إليكن سيداتي: إنتبهن لجمال شفاهكن !!!

إضافة لتخصصاتي العلمية الأخرى، وأهمها فسلجة الجسم البشري ووظائفه، فقد كانت لي إهتمامات كثيرة منها جمالية الجسم البشري وخصوصاً جمال المرأة وكيف يمكن معرفة من هي المرأة الجميلة حقاً ومن هي الأقل جمالاً أو غير الجميلة، ومن خبراتي تلك أصبحت قادراً على معرفة هذا السر الجميل للنساء.

واليوم أكتب لكن عن جمال الشفة، وسبب إختياري لهذا الموضوع هو معرفتي ورؤيتي لأشكال الشفاه القبيحة للكثير من النسوة في بلدي، وخصوصا الشابات، حيث قمن بتضخيم شفاههن لدى أشخاص لا يعرفون الصفة الجمالية لشفة المرأة وشكلها الذي يليق بها.

جمال شفة المرأة يحددها ما هو معروف بإسم النثرة Philtrum وهو الأخدود العمودي بين قاعدة الأنف وحدود الشفة العليا (الصورة رقم 1). وتسمى النثرة أيضًا باسم “تجعد الشفاه”، وأن تجعد الشفاه المثالي هو الذي يبدأ في التضيق أسفل الأنف ويفتح على نطاق أوسع عند إقترابه من الشفاه.

وأتمنى على أي إمرأة من بين القراء أن تنظر إلى نفسها في المرآة. هل رأيت ذلك الأخدود الصغير تحت أنفك والذي يذهب إلى حافة الشفة العليا؟ هذا ما يسمى بالنثرة Philtrum. ولكن ما هو ولماذا هو عندنا؟ وفقًا للبيانات المتاحة ولما يقوله الباحثون العلميون بهذا الشأن، إن تفسير وجوده وشكله يرتبط بالطريقة التي يتم بها تشكيل الوجه أثناء النمو والتطور.

تعد النثرة أحد أهم أجزاء الوجه البشري وخصوصا جمال الوجه عند النساء. ولهذا فهي تتناسق مع “قوس كيوبيد” (إله الحب). وقوس كيوبيد هو خط الشفة العليا من بدايته إلى نهايته والذي يكون شكله على شكل القوس. وهذا الجزء من وجوهنا حير الكثير من الناس والعلماء لأطول وقت، لأننا كنا نظن أنه لا يخدم أي غرض في الإنسان. ولكن بعد قرون، وجد العلماء بالفعل دوره الحاسم أثناء خلق الإنسان داخل الرحم.

ففي المراحل المبكرة من الحمل داخل الرحم، يكون الوجه الإنساني غريباً بسبب شكله اللحمي المنحني والفوضوي الذي ليس له سمات مميزة. وبنموه تدريجياً خلال فترة من الزمن، يبدأ في تكوين الشكل مع أجزائه الرئيسية المتصلة أسفل الأنف، مما يؤدي إلى إنشاء النثرة بين الشهرين الثاني والثالث من الحمل، وإن لم ينشأ في هذا الوقت فإنه لن ينشأ أبداً بعد ذلك. وبدونه فإننا لا نحمل الوجه الذي نحمله الآن.
فتصور وجهك أو تصوري وجهكِ بدون النثرة؛ هل سيكون عندنا الوجه الذي نحمله الآن؟ بالتأكيد لا.

دعونا الآن نعود لـ “قوس كيوبيد”. قوس كيوبيد هو ميزة الوجه حيث إن المنحنى الثنائي للشفة العليا للإنسان يشبه قوس كيوبيد، إله الحب الروماني المثير. تتواجد قمم القوس مقابل أعمدة النثرة الجانبيتين مما يعطي مظهرًا بارزًا للشفاه.

لقد إتضح وفقًا لدراسة عالمية إن أكثر شكل شفاه جذابة ورائعة تم الكشف عنها في مسح عالمي هي الشفاه الكاملة، حيث كشفت دراسة إستقصائية شملت أكثر من 1000 إمرأة من 35 دولة مختلفة أن مفتاح الشكل النهائي للشفاه يتلخص في الواقع في تناظرهما.

وفي دراسة استقصائية نشرتها مجلة “جراحة الوجه والفكين”، إختار أكثر من 60 في المائة من المجيبين على الإستقصاء نسبة 1:1 كمقارنة بين الشفة العليا والسفلى باعتبارها الشكل الأكثر جاذبية (يعني ملأ الشفتين وبروزهما متساوي).

أما المرتبة الثانية الأعلى تصنيفًا فهي عند النساء اللواتي لديهن شفاه سفلية أكثر اكتمالًا/مملوءة، كالتي عند العارضة الأمريكية كايلي جينر، التي بنت إمبراطورية جمال كاملة بناءً على جراحات أجرتها لتعزز جمال شفتيها. ولكن في الواقع، ووفقًا للأبحاث التي أجراها أحد أخصائيي جراحة الوجه الأمريكان فإن أجمل وأفضل شكل للشفاه هي تلك التي تحملها المغنية الأمريكية تايلور سويفت (الصورة 2) والتي تتناسق مع شكل وجهها.

إن “قوس كيوبيد” شديد التحديد هو الشكل الأكثر طلبًا للشفاه في التصنيف العالمي لجمال الوجه والشفاه. ويمكن تحسين “أقواس كيوبيد” وتوضيح ارتفاع أعمدة النثرة باستخدام كميات محددة جداً من الحشو في الشفة العليا لتعزيز الأعمدة الرأسية الطبيعية التي تقع مباشرة حول الشفة العليا، كما ويمكن إستخدام حشو محدد أيضًا لتعزيز وإعادة تحديد محيط الشفاه.

وللعلم أن الشفاه تبدأ في التقلص بالحجم بشكل طبيعي بدءًا من سن 28 عامًا، حيث يحدث هذا عندما يتباطأ إنتاج الكولاجين وحامض الهايالورونيك – وهذا الأخير هو المنتج الأكثر استخدامًا في علاجات حقن الشفاه.

هناك العديد من عوامل نمط الحياة التي يمكن أن تؤثر على امتلاء شفتيك أيضًا، ومنها أن لا تدخني وأبق بعيدًة عن أشعة الشمس، من بين أمور أخرى، إذا كنت تريدين أن تكون شفتاك ممتلئتان بشكل طبيعي لفترة أطول.

من الواضح أن هناك بعض المخاطر التي تنطوي عليها علاجات تضخيم او تحديد الشفة، والتي يمكن أن تترك المرضى يعانون من تورم شديد وكدمات وجع بعد ذلك. ولهذا يجب على النساء اللواتي يرغبن بتجميل شفاههن أن يطلبن دائمًا المشورة من أخصائي طبي قبل الشروع في العلاج الجراحي.

نصيحتي لكنّ صديقاتي أن لا تفكرن بتغيير شكل شفاهكن جراحيًا فأنتن أكثر جمالا الآن .. والأهم من ذلك كله هو أنه لا يوجد أخصائي واحد في العراق يعرف بالضبط كيف يعمل على تغيير وحقن الشفة ليجعلها جميلة وتلائم وجهك.

* بروفيسور متخصص بعلم الفسلجة الطبية (علم وظائف الأعضاء)