“إذا رجعت تراني أشقى.. وإذا رحلت عقلي يرحل معك..” هكذا سمعته يردد مكلوما بحبها.. لم أكن أعلم أن شعره كان يقصدني أنا.. كل شيء يذكرني بك..رغم أن لا شيء يشبهك.. أنت فريد بطبعك.. بحسنك وبهائك.. بعنادك وحنانك.. بجنونك وهدوئك.. كل فصول السنة أنت.. كل الأشعار حكت عنك.. كل الحروب اندلعت بسببك.. كل الروايات تحكي قصص حبك.. كل المحافل التي لا تكون فيها لم تعد تعنيني.. كل الأماكن التي لا توجد فيها هجرتها من أجلك.. رأيت فيك حسن يوسف وصبر أيوب.. رأيت فيك عبقرية الإله وروعة الإنسان.. يا من جعلت الأرض ترقص تحت قدمي فرحا.. وجعلت التناقضات تنتفض بداخلي سقما.. حينما أراك أنسى أن في الدنيا أشرارا وآلاما.. حينما أراك تشتعل السماء أنوارا.. تلتهم نار الغيرة قلب الصبايا.. أنت توأم روحي فلا تكن عنيدا أرجوك.. العناد في أوقات كثيرة كفرا وجحودا..قررت أن أكون أكثر جرأة منك.. أن أكسر الصمت بدلا عنك.. قررت أن أكون أكثر قوة.. أجعلك تخطو نحو الحياة ألف خطوة.. تجعلني أنسى حزني وهمي كلما أطل ذلك الطفل البريء من عينيك.. لا أعرف ما هو شعورك نحوي.. وأنت تبتعد وأنت تقترب مني.. تتصارع المخاوف بداخلي.. تتسارع الأحاسيس كلما وقعت عيني عليك.. لتحسم بينكما في النهاية عزة نفسي.. لا أدري ما موقفك وأنت تسافر عبر بحر كلماتي.. وأنت تسرق مني نظراتي.. كما لا أدري ما سيكون عليه مصير جنوني وعشقي.. يا من معك تأخذ الدنيا عبير الورد عطري.. وتأخذ الكلمات آلاف المعاني.. ويأخذ الوفاء معك أبعادا غير التي نجدها في القواميس.. حينما أسافر بحثا عن المعنى.. أجد أن الرجولة هي أنت.. الشهامة هي أنت.. السعادة هي أنت.. كل العاشقين أنت.. كل المجانين أنت.. كل العقلاء أنت.. أجمل الأساطير أنت.. الوطن هو أنت.. ماذا تريد بعد يا أنت ؟.. أدخلتني تاريخ العشق دون أن أدري.. في زمن اعتلت التراجيديات العرش.. بعد أن ساد الفساد الأرض.. في زمن لم نعد نميز بين الآن والأمس.. في زمن أضحى فيه الرغيف قبل الرفيق.. جعلت مني أجمل امرأة وأتعسها في التاريخ.. يا أغنية أموت حينما أسمعها.. أعشق من تبناها ولحنها.. يا رجلا من أجلك صليت.. انتظرتك وبكيت.. ألا تراني في بحر حبك غارقة.. أحتاج لمئات السنين كي أنساك.. سامحت كل من أخطأ في حقي.. بعد أن تركوني وسط الطريق أهذي.. معك أحس أن الدنيا أمان وأماني.. أحس أنني ملاك فوق الأرض أمشي.. أنت لم تكن صدفة.. أنت هبة من السماء.. عشقي لك فاق المدى.. معك أحب كل الناس.. بل أحب كل الناس من أجلك أنت.. معك يفقد الصواب الحدود.. بدونك لا يعني لي الوجود شيئا.. بدونك أفقد التوازن وأهوى.. أصبح أسيرة ذكريات أنت سيدها.. أحس أنني في مأزق.. أحس أنني مجرد امرأة تعبد المساحيق.. كي أبدو أكثر ثقة في النفس..أستعطف قارئة “التاروت” كي تدلني عليك.. بدونك تصبح الأشياء تنطق، تسألني عنك.. تصبح الموسيقى حزينة.. يلومني التشيلو على غيابك.. والحروف على عنادك.. تحتج المقامات كلما ذكر اسمك.. تدق الطبول في أذني حربا.. فأصبح أنين قيثارة لغيابك تتألم.. يا أغنية لم أجد لها مقاما بعد.. يا أمنية لست أدري ما أسميها بعد.. يا أعظم سيمفونية لم أعلن لها عشقي بعد.. يا رجلا بكبريائه حط في قلبي الرحال.. يا رجلا بدونك أحس بالضياع.. قتلتني.. بل ألهمتني لتشييد أعظم قصيدة في العشق.. بفضلك أصبحت شاعرة.. بعشقك مهووسة.. أرى المستحيل ممكنا.. وأرى الممكن في عينيك بريقا.. أرى الأبيض والأسود يشع ألوانا.. معك سافرت عبر الأشعار والألحان.. أحضن الأيام.. أحضن فيك عمق الإنسان.. أبحث لك عن جنسية جميلة تليق بالمقام.. عن تاريخ يفتخر بك.. ما دام التاريخ يرفض أن يحكي عنك.. خارج دائرة الأزمان.. التقيت بكل هؤلاء.. وجدت كيوم وأبي ماضي.. حياني من هناك بودلير وفولتير وآخرون.. فبين الترحاب بي في حظيرة العشاق.. وتقديم العزاء في موت الإنسان.. وجدتك تنتظرني وسط هؤلاء.. وجدت نفسي أدخل معك عالم العظماء.. صدقني، لم يعد يهمني إن مت بعد اليوم.. يا أعظم كتاب يضم أهم الأجزاء.. يا وطنا ليس ككل الأوطان.. هكذا أردت أن أراد.. هكذا حلمت بك.. هكذا قررت أن أهواك.. بحق السماء.. الوطن هو أنت.. (يتبع).