اليوم الأول من سنة عشرين عشرين , يوجب علينا إستحضار الأمل والتفاعل مع إرادة الحياة بثقة وإيمان على أن نكون ونتحقق ونتجاوز المصاعب والمحن.
وعشرين عشرين في طب العيون تعني أن النظر سليم وطبيعي , والرجاء في أنها ستكون سليمة ثاقبة الرؤية وحادة البصر.
فالأمل طاقة مطلقة وقوة فاعلة في صناعة مجد الحياة.
والأمل بحاجة إلى عقل فاعل , قادر على تأكيد الإستثمار الأروع بطاقاته الفوّارة.
ومن أهم عناصر الأمل في المجتمعات هم الشباب , الذين يتوجب توفر إدارة وقيادة واعية قادرة على إستيعاب ما فيهم من القدرات وتوظيفها لبناء الحياة الأفضل.
فالشباب هم الأمل , ومَن لا يساهم برعايتهم يعادي الأمل ويقمع إرادة الحياة , ويحاول التصدي لجريان تيار الكينونة الوطنية والإنسانية.
ومجتمعاتنا فيها نسبة عظمى من الشباب , أي أن نسبة الأمل متفوقة على غيرها , مما يعني أن المستقبل سيكون أرقى وأجمل عندما ندرك هذه الحقيقة , ونساهم في تفعيل طاقاتهم وتنويرهم وتسليحهم بالمهارات اللازمة لتفتحهم وتبرعم ما فيهم من البذور الأصيلة الواعدة.
وأول المهمات الملقاة على مجتمعاتنا هي الإهتمام الجاد والحازم بالتعليم , لأنه التربة الصالحة لإنبات التطلعات الشبابية وسموقها وتفتحها والتعبير عن عطاءاتها المتنوعة.
فقوة المجتمعات والشعوب والأمم بشبابها الذي يكنز الحاضر والمستقبل , ويشيّد الجسور العتيدة لعبور الأجيال المتوافدة إلى ضفاف مستقبل رغيد.
ومن الواضح أن المجتمعات التي إهتمت بتعليم الشباب وتوفير مستلزمات التفتح والإنطلاق , تمكنت من قيادة ركب الحضارة المعاصرة , وإمتلكت القوة والإقتدار الفائق في مجالات متنوعة.
وعليه فأن قيادات مجتمعاتنا مطالبة بتفعيل عقولها , وإستحضار ما يساهم في رعاية الشباب وصيانة توجهاتهم نحو التعبير عن أفكارهم , التي تريد أن تكون مشاركة في الحياة وفعالة في تعزيز القوة والإقتدار والإبتكار.
فهل ستتمكن قيادات مجتمعاتنا من وعي إرادة الشباب والإستعداد للإبداع في الحياة؟
إن الأمل موجود والوعاء الحاضن لا بد له أن يجود ويقود!!