إشــــارة عامــــة:
باستمرار نقف كما يقف بعضنا على سرقات أدبية / فنية / بحثية /…/ تارة من حيث اللفظ ؛ أومن حيث المعنى؛ وتارة أخرى من حيث اللفظ والمبنى والمعنى. وخاصة في مجال اهتمامنا( المسرح) قضاياه وإبداعاته؛ وفي بعض الأحيان يثير أحدهم في لقاءات خاصة أن (هَـذا) المنتوج المسرحي سواء نصا أو تصورا إخراجيا ( إنه) منحول أو مسروق ؛ ولكن يقفون هاهنا ولا يقدمون مصدره الأصلي ؟ هل هو نوع من التشويه لفلان أوضغينة خاصة أو يرتبط بالعنعنة ؟ وهاته الأخيرة : ما أكثرها في ساحتنا المسرحية المغربية – تحديدا- وبناء عليه فالسرقة الأدبية، ظاهرة معـروفة ومشاعـة في الوسط الثقافي العَـربي بالدرجة الأولى، والفرع الذي يبدو في أول وهلة هـو الأصل؟ قبل تمظهر وسائط التواصل والشبكة العنكبوتية، بحيث كم واحد منا وقـَف على تطابق سافر وفظيع بين منتوج الأصل من نصوص شعرية وقصصية ومسرحية… والأخطر في السرقات تلك البحوث الجامعية ؛ التي يتم انتحالها وانتسابها لأشخاص لهم رمزيتهم الثقافية في بلدانهم، مستغـلين مواقـِعهم وظروف عـدم الانفتاح الثقافي بين الأقـطار العربية، وفرض قيود الرقابة والتصدير على الكتب والدوريات وكـذا غـلاء رسومها الجمركية. مما يعُـوق عـدم خلق سوق حقيقية وفاعِـلة لتبادل الكتاب والمنشورات، رغم أن بعْـض المؤسسات الحكومية، كانت تسعى لخلق انتشار المنتوج الثقافي، ولـكنه محدود التوزيع وفي بعْـض العـواصم (فقط) عِـلما أن العَـديد من الكتب تـُمْنع من التداول لأسباب سياسية صِـرفة، فحتى انوجاد معارض للكتاب والدوريات هنا أو هناك، كانت ولا زالت لا تساهم في نشر الكتاب العَـربي؛ وبالتالي فالعديد من الأفراد الذين يؤطرون أنفسهم ( مبدعون/ باحثون/ مؤلفون /…) يختلسون وينتحلون ويسرقون أفكارا ويتبنونها كأنها عصارة جهدهم ومصدر إلهام خاص ؛ ربما طمعا في الشهرة أو المال ؛ فتركبهم شخصية الوهم أنهم ( مبدعون) مما يظلون في ممارسة السرقة الأدبية والفنية؛ حتى أنهم يتفننون في عملية السرقة ؛ نظرا لإدراكهم أن لا أحد سيكتشف سرهم ؛ لأن الأغلبية تمارس نفس النوع ( السرقات)أم أنهم لايقرأون ؛ وهذا موضوع أثرناه (1 ) رغم أنه جاء بناء على موضوع أثاره الصديق والكاتب الجزائري – ياسين سليماني (2) بمعنى أن المسألة تتعلق بقطرين ( المغرب/ الجزائر) ) ولا أحد استطاع أن يفند ما قلناه وما أثرناه .؟؟ لا يهمنا ذلك، لأننا نحن نمارس شغبنا وفعلنا في التاريخ ، إذ الأسباب معْـروفة لدينا؛ ولقد أثرناها بشكل مباشر(3)
قـضية المقـالة :
كما أشرنا أننا باستمرار نقف كما يقف بعضنا على السّرقات .ولكن كنا نرجئ المكاشفة وعملية الفضح في أوقات لاحقة ؛ لأن هنالك أولويات ومواضيع لا يمكن إرجاؤها ؛ إضافة لسؤال جوهري ما جدوى فضح السرقات في عصر ( النقل واللصق/ copier-ET-coller) والأغلبية لم تعـد تهتم أو تقرأ ؟ إلا من آمن بمغزى القراءة والاهتمام وهناك نداء عجيب أثاره: الشاعر والمسرحي التونسي حكيم مرزوقي يدعو إلى إقامة «مرصد أدبي» يشهّر من خلاله بكل من يسطو على متاع الآخرين، وينسبه إلى نفسه في مختلف حقول الأدب والفكر والفن، أسوة بتلك المراصد التي تنشط في المجتمعات المدنية، وتتعقّب الانتهاكات الحقوقية فتفضح مرتكبيها في الدول والمؤسسات(4) إنه نداء أو دعوة هي صيحة في وادي الذئاب؛ بحيث لم يستجب لها أحد ولمناقشها أحَـد. وهذا لا يفرض علينا التكاسل أو ممارسة اللامبالاة؛ بل كل منا يحاول من جهته كشف هذا النوع المهين للثقافة العربية ؛ وفي سياق هذا ونحن نطلع على كتاب (( المسرح العربي المعاصر))(5) ل[ حكمت أحمد سمير] (6) حتى وصلنا للفصل الخامس عنوانه (( المسرح السياسي العربي) وفرع عنوان الفصل[[ الأدب والسياسة]][ص /131 إلى 149] وتعود بي الذاكرة أن هذا الفصل/الموضوع حرفيا يشبه دراسة سبق لي أن اطلعت عليها؛ لأعود للأرشيف وبعد عناء ضبطت الموضوع تحت عنوان [[المسرح والسياسة]] ليوسف الطالبي منشور في(7) إذ بالحرف والنقطة والفاصلة منشور في الكتاب ((( المسرح العربي المعاصر))) بدون حياء وبدون مراجع التي أثارها – يوسف الطالبي التي وصلت إلى (62 مرجعا) عما أن الناشر يشير في بوابة الكتاب ما يَـلي (حقوق الطبع محفوظة للناشر– يمنع إعادة نشرأو طباعة أو تصوير الكتاب أو محتوياته ويمنع سحب نسخ إلكترونية من الكتاب وتوزيعها ونشرها دون إذن خطي من الناشر. وأي مخالفة لما ذكر يعتبر إساءة للحقوق الملكية الفكرية للناشر والمؤلف ويعرض للمساءلة القانونية والقضائية (8) في هذا الإطار من يجب في حقه المساءلة القانونية والقضائية هل (يوسف الطالبي) أم (حكمت أحمد سمير) أم (الناشر) أم (نحن ) الذين أثرنا هاته السرقة التي لا تحمل أدنى رتوشات ولا تعْـديل حتى في الصيَّاغة أو الأسلوب ؟؟ اللهم أن العنوان الفرعي تحول من ( المسرح والسياسة) [إلى] (بين الأدب والسياسة) أما الموضوع سطرا سطرا وحرفا حرفا . بدون استحياء ولا أخلاقيات للمجهود الفكري لمن سبقه !! ويقول فقهاء القانون: لا جريمة ولا عقوبة إلا بنص قانوني؛ لكن جرائم السطو الأدبي استمرت وتستمر حتى بعد سن القوانين الخجولة في الملكية الفكرية التي ظلت ترفا حضاريًّا في سوريا وغيرها من البلاد العربية ؛ مجرد نمر ورقيّ وبلا مخالبَ، كما غابت العقوبات إلا فيما ندر، ذلك أنّ هذه النصوص جاءت في البلاد العربية كنوع من ذرّ الرماد، والتبجّح بأننا أمة تحترم المبدعين، وتدافع عنهم….(8)
الإحـــالات :
1 ) هـل الـمسرحيــون لا يقــرأون؟ (انظر) لصحيفة الجمهورية الجزائرية أو موقع ديوان العـرب بتاريخ
18 / 06/2018
2) مسرحنا الجزائري إما مسروقا أو مهـانا..!! (انظر) في فضاء المسرح ل(صحيفة الجمهورية الصادرة بوهـران
بتاريخ 12/ يونيو/2018
3) فلاش باك: آفة المسرح ( انظر) لصحيفة الجمهورية الجزائرية أوصحيفة الحوار المتمدن- العدد: 6040 بتاريخ 31 /10/2018
4) السرقات الأدبية مستمرة في أشكال وأقنعة جديدة.. و«حقوق المؤلف» نمر بلا مخالب – لسامر إسماعيل تحقيقات
في مجلة فيصل بتاريخ 06/11/2016
5) المسرح العربي المعاصر عن دار الجنادرية للنشر و التوزيع/ الأردن ( سنة2015) وعن دار يافا العلمية للنشر
والتوزيع / الأردن ( سنة 2016)
6) لم أعثر على بيبلوغرافيته ؟ كل ما توصلت إليه أن له ثلاث كتب مسرح الطفل ( سنة 2016) المسرح العربي
المعاصر( سنة 2016) أطفال الروضة وتربيتهم ( سنة2017) مطبوعة في دار يافا العلمية للنشر والتوزيع .
7)مجلة فكر ونقد تحت عدد/68 ابريل 2005 أنذاك كان (محمد عابد الجابري) المدير ورئيس التحرير و(عبد السلام
بنعبد العالي) سكرتير التحرير و(محمد إبراهيم بوعلو) المدير الإداري
8) المسرح العربي المعاصر ص( 2)عن دار الجنادرية للنشر و التوزيع/ الأردن رقم الايداع 4283 في/9/2015
9) السرقات الأدبية مستمرة في أشكال وأقنعة جديدة.. و«حقوق المؤلف» نمر بلا مخالب – لسامر إسماعيل تحقيقات
في مجلة فيصل بتاريخ 06/11/2016