17 نوفمبر، 2024 11:18 م
Search
Close this search box.

فك عينك ….تره يحمود

فك عينك ….تره يحمود

(الثورات تسير بالتاريخ….. بقدم طولها سبع فراسخ).

لازلت مصراً أن التظاهرات التي عمت العاصمة “بغداد”، و مدن الجنوب دون سواها،هي “ثورة” بكل ما تعنيه المفردة،لان الثورة تعني التغيير الجذري لواقع كان معاش.

تظاهرات الجنوب التي تأخرت كثيراً،بعد أن كادت تنطلق،لولا انطلاق تظاهرات الرمادي في زمن حكومة “نوري المالكي”،ونجاح الحكومة بتحييدها طائفياً.

تلك التظاهرات التي مثلت انعطافه في مسيرة الديمقراطية في عراق ما بعد العام (2003 )،فقد كانت تعبر عن سلوك “ديمقراطي” للمطالبة بالحقوق تحت سقف الدستور، الذي تبانت عليه القوى السياسية،وأصبح مرجع للجميع ،دون الرجوع إلى حمل السلاح والتصادم مع الحكومة.

لم تحظى تظاهرات “الرمادي” باهتمام حكومي،رغم وجود واجهات سياسية واضحة،كان يمكن ان يتم التفاوض معها والخروج بإجراءات تؤسس لمرحلة تُقدم العراق “للرأي العام العالمي” كنموذج ديمقراطي يستحق الاحترام.

ما اضعف قيادات التظاهر أمام جمهورهم،وصّعد من “بورصة المتشددين”،فـأعتلى المتشددين منصات التظاهرات بشعار “احنه تنظيم اسمنا القاعدة”!،فاحتُلت الأرض،وانُتهكت الأعراض،وأزهقت الأرواح ،وهُدمت المدن!.

التجارب الديمقراطية المثالية التي تنعم بها الشعوب،مرت بتجارب بعضها اشد قسوة مما نحن فيه،لذا نطالب المتظاهرين السلميين في ساحات التظاهر،ومن يقف خلفهم من جمهور المرجعية الكبير،انتم بحاجة إلى استراحة (قطع النفس). لماذا؟.

لأن خروجكم في يوم (1 / 10 /2019 )،هو تأريخ تحرير العراق الحقيقي،وإرساء (مبادئ دولة المواطنة )و (حقوق الإنسان)، إما يوم (8 / 4 / 2003 )،فهو طي ملف عميل جثم على صدر العراق وشعبه،ولم يُترك الأمر للشعب العراقي لتقرير مصيره، فسلطوا عليه “بريمر” حاكماً مدنياً،بعد أن اصطدمت أرادتهم بتنصيب”جارنر” حاكماً عسكرياً.

نفذ بريمر المخطط الأمريكي بدقة،بدءاً من حل “الجيش العراقي”،إلى تأخير إعدام المجرم “صدام حسين”،حتى كتابة “الدستور العراقي”.

فكتب الدستور”ملغوماً” بعجالة،تحت وطأة (فزاعة صدام)،ومأزومية القادمين،وتربص الفاقدين،وترجل أهل الجبل مشاركين!.

أيها الثوار حضوركم السلمي القوي كان خير ناصر للمرجعية الدينية،جعلها تصدح بقوة ووضوح بـ “خارطة الطريق” لبناء الوطن. تمثل في أمرين أساسيين “مفوضية مستقلة” و “قانون منصف للانتخابات “.

تحقق الأول،ونقترب من الثاني،فيما يراهن الفاسدين على تأخيره لجر العراق إلى حافة الهاوية بطرق ملتوية،ليكون “الهرج والمرج” فرجهم الذي يمتطونه طلباً للنجاة.

أقول لكم ليس مهماً من يأتي رئيساً للوزراء (سيما وأن القوى السياسية المسؤولة عن تقديمه راعت ولأول مرة بعض مواصفات ساحات التظاهر بشخصه)،بل المهم متابعة القانون الانتخابي،لنمضي بطريق نجاة البلاد.

نحتاج إلى تحكيم عقولنا ومنح عواطفنا “قطع النفس”،فنحن بحاجة إلى “كنس البساط” بهدوء دون غبار لتحقيق منهج ” الإزاحة التدريجية” عبر الصناديق ،وليس “قلب البساط “،الذي تجرعنا كأسه منذ زمن بريمر،ومازلنا ندفع تداعيات ذلك اليوم.

(فك عينك …تره يحمود ….درب الشمس رازونه).

أحدث المقالات