22 ديسمبر، 2024 12:38 م

“سلامة” يضع “إردوغان” أمام المساءلة الدولية .. فهل يتراجع الأخير عن دعمه للوفاق ؟

“سلامة” يضع “إردوغان” أمام المساءلة الدولية .. فهل يتراجع الأخير عن دعمه للوفاق ؟

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في خطوة يمكنها إحكام السيطرة على تصرفات الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، الاستعمارية في الشرق الأوسط، خاصة داخل “ليبيا”، كشف المبعوث الأممي إلى ليبيا، “غسان سلامة”، سبب دعوة الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان”، لحضور “مؤتمر برلين” حول “ليبيا”، مشيرًا إلى إرسال مرتزقة سوريين إلى العاصمة الليبية، “طرابلس”.

وقال “سلامة”، في حوار مع قناة (218) التليفزيونية الليبية، إن حضور “إردوغان” لقمة “برلين” جاء بسبب تهديده بإرسال مرتزقة سوريين إلى “ليبيا”، مؤكدًا أن الرئيس التركي تعهد، في البند الخامس من بيان “مؤتمر برلين” مثل غيره، بعدم إرسال قوات أو مرتزقة إلى “ليبيا”.

وقال في هذا السياق: “أنا لدي ورقة ولدي ما أحاسبه عليه؛ وقبل ذلك هذا الأمر لم يكن متوفرًا … ولدي الآن تعهد منه”.

مشروع لسحب جميع المقاتلين والمرتزقة..

وكشف عن مشروع سيتقدم به إلى لجنة (5+5) من أجل سحب جميع المقاتلين والمرتزقة غير الليبيين من الأراضي، معترفًا بوجود أكثر من 2000 من المرتزقة في الأراضي الليبية.

الاتفاقية البحرية مصيرها بيد “محكمة العدل الدولية”..

وعن مذكرتي التفاهم بين “تركيا” و”حكومة الوفاق”، أوضح “سلامة”، أن: “مذكرة التفاهم الأمنية عقدت بعض الأمور في ليبيا وزادت من التصعيد، بينما تمس مذكرة التفاهم البحرية مصالح دول أوروبية، لا سيما قبرص واليونان”، مؤكدًا على أن المذكرة الأمنية قد تتأكد أو تُلغى من قبل دولة ليبية موحدة، في حين مصير مذكرة التفاهم البحرية تحدده “محكمة العدل الدولية”؛ لأن “ليبيا” و”تركيا” لم توقعا على “معاهدة اتفاق البحار”.

الليبيون يستخدمون النفط في النزاعات السياسية..

وشدد المبعوث الأممي، على أن الليبيين يخطئون باستخدام “النفط” في النزاعات السياسية، معربًا عن أمله في أن يتوصلوا إلى قناعة بأن “النفط” يطعمهم جميعًا، مبينًا أنه يسير بسرعة لإنجاز المسار المالي والاقتصادي؛ والذي يضمن توزيعًا عادلًا للثروة، مؤكدًا أنه يريد عزل “النفط” عن السياسة.

“إردوغان” ينكر إرساله قوات ويحصرها في فرق التدريب..

فيما قال الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، إن وجود بلاده في “ليبيا” عزز آمال السلام، مؤكدًا وقوف “أنقرة” مع حكومة الوفاق، “الشرعية”، ضد ما اعتبره “مكائد” تُحاك لها.

ونقلت وكالة أنباء (الأناضول) التركية، عن “إردوغان”، تصريحات صحافية له أثناء عودته من “ألمانيا”، بعد مشاركته في “مؤتمر برلين” حول “ليبيا”.

وقال “إردوغان”، في رده على سؤال حول إرسال “تركيا” قوات عسكرية إلى ليبيا: “نحن لا نُرسل أي قوة عسكرية إلى ليبيا، نحن أرسلنا فقط فرق تدريب”.

وفي مطلع الشهر الجاري، كان “البرلمان التركي” قد وافق على تفويض طلبه “إردوغان” لإرسال قوات تركية إلى “ليبيا”. وفي وقت لاحق، قال “إردوغان” إن هذه القوات بدأت التدفق بالفعل إلى هناك.

يؤكد مواصلة دعمه لحكومة “السراج”..

في حين ذكر الرئيس التركي؛ أن نحو “2500 مقاتل من مرتزقة شركة (Wagner) الروسية في ليبيا، إضافة إلى وجود نحو 5 آلاف مرتزق من السودان، وآخرين من تشاد والنيغر”، حسب قوله.

وأضاف “إردوغان”: “في الحقيقة الخطوات التي إتخذناها بشأن ليبيا حققت توازنًا في المسار السياسي وشكلت الأرضية لوقف إطلاق النار، وسنواصل دعم المسار السياسي في الميدان وعلى طاولة المباحثات”.

ورأى “إردوغان” أن: “وجود تركيا في ليبيا عزز آمال السلام، فنحن نُشاهد جميع المكائد التي تُحاك في ليبيا تحت ستار مكافحة الإرهاب، وسنقف إلى جانب الحكومة الشرعية في مواجهة تلك المكائد”.

مخرجات “مؤتمر برلين”..

ووافق المشاركون في “مؤتمر برلين” الدولي حول “ليبيا” على 55 مادة، هي قوام بيان المؤتمر، الذي يتضمن خارطة طريق برعاية “الأمم المتحدة”، بحسب “إردوغان”.

بجانب تشكيل لجنة عسكرية تضم 5 أشخاص من “حكومة الوفاق” و5 من جانب الجنرال “خليفة حفتر”، قائد “قوات شرق ليبيا”، حيث ستعقد اجتماعًا خلال الأيام المقبلة.

تعهدات شفهية..

وقال الرئيس التركي؛ إن: “عدم توقيع، حفتر، على نص الهدنة حتى الآن، أمر ذو مغزى”، بينما اعتبر أن مؤتمر برلين “اقتصر على تقديم تعهدات شفهية”.

واعتبر “إردوغان” أن دعوة رئيس وزراء “اليونان”، لـ”حفتر”، إلى “آثينا” كان هدفه “استفزاز تركيا”.

كما ذهب الرئيس التركي إلى أن: “حفتر و(فايز) السراج، (رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق)، كلاهما لا يُرحبان كثيرًا بالدور الفرنسي” في الأزمة الليبية.

وتابع “إردوغان” أنه: “في حال تم الإلتزام بوقف إطلاق النار في ليبيا، فإن الطريق سيكون مُمهّدًا أمام الحل السياسي”.

حطم طموحات تركيا..

تعليقًا على نتائج “مؤتمر برلين”، أكد باحث في الشأن التركي، أن “مؤتمر برلين” حطم طموحات “تركيا” في الإستحواذ على “النفط الليبي” و”غاز البحر المتوسط”، وطالب محلل سياسي، “إردوغان” و”السراج”، بالرضوخ لمُخرجات المؤتمر.

وقال “محمد حامد”، الخبير والباحث في الشأن التركي، لـ (العين) الإخبارية، إن “مؤتمر برلين” فضح المخطط التركي في دعم “حكومة الوفاق” عبر المرتزقة والإرهابيين وتجنيس الإرهابيين السوريين، وحصر الوجود التركي في “ليبيا” على تحقيق التوازن لصالح “حكومة الوفاق”.

وأشاد بالحضور العربي القوي واللافت بـ”مؤتمر برلين”، مؤكدًا أنه حطم آمال “تركيا” خلال المباحثات وقلص دورها ومطامعها في إعادة الإعمار والتجارة، كما أجبرها على عدم إرسال مرتزقة إلى “ليبيا”.

اختلاف أهداف الدول المشاركة في المؤتمر..

وأضاف”حامد”؛ أن الدول المشاركة بالمؤتمر اختلفت أهدافها ما بين إبطال ترسيم الحدود؛ التي تسعى إليه “تركيا” بالتعاون مع “حكومة الوفاق” المنتهية ولايتها في “ليبيا”، مؤكدًا على أن الهدف الرئيس للدول العربية المشاركة و”جامعة الدول العربية”؛ منع التدخل الخارجي التركي في “ليبيا”.

لمخاوفه من “مؤتمر برلين” !

ومن جانبه؛ أرجع المحلل السياسي الليبي، “محمد الترهوني”، تصريحات “إردوغان”، إلى أنه لم يُرسل مرتزقة إلى “ليبيا”، لتخوفه من القرارات الناتجة عن “مؤتمر برلين”، واصفًا مُخرجات الحوار ونتائجه بمثابة حصار لمطامح “إردوغان”.

مضيفًا؛ إن تصريحات “فايز السراج” بإمكانيه تحالفه مع أي شخص، للحفاظ على حكومته المنتهية ولايتها، تُعد إدانة له ولحكومة “إردوغان” الداعمة له بالسلاح والمرتزقة.

تمهيدًا لفتح الطريق أمام حل سياسي..

وإنطلقت، أمس الأول، فعاليات مؤتمر “السلام في ليبيا” بالعاصمة الألمانية، “برلين”، بمشاركة دولية رفيعة، وسط مساعٍ لإيجاد حل دائم وشامل للأزمة.

وسعى “مؤتمر برلين” إلى إلتزام جميع الأطراف المعنية بالحظر المفروض على تصدير الأسلحة لـ”ليبيا”، الذي يُنتهك بشكل صارخ، تمهيدًا لفتح الطريق أمام حل سياسي، وفق تصريحات سابقة للمستشارة الألمانية، “آنغيلا ميركل”.

وأضافت “ميركل” أن: “استمرار دخول الأسلحة من شأنه أن يفاقم الأزمة في ليبيا”، معتبرًة أن المؤتمر ليس النهاية، وإنما مجرد بداية لعملية سياسية تقودها “الأمم المتحدة”.

وشارك في المؤتمر أكثر من 10 دول عربية وغربية، بالإضافة إلى قائد الجيش الوطني الليبي، المشير “خليفة حفتر”، ورئيس حكومة الوفاق، “فايز السراج”.

وخلال الأشهر الماضية، جرت 5 اجتماعات تحضيرية للمؤتمر في “برلين”، بمشاركة ممثلي عدة دول ومنظمات دولية، نوقشت خلالها المسودة الأممية.

واتفق المشاركون، في البيان الختامي لـ”قمة برلين”، الذي وقّعت عليه 16 دولة ومنظمة، على بذل جهود دولية لتعزيز مراقبة حظر تصدير السلاح، مطالبين بتسريح ونزع سلاح الميليشيات وفرض عقوبات على الجهة التي تخرق الهدنة.

طالب البيان الختامي بإصلاح قطاع الأمن في “ليبيا”، للعمل على قصر استخدام القوة على الدولة وحدها، واحترام القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، ومحاسبة كل من يتورط في شن هجمات على مدنيين أو القيام بأعمال خطف والقتل خارج إطار القانون.

أهم محاولة “أميركية-أوروبية” للحفاظ على وجودها في ليبيا..

من جهتها؛ سلطت صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية، الضوء على نجاح قادة العالم في “مؤتمر برلين” للتوصل إلى اتفاق يحترم حظر توريد الأسلحة إلى “ليبيا”، المفروض من “الأمم المتحدة”، مشيرًة في نفس الوقت إلى فشلهم في إقناع طرفي الصراع الليبي بالموافقة على وقف دائم لإطلاق النار.

وقالت الصحيفة، في تقرير لها أمس الإثنين، إن القمة التي استغرقت يومًا واحدًا؛ تُعد أهم محاولة من “أوروبا” و”الولايات المتحدة”، حتى الآن، لتظل ذات صلة في “ليبيا”، بعد سنوات من المراقبة من الخطوط الجانبية.

وقالت (واشنطن بوست) إن “مؤتمر برلين” عُقد بعد تكثيف “روسيا” و”تركيا” جهودهما؛ رغم دعمهم للأطراف المتصارعة في “ليبيا” لتشكيل مستقبل البلاد.

عداء عميق يهدد بتقسيم ليبيا..

واعتبرت الصحيفة الأميركية أنه رغم أن الزعماء الغربيين صوروا القمة واتفاقها على أنه خطوة للأمام، بدأت التوترات في “ليبيا” تتزايد، ما يلقي ظلالًا من الشك على ما إذا كانت الظروف سياسية وعلى الأرض هناك مهيأة لوقف إطلاق النار.

وأشارت الصحيفة إلى عدم لقاء “فايز السراج”، رئيس ما تسمى بـ”حكومة الوفاق الليبية”، وقائد الجيش الليبي، “خليفة حفتر”، رغم تواجدهما في “برلين”، معتبرًة أن عدم لقاءهم يؤكد العداء العميق بينهم ويهدد بتقسيم “ليبيا”.

وتساءلت الصحيفة الأميركية، هل ستضع الدول، التي تقود الصراع في “ليبيا”، طموحاتها جانبًا وتتوقف عن إرسال الأسلحة والمقاتلين إلى هناك ؟

أهداف الدول المتدخلة في الأزمة..

واعتبرت الصحيفة أن “روسيا” و”تركيا”، يران في “ليبيا” مركزية لطموحاتهم الاقتصادية والجيوإستراتيجية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مضيفة أن “مصر والإمارات والسعودية” يروا أنه يجب دحر الإرهاب في “ليبيا”، بالإضافة إلى قلقهم وتحذيرهم من الدور المتزايد لـ”تركيا” في “ليبيا” ودعمها المتزايد للمتطرفين وإرسال المرتزقة إليها؛ ما يهدد أمن المنطقة ويزعزع استقرارها.

ويقول الباحث بالشؤون الليبية في المعهد “الألماني” للشؤون الدولية والأمن، “ولفرام لاشر”؛ إن كلمات رؤساء الدول لا تهم كثيرًا في ظل إرسال الأسلحة والمرتزقة إلى “ليبيا”، مضيفًا أنه لا توجد مؤشرات على تغيير سياسة الوسطاء الأجانب في الشأن الليبي.

استغلال الهدنة لتعزيز المواقع العسكرية..

وتقول الصحيفة، إن هناك مؤشرات ودلائل على أن الأطراف المتصارعة في “ليبيا” استغلت الهدنة لتعزيز مواقعها العسكرية، حيث أكتسبت ميليشيات تابعة لـ”الوفاق” دعم من “أنقرة” بمرتزقة سوريين وأسلحة ونظام دفاع جوي تركي.

وكان قد لجأت “حكومة الوفاق”، برئاسة “السراج”، إلى “تركيا” طلبًا للمساعدة، ووافقت الأخيرة التي كانت تقدم بالفعل طائرات بدون طيار والأسلحة والمستشارين العسكريين على زيادة الدعم.

وقعت “حكومة طرابلس” اتفاقية مع “تركيا”؛ تضمن حقوق التنقيب عن “النفط” و”الغاز” في “البحر المتوسط”. أغضبت “اليونان وقبرص والاتحاد الأوروبي ومصر”.

وكشفت الصحيفة الأميركية، عن استعداد “أنقرة” للحصول على 18 مليار دولار من العقود المعلقة، بعد سقوط الرئيس، “معمر القذافي”، في 2011.

وكانت قد كشفت الصحيفة، في وقت سابق، في تقرير لها؛ عن أعداد المرتزقة السوريين، المقرر إرسالهم إلى “ليبيا” لدعم “حكومة الوفاق”، والمبالغ المالية المتفق عليها مع “أنقرة”؛ مقابل القتال مع ميليشيات “السراج”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة