هذا المقال مكتوب في 1\7\2014 وتقتضي الأحوال القائمة العودة إليه.
الساسة في بلاد العراق حققوا فشلا ديمقراطيا ذريعا , فهزموا أنفسهم ودينهم ومذاهبهم وأحزابهم وإغتالوا وطنهم.
عشرة سنوات أثبتوا فيها للعالم ولأنفسهم بأنهم فاشلون , وعاجزون ولا يفهمون بشؤون الحياة , وما لديهم قدرات للتفاعل المشترك.
ولا بد لهم أن يعترفوا بأنهم أعجز من أن يديروا البلاد , وبسبب ذلك فأنهم يتصاغرون في أنفاق الفئويات ومتاهات التحزبيات , وما عاد الوطن يعنيهم , وكأنهم لا يرونه ولا يعترفون به.
هذا العجز المروع والفشل الصريح , عبّرت عنه جلسة البرلمان يوم الثلاثاء 1\7\2014 , وكيف أن أول مَن تحدّثت أخذت تتكلم بأسلوب لا يمت بصلة لموضوع الجلسة , فأذكت نقاشات حامية وتفاعلات نارية , أودت بحياة أول جلسة كانت ذات بعض أمل.
وكأن الحاضرون لا يمثلون وطنا , وإنما يريدون التصريح بإنفعالاتهم , والتأكيد على أنهم عطلوا عقولهم وطلقوا الحكمة بالثلاث!!
ففد كان كلام البرلمانية عجيبا غريبا , وكأنها ما سمعت بأن لكل مقام مقال, أو أن مداخلتها كانت مبرمجة ومدروسة لتدمير الجلسة!!
وهكذا عندما حاول البرلماني الذي أدار الجلسة أن يعالج الموقف بفترة إستراحة , وجد أن أكثر الذين كانوا في القاعة , قد غادروها وما عاد العدد يكفي لمواصلة عقد الجلسة , فتم تأجيل الإنعقاد للإسبوع القادم.
ترى أ ليس تفسير هذا السلوك يكون بالعجز والفشل , والإقرار المطلق بعدم صلاحية الديمقراطية للمجتمع , وأنها سبت العباد وخربت البلاد , وما عاد لها وجود في بلدٍ أوصله ساسة الكراسي الفئوية والتحزبية , إلى الإنحسار في زاوية مصيرية تزداد حدة , ولا يزالون كالسكارى في حانة المزايدات والتفاعلات الهذيانية , وبراكين الويلات تقذف حممها من كل حدب وصوب وهم لا يشعرون.
ففي أية غفلة هم يتخبطون , وكيف بهم بالآخرين يستنجدون , والعالم من حولهم يراقبهم ويتندر ويضحك , وبعضهم يصب الزيت فوق النار , وأصحاب القرار ينهمكون بالتصارع على التسلط والإستثمار بالبلاء , ولا يُعرف إلى أين تتجه الأوضاع.
فالموقف يحتاج لتداخلات جراحية فورية , والأخوة الأعداء لا يستطيعون الجلوس معا لأكثر من نصف ساعة!!
وما يجرى ويدور يؤكد وفقا لمعطيات التأريخ ونتائج الأحداث في مسيرة البشرية , أن الأمور لا يمكن حلها والخروج من عنق الزجاجة الذي يضيق , إلا بقائد وطني حاسم يرسخ القيم الوطنية والأمن بالقوة , وبعد ذلك يمكن الحديث عن أشياء أخرى يصح تسميتها بالديمقراطية.
وإن لم يحصل هذا , فالإحتلال الحتمي سيتحقق , وإن لم يتم من قبل قوة مقتدرة , فأي إحتلال آخر سيتسبب بمزيد من التداعيات.
لأن الأحزاب والكتل والفئات أثبتت عوقها وعجزها السياسي , فالبلاد ستؤخذ من قبل الآخرين , والفرصة أصبحت مؤاتية.
هذا ما يحدثنا به التأريخ وتؤكده مسيرة الصراعات البشرية!!
فهل من عُقلاء وطنيين؟!!