19 أبريل، 2024 8:25 م
Search
Close this search box.

رئيس الوزراء الروسي الجديد .. بلا طموحات أو خبرات سياسية .. هل سيكون رجل “الكرملين” ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :      

وافق “مجلس الدوما” على اقتراح الرئيس، “فلاديمير بوتين”، لرئيس الوزراء، واستقر الاختيار على الخبير الاقتصادي، “ميخائيل ميشوستين”، ليأتي خلفًا لـ”ديميتري ميدفيديف”، الذي يُعد من أشد الموالين لـ”بوتين” وأحد أبرز الليبراليين في نظامه؛ واستمر في منصبه لسبعة أعوام متتالية، ثم قدم استقالته لإفساح الطريق لإصلاحات ينتوي “بوتين” القيام بها.

ولم يكن من المحتمل ألا يوافق “الدوما” على اقتراح الرئيس، الذي يمتلك أغلبية برلمانية تسمح له بتمرير أي قرار أو تعديل دستوري، كما أتاحت له حرية التصرف في تشكيل الحكومة، بعدما أعطى البرلمان الحق في تشكيلها.

شخصية انتقالية..

يُعتبر “ميشوستين” تكنوقراط معروف على نطاق ضيق في الأوساط الدولية؛ وليس له طموحات سياسية، وكان يشغل منصب رئيس مصلحة الضرائب الفيدرالية، وعلى عكس “ميدفيديف” وأشخاص آخرين مقربين من الرئيس، لا ينتمي رئيس الوزراء الجديد إلى ما يعرف بـ”مجموعة سان بطرسبرغ”، ويُنظر إليه بأنه شخصية انتقالية؛ يستهدف “بوتين” من وراءها، تعزيز نفوذه وتغيير هيكل الحكم في “روسيا”.

وذكرت وكالة (بلومبرغ) الأميركية أن “بوتين” و”ميشوستين” يشتركان في حب رياضة “الهوكي”، كما أن الأخير عضو مشرف بنادي “CSKA” الروسي للهوكي.

ولن تكون رئاسة “ميشوستين” سهلة على الإطلاق، خاصة في ظل إطار سياسي صعب، إلى جانب أنه سوف يتعامل مع إصلاحات باهظة التكلفة على ميزانية الدولة؛ إذ أعلن “بوتين”، مؤخرًا، أنه إلى جانب عمل بعض تعديلات دستورية، يعتزم إتخاذ إجراءات تستهدف دعم العائلات ورفع مستوى معيشة المواطنين.

وعلى مدار 20 عامًا؛ عمل فيها “ميشوستين” في “مصلحة الضرائب”، بعيدًا على الأضواء، استطاع النهوض بنظام الضرائب؛ إذ وضع نظامًا رقميًا فعالًا لجمع الضرائب ما سمح للبلاد بتعزيز أرباحها وملاحقة المتهربين، وبحسب مصادر صحافية روسية كشف إقرار الذمة المالية أنه ليس لديه أية ممتلكات، وأنه لا يزال يقيم في شقة تابعة للحكومة، وليس لديه سيارة، رغم أنه متزوج ولديه 3 أبناء، بينما ذكرت (بيزنس إنسايدر) أنه أكتشف أن لديه ممتلكات بمبالغ كبيرة حصل عليها أثناء إدارته للمصلحة، وأشارت (أسوشيتد برس) إلى أنه، في عام 2009، كان ثالث أغنى موظف في الدولة.

لعبة لتنفيذ رغبات الكرملين..

يأتي اختيار “ميشوستين”؛ بعد تصريحات “بوتين” قال فإنها إنه يؤيد عمل تعديلات على الدستور، بحيث يصبح مكتب رئيس مجلس الوزراء و”مجلس الدوما” أقوى من منصب الرئيس، لكن بحسب شخصيات بارزة لا يمكن اعتبار “ميشوستين” خلفًا حقيقيًا لـ”ميديديف” أو لـ”بوتين”، بعدما تنتقل الدفة من الرئيس إلى رئيس الوزراء.

وذكرت شبكة (سي. إن. إن) الأميركية أن هذه الإصلاحات قد تمدد قبضة “بوتين” على السلطة بعد إنتهاء فترة رئاسته في 2024، إذ اقترح “بوتين” تعديلات دستورية من شأنها إضعاف سلطة الرئيس المستقبلي، لكن المكائد الدقيقة وراء هذه الخطوة لا تزال غير معروفة.

وصرح عضو مجلس النواب، “سيرغي ماركوف”، لقناة (360) الروسية؛ بأن شخصية “ميشوستين” تتوافق مع ما يسميه الأميركيون: “بعيدًا عن الأنظار”، إذ ليس لديه طموحات سياسية، كما أنه غير معروف خارج “روسيا”، وحتى علاقاته داخلها محدودة، مضيفًا أنه يُعتبر تكنوقراط جدير بالثقة سوف يرأس الحكومة ولن يكون قائدًا لها.

وأشارت وكالة (أسوشيتد برس) إلى أن عدم إمتلاك رئيس الوزراء الجديد لأي خبرة سياسية يعني أنه أختير من أجل تنفيذ رغبات “الكرملين”.

إدارة تنفيذ وعود “بوتين”..

يرى خبراء أن الاختيار وقع على “ميشوستين” بعدما أظهر مهارته في تحديث نظام تجميع الضرائب الذي لم يكن مفعلًا قبله، ونظرًا لكونه اقتصادي محنك فإنه سوف يتمكن من إدارة الفترة الحالية التي سوف تشهد أولى خطوات تنفيذ وعود “بوتين” بتحسين الحالة المعيشية للمواطنين، إذ تعتبر هذه الوعود هي الأكثر تكلفة خلال عهد الرئيس، وقدر رئيس ديوان المحاسبة، “أليكسي كوردين”، تكلفتها بنحو 500 مليار روبل روسي بشكل سنوي، أي ما يعادل 7.3 مليون يورو.

وفي الداخل الروسي، يُعرف “ميشوستين”؛ بأنه شخص موهوب ومبدع وماهر في المسائل الاقتصادية والمتعلقة بتكنولوجيا الأنظمة، ووصفه نائب رئيس الاتحاد الروسي للصناعيين ورجال الأعمال، “إيغور يورغنس”، بأنه رجل موهوب يمكنه إنشاء علاقات جيدة ومثمرة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب