18 ديسمبر، 2024 11:29 م

مستقبل العراق بين المتظاهرين والحكومة

مستقبل العراق بين المتظاهرين والحكومة

التظاهرات صوت الشعب وهي تستمد قوتها وديموتها من الشعب الذي انتفض وقام بهذه التظاهرات من اجل ازالة او تغيير الاوضاع التي حدثت في العراق بعد عام 2003 وقد تحققت بعض هذه الاهداف ومنها الهدف الاول لهذه التظاهرات من خلال اجبار حكومة عادل عبدالمهدي على الاستقالة، وتحويلها من حكومة كاملة الصلاحيات الى حكومة تصريف اعمال يومية، وهي أشبه ما تكون بمن يقوم ويتولى تصريف وتنفيذ الاعمال اليومية الضرورية للحالة المعيشية من غير ان تكون له صلاحية القيام بالاعمال والاختصاصات المهمة مثل اقتراح تشريع القوانين وعقد الاتفاقيات والمعاهدات الدولية.
لذلك على الحكومة العراقية الحالية ان تعمل خلال الايام الباقية من عمرها، وعلى مجلس النواب والكتل السياسية المشاركة فيه، الاستجابة لصوت الشعب وتقوم بترشيح واختيار شخصية وطنية تحظى بقبول او تكون القاسم المشترك الاعظم لجماهير الشعب والكتل السياسية المُدركة للازمة الموجودة، ويحاولوا جميعاً اخراج العراق من الانسداد السياسي الذي يعيش فيه وحالة العجز والشلل الذي يصيب العملية السياسية خصوصا بعد الاحداث الاخيرة التي حدثت خلال الايام الماضية والتصعيد الخطير واستخدام اراضي العراق ساحة لتصفية الحسابات وتنفيذ الاعتداءات المسلحة بين اطراف خارجية لا ترتبط مع العراق الا بالجوار او اتفاقيات او علاقات دولية لاتمنحهم حق الصراع بينهما على ارضه.

ان سعي بعض القوى السياسية والنواب في تجديد الثقة بالحكومة الحالية واعادتها الى تصدر الحكم في العراق يمثل انعكاسا للوضع السياسي في العراق الذي هو وضع معقد ولا يتحكم فيه القانون او الدستور، لذلك يمكن القول ان كل شئ ممكن في العراق، وكل شئ ايضاً غير ممكن في العراق لذلك لا بد من نقطة يلتقي فيها المتظاهرون والحكومة والطبقة السياسية، خصوصا بعدما عرفت الطبقة السياسية المتصارعة حجمها الحقيقي في العراق بعد الاحداث الاخيرة خلال الاسبوع الماضي والتطورات التي بينت مع الاسف ان العراق ساحة مفتوحة ومكشوفة للصراع وتصفية الحسابات بين قوى ودول، ولابد ان تفهم الطبقة السياسية التي تتحكم بالكتل والاحزاب والشخصيات ان اليوم ليس مثل الامس، وان الغد سوف لا يكون مثل اليوم لذلك فان انتهاك وتطويع مواد الدستور هو عملية مستمرة بالعراق من اجل تدوير الكتل السياسية لذاتها ولشخصيات تابعة لها لتصدر المشهد والقرار السياسي وهو ما لا يقبله المتظاهرون وعموم ابناء الشعب الذي كان ولسنوات عديدة أغلبية صامته تتحدث وتعمل وتحتج في اغلب مدن العراق.