ما يقرب من سبعة ايام ونحن نشاهد ما يحصل في مصر والمشهد السياسيمنذ الايام الاولى كان لا يبشر بخير ,فالمظاهرات التي طالبت باسقلط مرسي قابلتها مظاهرات اخرى مؤيدة لحكم مرسي بصفته الرئيس المنتخب ,هنا منطقة الخطر لان اي حل يجب ان ينال استحسان الطرفيين ,فان اي حل للمشكلة على حساب طرف اخر سوف يؤدي الى العنف من قبل الطرف الاخر وهذا ما يحدث في هذه الايام ,فبعد انتهاء مهلة الجيش التي اعطاها للفرقاء السياسيين و انتهت بعزل مرسي من الحكم و تعيين رئيس المحكمة الدستورية رئيسا للحكومة الموقتة واللغاء العمل بالدستور و حل مجلس الشورى هذه القرارات كلها جعلت الاخوان المسلميين يشعرون انهم مستهدفون في كل هذا من قبل الجيش وجعلت اعمال العنف تتصاعد في مصر.
ويبدو ان الجيش لم يكن حكيما في قراراته وانما انساق وراء العاطفة اكثر من تحكيم العقل وهو المسؤول الاول الذي جعل اعمال العنف تتصاعد,لان قرار عزل مرسي قد اتخذ بالتشاور وكما راينا مع اشخاص هم من المعارضين لحكومة مرسي وكذلك اشخاص معارضيين له او اشخاص حياديين لا يكونون مع جانب ضد اخر وهنا تكمن الكارثة لان الفريق السيسي نسى ان الطرف الاخر في المعادلة وهم الاخوان وحقيقة ان اعمال العنف كانت متوقعة منهم اكثر من متظاهري التحرير , حيث ان اقصاء الاخوان وعدم جعلهم طرف في الحوار واتخاذ القرار اشعرهم ان الشرعية قد خطفت منهم وان الجيش قد انقلب على الحكم .
اما الخطأ الاخر فهو غلق القنوات الدينية واعتقال العاملين فيها وكذلك زج قيادات الاخوان المسلميين في السجون والحقيقة ان هذه القرارات غير حكيمة لانها نظرت بعين واحدة لجانب واحد .
فقد جعلت هذه القرارات شباب الاخوان المسلمين يشعرون بالمظلومية وضرورة الدفاع عن حكومة مرسي .
وحيث ان تغييب القيادات الاخوانية ليس في مصلحة مصر لان هذا يعني تغييب السيطرة على الشارع الاخواني ولم يبقى هناك منيستطيع ان يوجههم ويجعلهم يلتزمون بالسلمية في وقت هم يشعرون به بالقهر والظلم.
اما ماكان على الجيش المصري ان يفعله بدل عزل مرسي هو اقامة استفتاء حول بقاء مرسي او رحيله ففي هذا الحل اعتقد انه كان يستطيع ان يرضي جميع الاطراف ولو جزئيا ولن يشعر طرف ان الشرعية الدستورية قد خطفت منه او طرف اخر بان الشرعية الثورية كما اطلق عليها المتظاهرون قد سلبت منه
اما المرحلة القادمة فسوف تكون مرحلة اكثر دموية وحقبة مظلمة في تاريخ مصر اذا لم يتم التحكم الى العقل والمنطق وعدم اقصاء الاخرين , فالمفروض على الرئيس الموقت ان يعلن اقامة انتخابات مبكرة وكذلك اخراج القيادات الاخوانية من السجون لتخفيف الاحتقان الموجود في الشارع و اعادة مرسي كطرف من المعادلة السياسية وليس رئيسا لمصر.