23 ديسمبر، 2024 8:33 ص

سؤال إيراني .. هل يتعظ “آل بارزاني” ؟

سؤال إيراني .. هل يتعظ “آل بارزاني” ؟

خاص : ترجمة – محمد بناية :

بعد التصديق الإجباري على مشروع قرار طرد العسكريين الأميركيين من “العراق”، تتفاوض الإدارة الأميركية مع مسؤولي “كُردستان العراق” على استمرار التواجد بالمنطقة.

ومؤخرًا التقى وفد أميركي، “نيغيرفان البارزاني”، رئيس “إقليم كُردستان العراق”، للتفاوض على إنشاء عدد أربعة قواعد عسكرية بالمنطقة؛ وكذلك تعجيل افتتاح “القنصلية الأميركية”، الأكبر حول العالم، في “أربيل”.

وطبقًا للتقارير الإعلامية؛ من المقرر أن يلتقي الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، رئيس الحزب الديمقراطي الكُردستاني، “مسعود البارزاني”، على هامش “مؤتمر دافوس”؛ للحديث عن إنشاء أكبر قاعدة عسكرية أميركية في “أربيل”. بحسب صحيفة (خراسان) الإيرانية الأصولية المتشددة.

الثقة بالأميركان لا يجلب سوى الخيانة والغدر !

تُثير كل هذه الأحداث؛ الأسئلة عن أهداف المسؤولين السياسيين في “أربيل”، وهل يستطيعون تهيئة الأجواء لبقاء القوات العسكرية الأميركية في شمال “العراق” ؟.. الحقيقة أنه، ورغم موافقة “آل بارزاني” على الوجود العسكري الأميركي بـ”العراق”، لكن “البرلمان العراقي” صدق على قرار طرد العسكريين الأجانب، ومن ثم فالأكراد مُلزمون باحترام القرار وحق السيادة العراقية.

لأنه ورغم نص الدستور العراقي على “فيدرالية كُردستان العراق”، إلا أنه وطبقًا لصلاحيات الإدارة المحلية لأكراد “العراق”، تتمتع هذه الإدارة بالقدرة على إتخاذ القرارات في نطاق القوانين المحلية، في حين تتولى الحكومة المركزية كل ما يتعلق بالقضايا الدولية والعالمية والدفاعية والعلاقات الخارجية.

من جهة أخرى، يجب على حكومة “إقليم كُردستان” والشخصيات السياسية الكُردية أخذ العبرة من التاريخ والوقوف على مسألة أن الثقة بـ”الولايات المتحدة الأميركية” لن يجلب سوى الخيانة والغدر.

لا يجب أن ينسى المسؤولون الأكراد أن تاريخ علاقات الأكراد مع “الولايات المتحدة” إنما يمتليء بالتعاطي الأميركي مع الأكراد كأداة. على سبيل المثال، في التسعينيات، وأثناء انتفاضة الشعب العراقي ضد، “صدام حسين”، وعد الأميركيون، الأكراد، بالدعم؛ وأثناء المعركة تركوهم وحدهم وأعطوا ديكتاتور “بغداد” الضوء الأخضر لإبادة نساء وأطفال الأكراد.

حينها وقعت أكبر عملية إبادة في التاريخ ضد “أكراد العراق”؛ تحت إشراف إدارة “بوش الأب”، لكن يبدو أن الساسة الأكراد لم يأخذوا العبرة من هذه المسألة.

الأكراد بين الغدر الأميركي والإنقاذ الإيراني..

ولماذا نذهب بعيدًا؛ فأثناء المواجهات بين (داعش) و(الحشد الشعبي)، ومعاناة الجيش العراقي في المناطق المركزية والغربية، غير التنظيم إتجاهات التحرك وهاجم منطقة “كُردستان العراق” ووصل حتى مسافة 30 كيلومتر من “أربيل”، لم تحظ مناشدات “مسعود البارزاني”، المتكررة، لـ”الولايات المتحدة”، دعم قوات (البيشمركة) بالاهتمام على نحو دفع “البارزاني” إلى طلب الدعم من الجنرال “سليماني”، وهو المطلب الذي حظي باهتمام إيراني فوري؛ ووصل في غضون ساعات مستشارو “الحرس الثوري” بالدعم إلى “مطار أربيل” وأنقذوا المدينة من خطر السقوط.

وهي واقعة أعترف بها “البارزاني”، بشكل رسمي، وأن “إيران” كانت أول دولة نهضت لمساعدة “أكراد العراق” ضد تنظيم (داعش) الإرهابي.

من الأمثلة الأخرى على النظرة الأميركية لـ”أكراد العراق”؛ إنما تعود إلى حادثة الاستفتاء على استقلال الإقليم واستعادة الحكومة المركزية العراقية مدينة “كركوك” من حكومة “إقليم كُردستان”، ما تسبب في أكبر صدمة تاريخية للأكراد المنطقة، لا سيما طبيعة الدعم الأميركي للأكراد، وأدى إلى شيوع حالة من اليأس الشديد بين “أكراد العراق”.

ومؤخرًا كان إعلان الانسحاب الأميركي من الشمال السوري؛ الدرس الأكبر لحفاء “البيت الأبيض”، خلال السنوات الأخيرة.

من ثم؛ وبعد كل هذه الحقائق، فالسعادة بالدعم الكلامي والإعلامي الأميركي لـ”أكراد العراق” يثير الكثير من التعجب. في حين تحولت مناهضة “الولايات المتحدة الأميركية” حاليًا سمة مشتركة بين فصائل المقاومة وقطاع عريض من أبناء الشعب العراقي.

من جهة أخرى، لا تمثل منطقة “كُردستان” أي عمق إستراتيجي للانفصاليين، والأهم كما أسلفنا أن “الولايات المتحدة” ليست شريك جدير بالثقة مطلقًا، من ثم يبدو أن مصلحتهم في التعاون مع “بغداد”، في قضية طرد القوات الأميركية من “العراق”. ويجب على الأكراد التركيز في عبارة، “ريتشارد هاس”، رئيس مجلس العلاقات الخارجية الأميركية، ردًا على انسحاب القوات الأميركية من “سوريا”: “قرار ترامب بحسب القوات من سوريا والتخلي عن الأكراد، لا يستدعي الإعتذار فقط؛ وإنما مساعدة الحكومة السورية في فرض سيادتها وتوصيل رسالة إلى العالم أجمع بأنه لا يمكن التعويل على الولايات المتحدة الأميركية”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة