19 ديسمبر، 2024 7:53 ص

الإدراك الديمقراطي!!

الإدراك الديمقراطي!!

ما لا يُدرك كلّه لا يُترك جُلّه”

الديمقراطية حالة إدراكية فكرية ثقافية متوافقة مع تطلعات إيجابية لتحقيق السعادة الإنسانية.
ولكي ندركها يتوجب علينا أن نعرفها ونعيها ونتمثلها , ونرتقي إليها نفسيا وروحيا وعقليا , فنبتكر الصياغات السلوكية المعبّرة عن جوهرها وقيمها المنيرة.
البعض يقول بأنها تحلّق في سمائنا منذ عشرة سنوات , وغيرهم يقول منذ إنطلاقة الربيع العربي من تونس الثورة والأمل والحياة.
وآخرون يذكرون بأنها إنبثقت من قلوب وأعماق الشباب المصري المنوّر بثقافة العصر الذي ينغمس فيه.
وفي جميع الأحوال , فأنها ترفرف في أجوائنا , وما وجدت وكرا يصلح لبناء عشها , ووضع بيوضها الحضارية وتفقيسها ورعايتها.
وكأن البيئة ليست بيئتها , والفضاء يشاكسها , فأصبحت كالطير المستورد بقفصٍ من جزر الكناري , الذي أطلقه صاحبه بعد أن تألم لوحدته وإنحباسه , فحسب أنه يفعل خيرا , لكن الطير راح يتخبط حائرا , كالخفاش المطلوق في عز الظهيرة الساطعة , وكل مَن يُمسكه يطعمه طعاما يأباه , فإنتهى به الأمر , أن يعود إلى قفص صاحبه , الذي أدرك بأنه قد تورط مع هذا الطير , وعليه أن يبقيه في القفص حتى يسافر إلى تلك الجزر فيطلقه هناك , أو يصنع له بيئة مشابهة ويجد له خليلة تساعده على البقاء , وصناعة الحياة والتآلف مع البيئة الجديد.
وبقي صاحبه يبحث عن وسيلة لتربيته وتكاثره في بلادٍ لا يَعرفها ولا تعرفه , فهل سيفلح , أم أنه سيبقيه في أسره؟!

فكرةٌ جاءت وفينا عُسِّرَتْ         هلْ بوعيٍّ سَنراها يُسِّرَتْ؟

وبغياب الإدراك الديمقراطي , نبدو وكأننا لا طاقة لدينا ولا قدرة على القيام بواجباتها ومتطلباتها , وإنما أخذناها إلى مسالك لا ترضاها , ومتاهات لا تعرفها , وقد تحولت عندنا إلى “ثريد” ولكن حول صحوننا الفارغة!
فهل أنها معسورة ولا ندرك ما فيها من الميسور , أم أننا سنتفاعل بما تيسر منها حتى ندرك معاسيرها , ونتمكن من صناعتها في مجتمعاتنا.

“ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها” البقرة:286

أحدث المقالات

أحدث المقالات