذا طالبت حكومتهم بالتنازل عن أي أرضٍ للفلسطينيين أو بإقامة دولة لهم.
دعوة “نتانياهو” و”غانتس” لزيارة واشنطن..
أعلن موقع (وللا) العبري الإخباري، أنه من المتوقع، خلال الأيام القليلة المقبلة، أن يُصدر “البيت الأبيض” بيانًا بخصوص “صفقة القرن”، التي يطرحها الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”.
وبحسب الموقع العبري؛ فقد أجرت إدارة “ترامب”، مؤخرًا، محادثات حول موعد الإعلان عن الخطة الأميركية، ومن المؤكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، “نتانياهو”، وزعيم حزب (أزرق-أبيض)، “بيني غانتس”، سيتم دعوتهما لزيارة “واشنطن”، الأسبوع المقبل، للإطلاع على تفاصيل الخطة الأميركية.
فيما أكدت مصادر إسرائيلية أن كلًا من “نتانياهو” و”غانتس”؛ سيتجهان إلى “واشنطن”، الأسبوع المقبل، لإجراء مباحثات قبيل طرح “صفقة القرن”، ولكن الدوائر المُقربة من “نتانياهو” تنتظر دعوة “البيت الأبيض”؛ التي من المرجح أن تُصدر خلال الساعات المقبلة أثناء زيارة نائب الرئيس الأمبركي، “مايك بنس”، لـ”إسرائيل”.
ومن المنتظر أن تنعقد القمة “الأميركية-الإسرائيلية”، في “البيت الأبيض”، أثناء تصويت “الكنيست” الإسرائيلي على تشكيل اللجنة البرلمانية لمناقشة طلب الحصانة المقدم من “نتانياهو”. لكن المسؤولين في حزب (أزرق-أبيض) لا ينوون إرجاء موعد مناقشة طلب الحصانة بأي حال من الأحوال.
وترى المصادر الإسرائيلية؛ أن مسؤولي “البيت الأبيض” كانوا في حيرة من أمرهم حول توقيت الإعلان عن “صفقة القرن”، وكان هناك ميل للإعلان عنها خلال حملة الانتخابات الإسرائيلية المقبلة؛ إلا أن “نتانياهو” وسفير الولايات المتحدة في إسرائيل، “ديفيد فريدمان”، قد مارسا ضغوطًا على الرئيس، “ترامب”، كي يُعلن عن الصفقة قبل ذلك.
الخطة مُنحازة لإسرائيل !
تعتقد القيادة السياسية في “تل أبيب” أن خطة “صفقة القرن”، التي ستطرحها الإدارة الأميركية؛ ستكون منحازة إلى حد كبير للدولة العبرية، وستتضمن إعترافًا أميركيًا بفرض السيادة الإسرائيلية على المزيد من المناطق الفلسطينية؛ ولكنها رغم كل ذلك ستطلب من “إسرائيل” تقديم بعض التنازلات.
“غانتس” يتراجع !
كان زعيم حزب (أزرق-أبيض)، “غانتس”، قد أعرب، قبل أسبوعين، عن معارضته الإعلان عن الخطة الأميركية قبل الانتخابات الإسرائيلية، لكنه غير موقفه، هذا الأسبوع، وأيد فكرة الإعلان عنها.
فيما أعلنت مصادر إسرائيلية أن هذا التغيير في موقف، “غانتس”، قد جرى بعد أن أبلغه مسؤولون في الإدارة الأميركية عن استيائهم من تصريحه السابق حول هذا الشأن، والذي قال فيه إن ذلك يُعد تدخلًا في الشأن الداخلي الإسرائيلي. وقال مسؤولون في حزب (أزرق-أبيض)؛ إن “البيت الأبيض” قد أبدى غضبه الشديد لأن “غانتس” قد تحدث بشكل علني.
وقبل يومين؛ قام “غانتس” بزيارة منطقة “غور الأردن”؛ وعندما سُئل عن إعتزام الإدارة الأميركية الإعلان عن “صفقة القرن”؛ قال: “أتمنى أن يُعجِّل الرئيس، ترامب، بالإعلان عن الصفقة، فلقد مضت عدة أسابيع؛ حدثت خلالها العديد من الأمور الخطيرة في الشرق الأوسط، وأنا أنتظر الإعلان عن الصفقة”.
رفض الحقوق الفلسطينية..
من جانبه؛ قال زعيم حزب (يامينا)، “نفتالي بينيت”، إن حزبه لن يسمح بإعادة أي جزء من الأراضي للعرب، ولن يوافق على إقامة دولة فلسطينية.
وأضاف “بينيت”، في تغريدة له على منصة التواصل الاجتماعي، (تويتر): “إن الرئيس، ترامب، وغاريد كوشنر، والسفير الأميركي، فريدمان، هم أصدقاء حقيقيون لدولة إسرائيل. وربما هناك الآن فرصة تاريخية لصالح إسرائيل، لكنها محفوفة بالمخاطر. وسوف يتصدى حزب (يمينا) لكل المخاطر. ولن نُعلن موقفنا من الخطة الأميركية إلا بعد الإعلان عن تفاصيلها”.
الفلسطينيون يقاطعون الخطة الأميركية..
قبل عدة أسابيع؛ أعلنت إدارة الرئيس، “ترامب”، عن الشِّق الاقتصادي لـ”صفقة القرن”؛ خلال المؤتمر الذي عُقد مؤخرًا في “البحرين”، ولم يشارك فيه مندوبون رسميون، لا من “إسرائيل” ولا من “السلطة الفلسطينية”؛ وذلك في أعقاب مقاطعة الفلسطينيين للخطة الأميركية، جرَّاء قيام الإدارة الأميركية بإتخاذ إجراءات أحادية الجانب؛ مثل الإعتراف بـ”القدس”، عاصمة لـ”إسرائيل”؛ ونقل “السفارة الأميركية” من “تل أبيب” لـ”القدس”.