انتصار باهر وكبير للثورة وللنشطاء .. وللمعتصمين وللقادة الميدانين في ساحات التظاهرات . تقديم مئات الشهداء والاف الجرحى وعشرات المختطفين والمغيبين من جراء اصرارهم على التغيير وعودة الوطن وتحقيق انجازات منها استقالة الحكومة تشريع قانون للانتخابات . و بانتظار تشكيل الحكومة وهذه الانجازات لم تتحقق لولا اصرار الثوار ودماء الشهداء ، وتأكيد المرجعية ودعم الشعب كله لهذه الاصلاحات. و على الرغم من الركود الاقتصادي وتكبد المواطنين خسائر اقتصادية جسيمه من جراء قطع الطرقات واغلاق المتاجر والاسواق وخسائر كبيرة للقطاع الخاص . هناك من يراهن على عامل الزمن وعودة الثوار وتهدئة ثورة الاحتجاجات وانهاء الاعتصامات باستغلال النفوذ ومن خلال الترهيب والترغيب وخدعة الثوار اسوة بما فعلوه القادة السياسيين في الشعب على مدى اكثر من عقد ونصف من الزمن ونهبهم ثروات البلاد ، ووجود كثرة الازمات وادخال الشعب في دوامة الارهاب والفساد وزهق الارواح .دائما العراق سباق حين يكثر الظلم والطغيان والفساد بات معروف للقاص والداني وعلى المستوى الإقليمي والدولي . هنا العراق وهو ينتفض ضد مافيا الإرهاب في إمبراطورية الفساد والافساد . انتفض الشعب العراقي وقد ابهر العالم وتناقلت اخبار الثوار كل القنوات الفضائية والاذاعات وكبار الصحف العالمية وانفجر غضبُ الشعب مدوّيًا، وبزغت شَمس الحرية ومن خلال التغيير وطرد المجرمين . سَقطت الطائفية وتهاوت صُروح الفساد في مَشهدٍ تاريخي لشعب رافضٍ لكل “الزعامات” ولقادة الكتل السياسية كافة ، ليتوحد على قلب وطن واحد ينبضُ حُبًّا وشَغفًا ومحب للحياة.لقد انبثق الوَعيّ في لَحظة فارقة بعد أن أدرك الشعب العراقي هول كارثة الطائفية وعمق المحاصصة ، المأساة التي تُسببها التبعية للزعماء، وحجم الخراب وتسلط الاحزاب الذي خلّفته مافيا الارهاب بسلاحها في إمبراطورية الفساد المستشري ! لقد وضع الشعب العراقي يده على جراحه النازفة والمدمرة على مدى عقد ونصف من الزمن ، وقال كلمته التي زلزلت عروش أمراء الحروب و زعماء الطوائف ، فصدح تحت شعار “شلع قلع ” رافضًا كل السينوريهات المحتملة لامتصاص ثورته ومطالبًا بإعادة الأموال المنهوبة ، هاتفًا “الشعب يريد إسقاط النظام “. إسقاط نظام الفساد الطائفي للعبور للدولة المدنية التي تضمن الكرامة التي تليق بالانسان الحرّ وبدعم واسناد المرجعية ، و تؤمن له في الوقت عينه شروط العيش والعدالة الاجتماعية المرجوة وتوزيع عادل للثروات .وحدة عراقية وانبثاق ثورة سلمية تأتي من شعب غاضب وثائر ضد الطغيان .. ثورة غير مسبوقة لأسقاط النظام الطائفي وانهاء المحاصصة وتقاسم المغانم والمكاسب وتوزيع الكعكة فيما بينهم فقط لا لغيرهم . يعرفون جيدا وهم داخل شعب اذا خرج لا يرحم مطلقا وله تجارب قاسية عبر التاريخ لا تنسى ابدا ولكنهم تجاهلوا وتغافلوا تلك الصفات لشعب العراق وبقوا مصرين على نهب الثروات وتجاهل وتهميش مطلق للغاية اهلا بقادة الثوار وتبا لمافيا الفساد ونهب ثروات البلاد .