23 ديسمبر، 2024 8:27 م

النواب سور للشعب !!

النواب سور للشعب !!

اتفاجأ غالب الاحيان من الهجمة الشرسة على مجلس نوابنا الموقر ، وهو المجلس الوحيد من كل مجالس الدنيا حصل اعضاؤه على مقاعدهم دون تزوير بانتخابات باذخة الشفافية حتى ان ملكة بريطانيا ، قلعة الديمقراطية في العالم ،قادت تظاهرة كبيرة في لندن مطالبة بانتخابات مشابهة للانتخابات العراقية رافعة شعاراً مركزيا ” ديمقراطية العراق مثالنا ونموذجنا” !
وقدم نوابنا الكرام انموذجا آخراً متقدماً في مستويات المسؤولية ، وهو النموذج الذي تجاهلته كافة وكالات الانباء المحلية والعالمية بسبب حجم المؤامرة الامبريالية لاسقاط النموذج العراقي في التلاحم المصيري بين الشعب والبرلمان الذي رفع شعار ” النواب في خدمة الشعب” بديلاً عن الشعار الكلاسيكي ” الشرطة في خدمة الشعب ” !
تقول أخبار النموذج حصرياً ، ان السادة النواب كلّهم ،يعني كلّهم، ما ان سمعوا بصوت ازيز أول رصاصة اطلقت على المحتجين في ساحة الخلاني وجسر السنك ، من الطرف الثالث اللعين ،حتى تجاوزوا كل الاطر التقليدية البالية للدفاع عن ناخبيهم ، فاتجهوا جميعا ، يعني جميعاً ، بتوارد خواطر لم يحصل في العالم باجمعه، الى الخلاني والسنك ، وعملوا طوقا بشرياً بصدورهم العارية ، لاعرّاهم الله من شيء ، وهتفوا بصوت واحد ” كلّنا فداء للشعب ” !
وبسبب هذا الموقف الثوري الراديكالي ، توقف صوت الرصاص وارتفعت هتافات المحتجين ” كلّنا فداء للبرلمان ورئاسته ” ، ويقول الخبر ان أحد المحتجين اضاف كلمة ” رئاسته” للهتاف ، لان من قاد هذا الحراك هو رئيس البرلمان بعد ان نزع سترته ومزّقها أمام الجميع وهو يصرخ ” انا الشعب والشعب أنا” !
المهم ان النواب بعد ان تأكدوا بالدليل الملموس انهم قد قبروا الفتنة في مكانها بموقفهم الشجاع الذي يعبّر عن مصداقية تمثيلهم لعشرين بالمائة من الشعب العراقي
، اقول بعد ان تأكدوا تماماً ، ذهبوا جميعاً ، يعني جميعاً ، وتفرقوا في خيام المحتجين ليشاركوهم فطورهم اليومي المثالي ، باذنجان وطماطة مقلية ، وعلق احدهم بروحه الساخرة دائماً :
“هذا أكل أولاد السفارات ” !
وكركر بضحكة عالية وتبعه آخرون ، فيما طالب أحد المتشددين من النواب ، باحصاء عدد الشهداء ليتم توزيعهم بعدالة على مقابر البلاد في بغداد وغيرها من المحافظات !
ثم ودعوا ساحتي التحرير والخلاني بعد ان القوا نظرات متأملة اثناء رحيلهم ، على جسري السنك والجمهورية ورفعوا ابصارهم قليلاً ليتأملوا من بعيد منظر المنطقة الخضراء التي كان يسودها الهدوء التام .!
واتساءل عن سر الهجمة التي تشنها أقلام مأجورة على برلمان هذا موقفه الثوري ، وهو الذي لم يؤجل الاجتماع الطارىء الى أيام أخر بسبب عدم اكتمال النصاب على سبيل المثال أو بسبب خلافات حول الموقف مما جرى ويجري في سوح الحرية والتحرير في المحافظات المنتفضة أو بسبب تافه جداً هو الصراع على إختيار رئيس وزراء للبلاد !
شكراً للسادة النواب من الرئيس ، لذي يعشق مقولة ” تم التصويت” الى نائبيه وصولاً الى آخر نائب لم يفتح فمه منذ جلوسه على مقعده النيابي حتى حصول مجزرة السنك !!