الثورة التظاهرية العراقية التي شارك فيها الشعب بشبابه وشاباته ونسائه ورجاله , تعبير أصدق وأمثل عن الإرادة الوطنية التي تستحق التثمين والتقدير والفخر والإعتزاز والتباهي والتفاعل الإنساني الحضاري المتميز.
ومن أولويات التعبير التضامني معها أن تتحقق مطالبها الثورية الصادقة , لكي تتألق الإرادة الوطنية ويكون لها دورها في صناعة الحاضر والمستقبل.
ومن واجب أي حكومة إذا كانت تتصف بالوطنية والحرص على المصلحة العامة أن تتنازل أمام الإرادة الوطنية , وتكون مذعنة لتوجهاتها ومحققة لآمالها وتطلعاتها الإنسانية الثورية المعاصرة.
فالحكومات الوطنية الأصيلة الصادقة تفخر بتقوية الإرادة الوطنية وزيادة منعتها ودورها في بناء الوطن , لأن في ذلك قوة وإقتدار وتفاعل إنمائي إستثماري في طاقات الأجيال الصاعدة الواعدة , ولا يمكن لحكومة ذات حس وطني أن تتغافل أو تتجاهل مسار الإرادة الوطنية المتأججة بتعجيل متزايد.
إن أساليب التسويف والعنف والتفاعل الأمني مع الفيضان الثوري العارم , الذي يجتاح البلاد ويزعزع أركان التبعية والخنوع للقوى الأجنبية , لن يؤدي إلى نتائج ذات قيمة وطنية , ومن الأصلح للجميع أن تكون الإستجابات فورية وذات مردودات تحفيزية.
فليس من صالح الإرادة الوطنية أن ترتد الجموع الثائرة إلى مواضعها دون إنجازات بعد أن قدمت التضحيات الجسام , وواجهت العنف المستدام , لأن في ذلك دفع نحو مزيد من التداعيات والتفاعلات السلبية التي لن تحقق سوى الخراب والدمار.
فالمطلوب العاجل هو تحقيق المطالب بحكمة وذكاء وقدرة على إدارة الموقف بأليات وطنية إنسانية ذات مردودات صالحة ومشجعة للمواطنين.
ولا يجوز التواصل مع ما يحصل في البلاد بالحديد والنار , وبالعزلة والإنقطاع عن الواقع المعاش , فما يصدر عن الحكومة يبدو وكأنه من إنتاج الغرف العاجية , والعوالم المخملية التي لا يمكنها أن تستوعب ما يجري في الواقع , وكأنهم بعقلية ماري إنطوانيت أثناء الثورة الفرنسية التي سألت لماذا الشعب يثور , فقالوا لها لعدم توفر الخبز , فقالت لماذا لا يأكلون الكيك.
ويبدو أن الحكومة تفكر بمنطق الكيك والناس لا تجد لقمة عيش كريمة , بعد أن أكل الفقر والجوع النسبة العظمى من الناس!!
فهل من وعي وإحترام لإرادة شعب يريد وطنا؟!!