26 نوفمبر، 2024 12:45 م
Search
Close this search box.

المشروع الامريكي الاسرائيلي لبلقنة العراق

المشروع الامريكي الاسرائيلي لبلقنة العراق

بكل تاكيد ان النزاع الايراني الامريكي دخل في مرحلة خطيرة بعد مقتل الجنرال قاسم سليماني، بصرف النظر عن مايعلن ويقال من وراء الابواب المغلقة وما اكثرها في هذه المرحلة؛ عن الوساطة السويدية او الوساطات الاخرى قبلها، ان هذه الوساطات لا تفضي الى اي شيء يغير من قواعد النزاع واشتباكاته في المنطقة العربية وعلى وجه التحديد في العراق، فهو سوف يكون الميدان الاساس في حلبة هذا الصراع. ان المحور الاهم في ميدان هذا الصراع؛ هو اخراج القوات الامريكية من العراق وهذا امر جيد بل هو مطلوب قبل هذا اليوم او قبل هذه المرحلة. لكن السؤال هنا ماهو السبيل السليم لهذا المطلب السيادي والقانوني والاخلاقي؟ للاجابة على هذا السؤل علينا الوقوف ومعرفة رأي وموقف القوى العراقية الفاعلة في المشهد السياسي العراقي الذي فيه، الكثير من الشروخ والتضادد في المواقف السياسية في هذه القضية وفي غيرها. عندما أعلنَ عن القرار البرلماني الخاص باخراج القوات الاجنبية من العراق والذي اؤكل الى السلطة مهمة تنفيذه. لقد اختلفت القوى العراقية الفاعلة في العملية السياسية؛ الاكراد وكما هي عادتهم رفضوا اخراج قوات التحالف من العراق وهم في هذا يقصدون القوات الامريكية وفي عين الوقت رفضت القوى السياسية في غرب وشمال العراق هذا التوجه. من الجهة الثانية هدد ترامب بفرض عقوبات اقتصادية على البلد ان اصر قادته على اخراج قوات بلاده من العراق. ولم يكتف بهذا بل اضاف وبكل وقاحة؛ من انه سوف يصادر اموال العراق البالغة 35مليار دولار، وسوف يطالبهم ان اصروا على رحيل قوات بلاده، بالمبالغ التى تم صرفها لغزو واحتلال العراق؟!.. انها لمفارقة مضحكة وتنم عن غباء سياسي وغطرسة في آن واحد… الاخطر في الامر ما يروج له في الوقت الحاضر عن مخطط يجري الاعداد له في دهاليز الظلام، بأقامة اقليم في المنطقة الغربية ليكون البداية لأقلمة العراق والذي سوف نأتي عليه لاحقا في هذا المقال والذي أقامة الاقليم هذا والأقلمة التالية التى تأتي تبعاً بعده، لب حروف هذا المقال.. الغريب في الامر ان يظهر هذا التوجه في الوقت الحاضر، الذي فيه أشتد النزاع بين الخصمين الايراني والامريكي، وكلا الندين اتخذا من العراق ميدان لصراعهيما. ان الاجراء الاسلم هو اخراج كلا الندين لتجنيب العراق اهوال ما سوف يحصل بنتيجة نزاعيهما، هذه هي الحكمة والقرار السليم الذي ينم عن قراءة عميقة لما سوف يحصل لو ان الامر ترك بيد اللعبان الامريكي والايراني، ان كان هناك نية سليمة، ليس فيها ما هو مبيت لأمر أقلمة العراق واخرى تقود الى ذات الدرب. يبقى هنا السؤال؛ هل هناك صعوبة في اخراج القوات الامريكية من ارض العراق؟ بصرف النظر عن ما يقوله ويهدد به ترامب حكومة العراق؛ ان الولايات المتحدة عندما تتأكد من اصرار العراقيين على جلاء القوات الاجنبية ومنها وفي المقدمة منها،القوات الامريكية، وبموقف واحد وموحد مع الابقاء على الاتفاق الاطاري في هذه العلاقة لضرورة ومقتضيات المرحلة.. ( هذا امر بعيد ومؤسف..وحدة الصف العراقي وبالذات في هذه القضية..) سوف يجنح او تجنح الولايات المتحدة وترضخ للامر الواقع وبالذات حين توفر البديل الارضي وبالقرب من العراق،على حدوده القريبة؛ مما ينتج عنه تلافي الخسائر الغير مبرره، بتوفر مايغنيها عن التواجد المباشر ولو مرحليا( من وجهة نظرها..) ويؤدي بها الى عقد مفاوضات مع الحكومة العراقية،لأعادة ترتيب العلاقة الاستراتيجية بينها وبين العراق، في المال والاقتصاد والجيش..ضمن (الشراكة الاستراتيجية) وسبق وحدث هذا الجلاء في عهد المالكي ضمن الاتفاقية الاطارية.. هذا مجرد افتراض قابل للتحقق واقعيا؛سقناه لنبين ان ليس هناك استحالة لتقليل الاذى والضرر الامريكي بنتيجة صراعها مع ايران على ارضه، لكن الواقع يقول على خلاف هذا الافتراض تماما. هل من الصدفة ان تقوم القوات الامريكية بقصف مواقع للجيش العراقي( الحشد الشعبي..) وتعلن امريكا مسؤوليتها عن هذا القصف وفي هذا الوقت بالذات ونعني هنا المظاهرات المطلبية وبالمناسبة هي مظاهرات شعب يريد الامن والوطن والحياة الذي دمرته امريكا بغزوها واحتلالها له.. ليتم بعدها رد الحشد الشعبي، بقصف ك واحد في كركوك ليقتل فيها امريكي متعاقد. ان هذه التطورات لم تكن صدفة بل هي مخطط إمريكي لتأجيج الصراع. والا لماذا لم تقم الولايات المتحدة في قصف الحشد الشعبي في السنوات السابقة (الا بعض الاعمال التى لاقيمة سوقية لها) وهو الذي اي الحشد الشعبي، كان له دورا كبيرا في دعم سوريا في قتالها للارهاب المدعوم امريكيا وتركيا ومن دول الخليج العربي. انه وبكل تاكيد تخطيط لهدف واضح وشبه معلن الا وهو بلقنة العراق، لأيجاد الذرائع في فتح الطريق امام الكونفدرالية في العراق. الامر الاخر الذي يؤكد ويدعم هذا الافتراض؛ هو مقتل سليماني وفي هذا الوقت لترد ايران بقصف قاعدة الاسد العراقية والتى تتواجد فيها القوات الامريكية. الولايات المتحدة لم تقم باغتيال سليماني وهو وكما تقول هي وتصنفه ارهابيا وتضعه في خانة الارهاب الامريكية، (وهذه هي الطريقة الامريكية الغير اخلاقية والغير قانونية لتصفية خصومها الاشد تصديا لمشاريعها..) آمَا كان بامكانها وهي تمتلك ما تمتلك من مصادر الرصد والتعقب والمتابعة سواء البشرية الفاعلة على الارض وغير البشرية الراصده من السماء؛ من اغتياله قبل سنوات..جميع الدلائل والمؤشرات تشير الى ان الولايات المتحدة، قامت بما قامت به لتخليق الفوضى في العراق للوصول به الى البلقنة،( نسبة الى جيكو سلوفاكيا السابقة وهي عبارة عن دول البلقان التى تم توحيدها كونفدراليا بعد الحرب العالمية الثانية..) وهو هدف امريكي ليس جديدا بل هو واحد من اهم طروحات الانجيلون الجدد ما قبل الغزو الامريكي للعراق..في خضم تدافع الحلول لتلبية مطالب المتظاهرين التى عجزت الحكومة والبرلمان حتى الان من النزول الى ساحة التظاهر لأيجاد صيغة لحلحة الوضع وانتاج الحل المرضي، لتفويت الفرصة على من يتربص بهذا الوطن شرا. بل على العكس تستمر في السير في وادي غير زرع اي لاينتج حلا بل يزيد الامر تعقيدا على ما هو عليه من تعقيد. ان هذا المنحى في السلوك لايعكس وعيا سياسيا ناضجا وقادرا على تفكيك الازمة واحتواء ها كي لاينزلق الوضع الى ما هو اخطر ويخرج الوضع عن السيطرة، وهذا هو ما تسعى اليه الولايات المتحدة وتدفع به نحو هذا المنحى الخطير.. في الوقت ذاته ومن ذات الشخصيات اللاعبة في المشهد السياسي من (قوى السياسة) في مناطق غرب العراق، يعلنون عن رفضهم اخراج القوات الامريكية وتأيدهم للتظاهر وفي الوقت عينه، يقمعون من يؤيد المتظاهرين في الوسط والجنوب او من يدعو الى التظاهر في مدن غرب العراق. وهم الذين تظاهروا يوما في ساحات الاعتصام، وهم ايضا، الذين كانوا يوما يطالبون برحيل الامريكيين كقوات احتلال وهي بالفعل كذلك، ما الذي تغير، هل ان الامريكان تحولوا الى غير ما كانوا عليه في الغزو والاحتلال وما بعده من سياسة مريبة، وهل ان الشعب العراقي في غرب العراق تغير، كلا لم يتغير الشعب العراقي في غرب العراق ولم يتغير موقفه من امريكا المحتلة ومن تغير الوضع في العراق نحو الافضل كما يدعوا الى هذا المتظاهرين، بل على العكس من هذا تماما، ان الذي تغير هي (قوى السياسة) التى تمثله والتى تطمح الى اقامة اقليم في غرب العراق على غرار ما موجود في كردستان. ان هذه ماهي الا لعبة امريكية واسرئيلية في وقت واحد لأقامة عراق مبلقن وهش على مدى القرن القادم كي يسهل استغلاله واستنزاف ثرواته واحتواءه تحت عباءة اسرائيل الاقتصادية القادمة والتى خطط ويخطط لها من قبل امريكا واسرائيل ودول الخليج العربي. (وهذا المخطط لايشمل العراق فقط بل جميع دول المنطقة العربية، الذي سوف يكون من نصيبه الفشل بعونه تعالى.) ليس صدفة ان تكون المظاهرات في الوسط والجنوب فقط وفي سنوات سابقة في غرب العراق فقط بل هي تخطيط مبرمج نحو هدف محدد سلفا؛ لتركيز وتجذير المانطقية ذات اللون الطائفي اي تكون مطالب غرب العراق مطالب تختلف عن جنوب ووسط العراق وهي فرية قذرة وحقيرة ولامثيل لها في القذارة والحقارة. بومبيو في اخر تصريح له والذي اعطى فيه اشارة؛ الى ان الولايات المتحدة بصدد اعادة تموضع قوات بلاده بالتشاور مع المسؤولين العراقيين، بتحديد اماكن انتشارها، وفضح وكشف في نفس هذا التصريح، ما هو مستور؛ ان بعض المسؤولين، كردا وسُنَة وشيعة ابدوا له في السر رغبتهم في بقاء القوات الامريكية في العراق وقد سبقه في هذا، رئيسه ترامب. لم يرد او يفند اي مسؤول من هؤلاء عليه وهم معروفون من الشعب كما هم يعرفون ان الشعب يعرفهم، حتى ساعة كتابة هذه السطور المتواضعة. في السياق ان الفدرالية ليس فيها ضرر على حاضر ومستقبل العراق اذا كانت فدرالية كما هي معروفة او متعارف عليها في العالم، لكن ما يجري التخطيط له من فدرالة العراق تختلف عن ماهو موجود من اقاليم في دولة واحدة في جميع اركان المعمورة بما فيها الولايات المتحدة.. أما لماذا نصر على ان اقامة الاقاليم في البلد ماهي الا بداية لتكوين دولة هشة ولا طريق لهشاشتها الا البلقنة وهذا هو هدف الولايات المتحدة واسرائيل. أما كيف السبيل للوصول الى هذا الهدف من قبل دهاقنة امريكا واسرائيل ودول الخليج العربي والاخيرة عبر اذرعهم من (قوى السياسة) في غرب العراق وليس الشعب في مناطق الغربية: لنفترض تم اعلان اقليم في غرب العراق ( بداية لأقلمة العراق في الوسط والجنوب وفي الشمال؛ سهل نينوى وكركوك..) من خلال الاستفتاء كما يسمح به الدستور؛ الاسئلة الوجودية له تتمحور في الاتي؛ ماهي حدوده؟ ماهي شكل الادارة فيه؟ هل هي كما هو متعارف عليه في العالم أم ان من رفعوا الرايات على سطحه، سوف يقولون نريده كما هو اقليم كردستان العراق ( والاصح كما هو الشقيق كردستان العراق؟!..) واذا جوبهوا بالرفض، عندها سوف تكون الحجة جاهزة وهي حجة واقعية وموضوعية؛ لتكون الادارة في اقليم كردستان العراق فدرالية وليست كونفدرالية( وفي كردستان ابعد كثيرا من كونفدرالية..). السؤال الاخير؛ على اي طريق يرسم الحل لفك هذا الاشتباك والتداخل وضياع المعيار الاداري لشكل الادراة في الاقليم المفترض، هنا يتدخل الراعي الامريكي لمشروع بلقنة العراق، لتسوية الامور ووضع الحلول او اقتراحها بطريق غير مباشر، بعقل ويد طرفي اقامة الاقاليم وهنا نقصد الاكراد و(قوى السياسة) في غرب العراق..في نهاية المطاف نقول ان السعي المحموم على اقامة الاقاليم في العر اق ماهو الا مؤامرة كبيرة على حاضر ومستقبل البلد..وكل ما يقال بخلاف هذا ماهو الا خديعة ولعبة حقيرة وسافلة..نحن هنا نتابع ونراقب ونبدي الرأي، ليس اكثر من هذا ابدا.. ربما نكون على خطأ ونتمنى هذا من الاعماق وربما نكون على الطريق الصحيح في القراءة والتشخيص وهذا يوجعنا وما لانتمناه ابدا..

أحدث المقالات