منذ فترة ليست بالقصيرة ونحن نشهد إهتماماً بالسياسي المثير للجدل ” فائق الشيخ علي”، وقد كانت لتصريحاته خلال الشهور القليلة المنصرمة، والتي تزامنت مع انطلاق موجة التظاهرات الاخيرة ردود افعال كبيرة جداً في الأوساط الشعبية، حتى بات الشيخ علي يُعد في نظر طيف واسع من العراقيين بأنه المنقذ لهم من سطوة الاحزاب الفاسدة، التي تسلطت على رقاب العراقيين، وعاثت في البلاد الفساد.
ولست هنا بداعي الطعن بالشيخ علي وتأريخه، ولكني اود لفت الأنظار الى إحدى أكاذيبه، والتي يمكن لكل ساعٍ للحقيقة ان يتثبت منها. فقد أطل علينا الشيخ علي عبر شاشة قناة دجلة، وفي حوار له مع الاعلامية سحر عباس جميل، وبرنامجها “القرار لكم”، مساء يوم الثامن والعشرين من شهر كانون الاول/ ديسمبر 2019، ليدعي زوراً وبهتاناً ان الكاتب والمفكر المعروف سليم الحسني، وهو الصديق الأقرب للمفكر “غالب الشابندر” قد وصف الاخير في مقال له تحت عنوان “غالب الشابندر” بأبشع الصفات، والحقيقة ان السيد الحسني قد وصف الشابندر بما يليق به وتأريخه، خلافاً لما إدعى الشيخ علي، الذي اقتبس ما يريد من المقال ليوهم الرأي العام بما يسعى اليه، تهرباً من المناظرة التي دعاه لها السيد غالب الشابندر.
وبالعودة الى الشيخ علي أقول انه على يقين تام بأنه لن يتم تكليفه من قبل رئيس الجمهورية “برهم صالح” بتشكيل الحكومة الجديدة، وإنه وإن تم تكليفه بهذه المهمة فهو لن يفلح بنيل ثقة مجلس النواب، خاصة إذا ما عرفنا ان أغلب الكتل السياسية تعارض تكليفه .
والسؤال هنا : اذا كان “فائق الشيخ علي” على يقين بعدم امكانية تكليفه بتشكيل الحكومة أو نيل ثقة مجلس النواب فيما لو تم تكليفه، فلماذا يخوض هذه الحرب الاعلامية الشرسة ضد القوى السياسية الفاعلة في المشهد العراقي وقياداتها، وخاصة الشيعية منها ؟؟؟
الجواب هو ان “فائق الشيخ علي” على دراية تامة بإمتعاض اغلبية ابناء الشعب العراقي من الاحزاب التي تسلطت على رقابهم وقيادات تلك الاحزاب، بدليل عدم مشاركة ما لا يقل عن 80% من الناخبين بعملية التصويت في الانتخابات التشريعية الأخيرة، ولذا فهو تعمد العزف على وتر الامتعاض الشعبي من القوى السياسية، وصار يدغدغ مشاعر العراقيين سعياً منه لتأسيس قاعدة جماهيرية واسعة تمكنه من الوصول الى مبتغاه في الانتخابات التشريعية المقبلة، فيما ترك انصاره يسعون وراء سراب خلاصهم من القوى الفاسدة وتسلطها، فقد راح يقترب أكثر فأكثر من يقينه بالوصول الى الهدف المنشود، وما بين السراب واليقين يبقى الشيخ علي مثاراً للجدل.