19 ديسمبر، 2024 2:00 ص

الأقوياء يأكلون الحصرم والضعفاء يضرسون!!

الأقوياء يأكلون الحصرم والضعفاء يضرسون!!

لكل لعبة رقعتها وميدانها , ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية تعلم الأقوياء درسا مهما مفاده أن ميدان لعبة الحرب يجب أن لا يكون على أراضيها , ووفقا لذلك إنطلقت الحرب الباردة التي تنازل فيها الأقوياء في بلدان غير بلدانهم , وبحروب تدار بالوكالة , والخاسر فيها أهل الميادين الذين يتم تحريكهم على رقعة المصالح والمنازلات الجهنمية الغاشمة.

ومنذ بداية النصف الثاني من القرن العشرين وحتى اليوم , وأرض العرب والمسلمين هي الميادين المفتوحة للحروب ما بين القوى الطامعة بالعرب والمسلمين.
والأنكى أن الذي يقوم بها هم العرب والمسلمون , بعد أن يتم تأهيلهم عاطفيا وتأجيجهم إنفعاليا وتضليلهم دينيا , وتحويلهم إلى قطيع يتبع لدمية تحركها القوى الطامعة بهم أجمعين.

وعلى هذا المنوال تجري الأحداث وتدور دوائرها , والعرب يضرسون ويحصدون الويلات والتداعيات والهموم , والعناء والشقاء والقهر بالحرمان من أبسط الحاجات , والأغرب من ذلك أن البعض يتساءل لماذا الأقوياء صامتون ولا يساندون إرادة الشعب الذي يثور في هذه الميادين مطالبا بحقوقه الإنسانية المشروعة؟

ويتجاهلون أن تحرير المواطنين من ربقة العبودية والتبعية والقطعانية يناهض المصالح , ويتقاطع مع مفهوم وقانون أنهم في ميادين الحروب وحطبها.

وما يجري في الواقع الإقليمي لا يشذ عن هذا المنحى والمنهج , المعمول به لعقود قاسيات مريرات أتلفت أجيالا بعد أجيال في بلاد العُرب أوطاني.

ولهذا فأن تحويل بلد عربي وآخر إلى ميدان صراع ووجيع معمول به ومؤيَّد من قبل الدول الكبرى والقوى الصاعدة في الأرض , لأن مصالحها جميعا تلتقي على أن تكون حروبها بالوكالة وفي أراضي الغير , الذين تمكنت هذه القوى من التغرير بهم وتضليلهم وتحويل قادتهم بمسمياتهم إلى دمى ملعوب بها عن قرب وبعد.

فالحرب المفترضة أوالمزعومة ما بين قوة إقليمية عقائدية تعيش أوهامها والدول العالمية تدور رحاها منذ أربعة عقود على أرض العرب , وصارت لها ميادين متعددة , والذين يحاربون فيها هم العرب المفجوعين بذاتهم وموضوعهم والمبرمجين لخدمة القوى الطامعة فيهم , وهم يؤدون مهامهم كالمنومين الصاغرين الذين يهدرون أرواحهم من أجل البهتان الذي توطنهم.

ومعنى صناعة ميدان الحرب بالوكالة , أن يتم تقسيم المجتمع إلى كيانات متعادية متحاملة على بعضها , ويتواصل تزويدها بالعدة والعتاد والأموال , وما تستلزمه الحروب من دعايات وتسويغات حتى تجد الميدان وقد إشتعلت فيه النيران , وطاشت الأذهان وتسعرت العواطف وتحنظلت النفوس , فتدور دائرة القتال الأبدي الذي لا يمكنه أن يستكين.

وهذه خطة العابثين بالميادين , والمتصارعين بأذرع الآخرين لضمان مصالحهم وأمنهم وأمانهم ,
فهل صار العرب مطية للمصالح والعدوان؟!!
وإلى متى سيضرسون؟!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات