17 نوفمبر، 2024 9:57 م
Search
Close this search box.

عن مقتل قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس

عن مقتل قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس

بعد أن مرت المواجهة الامريکية ـ الايرانية بمراحلة مختلفة صعودا ونزولا ووصلت الى حد قيام النظام الايراني بإسقاط طائرة أمريکية مسيرة وقصف منشآت آرامکو في السعودية وتصور هذا النظام وأوساط مقربة منه بأن الولايات المتحدة الامريکية تتخوف وتتجنب التصعيد، غير إن عملية تصفية قاسم سليماني، قائد فيلق القدس ومن کان يسمى بالحاکم المطلق للعراق وسوريا ولبنان، وأبو مهدي المهندس، القيادي في الحشد الشعبي ومن أهم وجوه النظام الايراني في العراق، غيرت من هذا التصور وأکدت بأن واشنطن لاتضرب ضربات إستعراضية أو للإستهلاك الاعلامي وإنما ضربات نوعية وذات تأثير غير عادي، وإن قيامها بقتل سليماني وهو قادم في جولة من لبنان الى العراق وشملت سوريا من أجل التنسيق ضد الولايات المتحدة الامريکية أمر له دلالاته ومعانيه الخاصة، ويضع النظام الايراني في وضع لايحسد عليه.
الطائرات الامريکية المسيرة التي إستهدفت أيضا أبو مهدي المهندس القيادي البارز في الحشد الشعبي والمعروف بولائه المطلق للنظام الايراني، لم يأت صدفة، خصوصا وإن له ضلع کبير في الترتيب لإقتحام السفارة الامريکية في بغداد کما جاء في بيان خاص للمقاومة الايرانية بهذا الخصوص، ومن دون شك فإنه وبعد مقتل المهندس فإن اسمي قيس الخزعلي، زعيم ميليشيا عصائب الحق وهادي العامري، زعيم ميليشيا بدر، سيطرحان بقوة مع ملاحظة إن ثمة نبأ قد نشرته قناة الحرة الامريکية بشأن إعتقال قوات المارينز لهما في بغداد، إشارة تحذيرية ذات مغزى لهذين الوجهين التابعين للنظام الايراني قلبا وقالبا.
مقتل قاسم سليماني وأبو مهدي المهمندس معا، يمکن إعتباره إشارة أمريکية واضحة بعدم تقبل الولايات المتحدة لإستمرار العلاقة غير العادية التي تربط النظام الايراني بالميليشيات التابعة لها ولاسيما من حيث التنسيق والتعاون فيما بينهما ضد القوات والمصالح الامريکية في العراق والمنطقة، ومن دون شك فإن تصفية سليماني والمهندس، من شأن أن يصبح منعطفا مهما في عملية المواجهة الامريکية ـ الايرانية من جهة وفي مستقبل نفوذ النظام الايراني في العراق، مع إننا يجب أن لاننسى أبدا بأن النظام الايراني يمر حاليا بأسوأ مرحلة له منذ تأسيسه وإن الازمة التي يعاني منها صارت تأثيراتها السلبية عليه تبدو واضحة خصوصا من حيث کبح جماح تحرکاته ونشاطاته کما کان خلال الاعوام السابقة، وحتى إنه لو تحرك تحرکا غير عاديا فإنه لن يکون سهلا ولن يمر بسلام إذ أن الآثار والتداعيات المحتملة هي التي ترعب النظام الايراني بعد أن کان هو أکبر مستفيد منها!

أحدث المقالات