9 أبريل، 2024 3:48 م
Search
Close this search box.

هل تعي “إيران” معنى خروج أميركا من العراق ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

تعكس وفاة، الجنرال “قاسم سليماني”، أهمية الحرب “العراقية-الإيرانية” الكبرى في بلورة السياسات الإيرانية الحالية والمستقبلية.

فقد بدأ الجنرال وخليفته، أعني “إسماعيل قاآني”، إحترافهما في فترة “حرب الخليج الأولى” عبر الإنضمام إلى صفوف “الحرس الثوري”، ومن هذه الحرب نبتت جذور مشروعيتهما كمدافعين عن الحرم.

لقد كانت الحرب “العراقية-الإيرانية” لحظة مصيرية في حياتهما؛ وشكلت رؤيتهما للمنطقة و”الولايات المتحدة” بشكل خاص. لقد كانت حرب السنوات الثمانية، وما أشتملت عليه من تكاليف مالية وبشرية هائلة بالنسبة للإيرانيين، حربًا (مفروضة) أطلقتها “الولايات المتحدة الأميركية” للإطاحة بـ”الجمهورية الإيرانية”.

ورغم أن مبالغة الإيرانيين في حجم نفوذ إدارة، “جيمي كارتر”، الرئيس الأميركي آنذاك، في عراق “صدام حسين”، خلال الثمانينيات، لكنهم يعتقدون بشكل صحيح أن “واشنطن” لم تعقد، وكذلك سائر الأطراف المهمة بـ”مجلس الأمن”، أي اجتماعات بعد أسابيع من الاحتلال العراقي، ولم تتم توجيه إدانات إلى “العراق” أو المطالبة بانسحاب “بغداد” من الأراضي التي احتلتها قواتها المسلحة. بحسب المقال الذي نشره موقع (الدبلوماسية الإيرانية) نقلًا عن معهد (بروكنغز).

تاريخ التدخلات الأميركية المباشرة..

لكن؛ وبعدما تحولت الأوضاع، وهدد الإيرانيون أعدائهم العراقيين باحتلال “البصرة” و”بغداد”، لم تتوان إدارة “رونالد ريغان”، في بدأ تفعيل وقف إطلاق النار. وقدمت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، (سرًا)، معلومات مفيدة جدًا لـ”العراق” في إطار المواجهة ضد المعركة الإيرانية لاحتلال “العراق”.

وقد ساهمت عملية مشاركة المعلومات، “العراق”، بشكل مباشر على الاستفادة من الحرب الكيميائية. وفي العام 1988؛ تدخلت “الولايات المتحدة” بشكل مباشر في الحرب للمحافظة على ناقلاتها النفطية المارة في “مضيق هرمز”، وكانت النتيجة حرب بحرية لم يُعلن عنها؛ تعرضت فيها البحرية الإيرانية لأضرار بالغة، ناهيك عن دور الأسطول الأميركي في إسقاط طائرة مدنية إيرانية تحمل 290 مسافرًا، بينهم 66 طفلاً.

وبعد هذه الحادثة أعلن، آية الله “الخميني”، مؤسس الثورة، قبول قرار وقف إطلاق النار.

حرب صنعت قيادة إيران العسكرية والدينية..

وخلال هذه الحرب؛ حصل المجندان، “سليماني” و”قاآني”، على ترقية وصولاً إلى منصب قيادة “الحرس الثوري”. وقد اختارا العمل في الحرب ضد “العراق” و”أميركا”.

ولم يكن أي مجند إيراني يعتقد أن يكون استهداف البارجة الأميركية، (وينسنس)، طائرة الركاب الإيرانية، مجرد حادث، وإنما كانوا على يقين أن “الولايات المتحدة” وحلفاءها طمأنوا “بغداد” إزاء الأموال والأدوات الحربية التي تحتاجها في خصومتها ضد “إيران”.

وقد ساهمت هذه الحرب في تقوية وتدعيم مكانة القيادات الدينية في “إيران”. فقد حققوا استفادة كبيرة من موجات الدعم الوطني. فقد كانت “إيران” هدف الهجوم وتم قصف مدنها. كذلك دعمت هذه الحرب مكانة “الحرس الثوري” باعتباره المدافع الرئيس عن الثورة والشعب.

وعليه فقد تبلور ثقلهم ونفوذهم على أسس الحرب العراقية.

كيف استفادت إيران من الحرب ؟

كما ساهمت هذه الحرب في بلورة التحالف بين “إيران” و”سوريا”. فلقد كان الرئيس السوري السابق، “حافظ الأسد”، الزعيم العربي الوحيد الذي أعلن دعم “طهران”.

وقد استفاد “الحرس الثوري”، من هذا التحالف، عام 1982، في إيفاد مجموعة من عناصره إلى “سوريا” و”لبنان”، عقب احتلال الأخيرة من جانب الاحتلال الإسرائيلي، وشكلت هذه العناصر (حزب الله) للمكافحة ضد “إسرائيل” و”أميركا”.

وقد بعثت نجاحات “الحرس الثوري”، في “لبنان”، وطرد “إسرائيل” من المناطق الحدودية الآمنة، عام 2000، في شهرت عناصر “الحرس الثوري” كخبراء في الحروب غير المتكافئة. وقد اختار الجنرال “سليماني”؛ بدعم من (حزب الله) اللبناني، والرئيس السوري، “بشار الأسد”، مستقبله المهني في الحرب الأهلية السورية.

كما حصل “الحرس الثوري”، بعد الاحتلال الأميركي لـ”العراق”؛ على فرصة تحويل هذا البلد إلى حليف. حيث لعب الجنرال “سليماني” دورًا مهمًا في تكوين شبكة من الفصائل الشيعية باحتلال “العراق” ثم المقاومة ضد تنظيم (داعش) الإرهابي، ويبدو أن “الحرس الثوري” يستعد حاليًا للحرب مرة أخرى ضد الأميركيين.

وقد ركز الإيرانيون و”الحرس الثوري” على المكافأة الإستراتيجية، أي “العراق”. إذ تبنت إدارة، “دونالد ترامب”، سياسات إدارية سيئة إزاء “العراق” مدة ثلاث سنوات، ولم يلتق الرئيس الأميركي رئيس الوزراء العراقي مطلقًا. و”طهران” تعلم أن طرد الأميركيين من “العراق” يغلق باب الحرب في وجه “إيران” و”العراق”.

والهجمات الصاروخية على “عين الأسد”، (أهم قاعدة أميركية في العراق)، كان محسوبة بدقة. ذلك أن “عين الأسد” هي القاعدة التي زارها “ترامب” وأثبت ما مدى أهمية القاعدة بالنسبة له؛ وأنه يعول على هذه القاعدة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب