لم تكن حكومات العهد الملكي شأنها شأن حكومات عهد ما بعد الاحتلال 2003 تعترف بسطوة التاريخ ولأهمية الالتفات إلى المتغييرات التي تطرأ على حياة الشعوب ، فلقد كان حكام بغداد أنذاك ذيول واذناب للملكية البريطانية ، واليوم حكامنا ذيول لكل الدول المجاورة ، كان اؤلئك الحكام ينسبون إلى أنفسهم الوصاية على الشعب وخاصة الشباب وحكام بغداد اليوم باسم الدين يرجعون لأنفسهم الوصاية الكلية كونهم مرجعية للدين والدنيا ، كان زعماء البلاد آنذاك يقودون أحزابا رجعية كما هو الحال عند قادة اليوم ، كان انذاك المتحكم هو شيخ العشيرة والمتحكم اليوم رجل الدين ، كان ولا زال المال السياسيي هو القاسم المشترك بينها فلا انتخابات صحيحة ، والتزوير كان ولا زال سييد الموقف ، كانت مشاورات تشكيل الحكومات تجري في الخارج واليوم نعود الى العودة الى المرجعية الاجنبية ، ما أشبه اليوم البارحة ، المظاهرات يقمعها الحكام وآخرها يأمرون الجيش إلى النزول إلى الشارع لمواجه طالب كلية الصيدلة المنتفض آنذاك وطالب الطبية اليوم ، نزعة التغيير عند كل الاجيال ونزعة المحافظة عند الطامعين بالسلطة ، لقد كان الشعب في تشرين 1952 يقف وراء شبابه واليوم الشعب يقف وراء شبابه ويمده بكل وسائل الاستمرار وديمومة الثورة لقد ان الأوان لرفع الكتل السياسية لا الكتل الكونكريتية ،
لقد فشلت الاحزاب الحاكمة اليوم كما فشلت احزاب الحكم الملكي في الوصول إلى عقول الاجيال لان الاجيال تتغيير وظلت الاحزاب العراقية جامدة في كلا الفترتين ، والسبب يعود الى كونها احزاب سلطة لا احزاب دولة ، وكان على الشارع ان ينتفض لمواصلة التغيير ليسير جنبا إلى جنب مع آمال وتطلعات الاجيال ، وكان المشترك بين الاجيال قانون التغيير الذي ينكرة المحافظون….