الكرة تعود الى ملعب القوى والاحزاب والكتل والقوائم السياسية الفاسدة التي تشكلت منها حكومات الفساد والقمع التي توالت على حكم العراق بما فيها الحكومة الفاسدة القمعية برئاسة السفاح عادل عبد المهدي المستقيل على مضض.
نعم عادت الكرة بالرغم من وضوح مطالب المتظاهرين في رفض النظام السياسي الفاشل وحكومته وبرلمانه وكل المنظومة السياسية بكتلها واحزابها وقوائمها ومليشياتها الفاسدة القمعية.
في خطبتها الأخيرة جددت المرجعية دعوتها الى مجلس النواب الذي انبثقت منه الحكومة القمعية الأخيرة الى أن يعيد النظر في خياراته بهذا الشأن….كما أنه مدعوّ الى الاسراع في اقرار حزمة التشريعات الانتخابية… فان التسويف والمماطلة في سلوك هذا المسار ـ الذي هو المدخل المناسب لتجاوز الأزمة الراهنة بطريقة سلمية وحضارية تحت سقف الدستور… على حد تعبير المرجعية.
والملاحظ من خطاب المرجعية انها:
1- خالفت ارادة ومطالب الشعب المنتفض الرافض للنظام السياسي وحكومته وبرلمانه.
2- المرجعية كلفت القوى والاحزاب والكتل السياسية الفاسدة التي شكلت الحكومة الاخيرة والتي يتألف منها البرلمان بأجراء الاصلاحات المزعومة وهذا امر مخالف للعقل والمنطق والدين اذ كيف يطلب من الفاسدين القمعين اجراء اصلاحات؟!!!!
3- المرجعية اوقعت نفسها في تهافت وتناقض لأنها تحدثت في نفس الخطبة عن فشل خيارات البرلمان- وهذا يعني وباعتراف المرجعية انه فاشل مجرب- لكن وبعد عدة كلمات تطلب منه اجراء الاصلاحات ، فاين مقولة المجرب لا يجرب التي اطلقتها المرجعية؟!.
4- المرجعية اختزلت عملية الاصلاح المزعومة في دائرة البرلمان الفاسد وتحت قبته وعلى يد القوى والاحزاب والكتل الفاسدة واعتبرته المسار المناسب للخروج من الازمة على حد تعبيرها!!!.
5- المرجعية اعتبرت أن الدستور المشؤوم- الذي رفضه الشعب واقر بفساده الجميع ولو متأخرا- جعلت الدستور هو الحكم والفيصل والمعيار الذي تجرى على ضوئه الاصلاحات المزعومة في حين أن الجميع أدرك- ولو متأخرا- ان هذا الدستور قد تمت صياغته بالشكل الذي يحقق مصالح القوى السياسية الفاسدة ومصالح أسيادها.
6- المرجعية قد اعطت الشرعية من جديد للبرلمان بعد ان انتزعت منه بقرار الشعب المنتفض لأنه هو مصدر التشريع فانعشت بذلك ارواح الفاسدين التي كانت تحتضر تحت ارادة وصمود المتظاهرين.
7- وبذلك فقد اعادت المرجعية الكرة الى ملعب الفاسدين القمعيين وصادرت ارادة الشعب المنتفض وتجاهلت الدماء وارواح الشهداء التي سقطت من اجل تحرير الوطن والخلاص من كل الطبقة السياسية الفاسدة وافرازاتها الخبيثة.
والمفارقة المضحكة ان المرجعية بعد كل هذا تقول: (ويبقى للشعب أن يختار ما يرتئي انه الأصلح لحاضره ومستقبله بلا وصاية لأحد عليه)!!! ، تقول هذا وهي تعلم جيدا أن رؤيتها وقرارها وارادتها هي النافذة وأن الجميع الا من رحم الرب لا يمكن ان يخرج عن قبضتها بعد ان جعلتها أميركا وايران وحتى منظمة الامم المتحدة وغيرها من قوى الشر والظلام وهالة القداسة جعلتها القطب الأوحد الذي تدور حوله رحى العملية السياسية في خطوة مخالفة لكل المعايير والاعراف ومنها الديمقراطية باعتبار أن العراق بلد متعدد الاديان والطوائف والمكونات فباي حق يختزل مصير العراق وشعبه بهذه المرجعية التي لا تنتمي للعراق اصلا لأنها ايرانية؟!
نعم انها لمفارقة حينما تحصر المرجعية تحقيق الاصلاح المزعوم في دائرة البرلمان الفاسد وتمنحه الشرعية والروح وبنفس الوقت تقول القرار للشعب!!!!!
المعطيات التي يفرضها الواقع والتجارب تؤكد مجددا وبلا شك أن المرجعية تعيد الكرة الى ملعب الفاسدين وتمنحهم الروح للنهوض من جديد بعد أن رفع الشعب المنتفض الكارت الاحمر بوجههم وطردهم من المعلب!!!.