19 ديسمبر، 2024 1:45 ص

الوجيز في حادثة السفارة الامريكية

الوجيز في حادثة السفارة الامريكية

بنفس اليوم الذي اعتدت فيه الولايات المتحدة على سوريا بحجة استخدامها السلاح الكيمياوي نشرت مقالا قلت فيه اننا لا ينبغي ان ندرس الموضوع من خلال قربنا او بعدنا عن طرفي الصراع بل ندرس ما حصل من خلال المبادئ الدولية في التعامل والتي تؤكد ان الولايات المتحدة لم تمتلك دليلا قاطعا على استخدام الكيمياوي وبالتالي فهي حتى ان امتلكت الدليل دولة معتدية كونها خرقت آليات عمل المنظومة الدولية ( مباديء القانون الدولي) وأعطيت مثلا وهو انه صحيح ان قوى الارهاب دمرت اهلنا في الموصل والانبار وغيرها وارتكبت المئات من جرائم الحرب وأن الخلاص منها كونها مجرمة لا يفوضنا ان نخرق الاتفاقيات الدولية نحن والتحالف الدولي كون الاتفاقية لا تسمح لنا ب (( الهجوم قصفا بالقنابل على هدف عسكري يقع في او بالقرب من مناطق مأهولة بالسكان )) وأن حصل فهو بنظر القانون الدولي جريمة حرب .

والمعلن حتى الآن ان الولايات المتحدة لا تمتلك دليلا باتا على ان حزب الله العراق او غيره هو وراء تلك الاعتداءات على المصالح الامريكية وأقول اعتداءات بموجب القانون الدولي فالجندي الامريكي نحن من جئنا به لينتزع السلطة ويعطيها لنا ونحن من طالب بتحالف دولي ضد داعش بقيادة امريكا ونحن من سمح لها ببناء اكبر سفارة لها في العالم مساحتها بقدر مساحة الفاتيكان وكلفتها ترليون دينار وهي محصنة من اسلحة الدمار الشامل والضربات التقليدية ولا يعرف دهاليزها حتى الراسخين في العلم بل لا يعرف عنها شيئا حتى المدمنين على زيارتها من ساسة العراق الثوريون منهم وغير الثوريين ، ومن جاء بها وهلل عند غزوها لبلده وتناغم معها عندما قدمت لهم السلطة على طبق من (تنك)

ما الذي سيحصل بعد ذلك ؟؟؟

قاتلنا الامريكان بعقلية القادسية اما الذين حاصروا السفارة وأكدوا اعتصامهم حتى غلقها وغادروها في اليوم التالي والذين توسل بهم من يحمل رتبة الفريق الركن دون ان يستمعوا له متوقعين ان الولايات المتحدة ستنهار تحت ضرباتهم فأريد ان يسمعوني كأخ لهم … ان السياسة هي (فن الممكن) وليست فن الحصول على غير الممكن كما يقول الثوريون ، وأن الحرب هي ((استمرار للسياسة بوسائل اشد عنفا)) ومن لم يعرف كيف ان السياسة قذرة عليه ان يراقب التلفاز ليرى ما يسمى بمعسكرات النازحين ويشاهد دمار الموصل وعليهم ايضا ان يعرفوا ان قابلية الحركة الهائلة اعطت للقوى الكبرى قابلية هائلة على حشد هائل للقطعات بوقت محدود ، فقبل عقد من الزمن ايها الاخوة قدمت بحثا في الندوة العلمية للجيش العربي السوري .. قبلي اكمل باحث ايراني بحثه عن المفاعل النووي الايراني وصفق له من في القاعة ، وكذلك اكمل باحث فلسطيني بحثه عن قضية فلسطين فصفق له من القاعة فبدأت بحثي محييا السيد وزير الدفاع السوري والسادة الباحثين والحضور وأردفت بأني سوف لن استجدي التصفيق منكم لأني سوف لن اخبركم بما يسركم لأنه في الحقيقة لا يوجد ما يسر في المدى المنظور وكان عنوان بحثي ( انسحاب الالوية الامريكية الستة والأمن الوطني العراقي ) فقلت لهم ان ذلك لا يعني مكسبا لأننا لا زلنا تحت البند السابع واذا حصل وانتقلنا الى السادس فليس اسهل على الولايات المتحدة من اعادتنا الى السابع وأنها انسحبت الى الكويت وهذا يعني انها قادرة على التدخل في العراق بساعة واحدة فقط بعد ان كانت تتدخل بنصف ساعة ويمكن اسناد عملية التحشد بآلاف الصواريخ العابرة .وبالتالي فأن على اية جهة تريد مقارعتها عليها ان لا تحسب ان هناق قطعات في قاعدة الاسد والقيارة بل ان عليه ان يحسب ان كل القطعات الامريكية في العالم يمكنها التدخل في العراق بساعات وأيام حسب الطلب ، ويعرف ان دخلها القومي يشكل 40 ضعفا لدخلنا القومي و60 ضعفا لدخل ايران وأن تخصيصاتها للدفاع تقدر ب60 ضعفا للدخل القومي السوري حيث ان دخل سوريا لا يبلغ 1/8 من دخل العراق

هذه هي امريكا اضعفها الله وقوى الشعوب الحرة التي لا تتبع الا اوطانها ولا تسترخص دمائها الا لأوطانها ولا تنحني الا لله … والمصلحة العليا لها هي المصلحة الوطنية لا غير وخصوصا في هذا الضرف العصيب ، فمن غير العراق يستحق التضحيات؟؟؟ فلسطين ؟؟؟ قضيتنا المركزية منذ نعومة اضفارنا ؟؟ انا واثق ان اعداد مليونية من العراقيين يحسدون الشعب الفلسطيني اليوم .. يحسده النازحون والمختفون والايتام والثكالى والارامل وكل اللذين سرق نواب الاحزاب الاسلامية بالتعاون مع المساءلة والعدالة وهيئة التقاعد توقيفاتهم التقاعدية وقطعوا ارزاقهم وصادروا اموالهم ، كما اني واثق بأن اهلنا الفلسطينيين اكثر استقرارا منا كونهم يعرفون من يحتلهم على الاقل ونحن لسنا كذلك ، كما انهم يعرفون من يحكمهم وكيف يحكمهم وما هو برنامجه وأين تذهب ميزانيته ، ونحن لا نعرف من له النفوذ ومن يحتلنا ومن يتدخل في شؤوننا الداخلية ، هم يعرفون من يقتلهم ومن يخطفهم ومن يخفيهم ومن يقصيهم ونحن لا نعرف وأن عرفنا الجهة فلا يمكن ان نعرف من وراء تلك الجهة ، ستعرفون ان كلامي صحيح ان فتحت اسرائيل باب الإقامة فيها للعراقيين .

الكلام يطول ويطول وقد ينزلق بصاحبه الى القتل او التغييب خصوصا بعد ان انتفاضة تشرين فالكلام لم يكن يرتب اثرا قبلها… وملخص الكلام ان نتقي الله في عراقنا وشعبنا الجريح ولا نجعل منه وقودا لأحد ، (( ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين )) وأن كنتم مؤمنين فاعلموا ان من ينبغي ان يتبع لكم ولا تتبعون له هو من تبع لكم يوم حملتم اثقل الرسالات ونقلتموها لى الترك والفرس والروم بحد السيف .. الا هل بلغت اللهم فاشهد

أحدث المقالات

أحدث المقالات