داخليًا وخارجيًا .. كيف رأى المعارضون والمؤيدون زيارة “إردوغان” لواشنطن ؟

داخليًا وخارجيًا .. كيف رأى المعارضون والمؤيدون زيارة “إردوغان” لواشنطن ؟

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

ما بين إعلام عالمي متجاهل ومظاهرات احتجاجية، زار الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، “واشنطن”، الأربعاء الماضي.

قبيل الزيارة صدرت العديد من ردود الأفعال المناهضة لها، فاقترح أحد المسؤولين الأميركيين إستباقها بفرض عقوبات على “تركيا”، كما خرجت العديد من المظاهرات الغير مرحبة بها؛ مثلما حدث في “سوريا”، والتي ندد فيها الآلاف من أهالي مدينتي “الحسكة” و”الدرباسية” بزيارة “إردوغان” إلى “واشنطن”، وأوضحوا بأنهم لن يقبلوا أي اتفاق يستهدف وجود أهالي شمال وشرق “سوريا”، وقالوا: “زيارة إردوغان لواشنطن رسالة جديدة لإبادة الشعب”.

انقسام الشارع التركي..

ليس هذا فقط؛ وإنما أيضًا انقسم الشارع التركي فيما يخص تلك الزيارة إلى “الولايات المتحدة الأميركية”، إلى رافض يرى في الزيارة إهانة للدولة التركية، وخصوصًا بعد الرسالة التي كتبها الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، إلى نظيره التركي قبيل عملية “نبع السلام”، وآخر مؤيّد، يرى بأنّه على “تركيا” أن تطرح أوراقها العالقة فيما يخص عدد من الملفات مثل؛ الإرهاب و”المنطقة الآمنة” وغيرهما.

لا يعرف أهمية كرسي الرئاسة..

فمن جهته؛ انتقد “كمال كليغدار أوغلو”، زعيم “حزب الشعب الجمهوري”، الزيارة رافضًا لها، موضحًا بأنّه على “تركيا” ألا تذهب إلى “الولايات المتحدة الأميركية”، وذلك ردّا على الرسالة التي تمسّ بهيبة الدولة، على حدّ وصفه، مدّعيًا بأنّ الرئيس “إردوغان” لا يدرك أهمية كرسي الرئاسة الذي يجلس عليه، والذي يمثّل من خلاله “تركيا” بأكملها.

لقاء تاريخي..

فيما أعرب، “دولت باهشلي”، زعيم “حزب الحركة القومية”، عن تأييده للزيارة، واصفًا إياها بالتاريخية، مؤكدًا على أهميتها، قائلًا: “إن اللقاء التاريخي الذي يجمع السيد رئيس الجمهورية مع رئيس الولايات المتحدة الأميركية، ترامب، يحمل أهمية كبيرة، وخصوصًا في ظل المرحلة الصعبة التي تمرّ بها العلاقات الثنائية بين البلدين”.

وحول قراءة الإعلام التركى للزيارة، أكّد “عبدالقادر سيلفي”، الإعلامي والكاتب لدى صحيفة (حرييت)؛ على أهمية الزيارة، لافتًا إلى أنّ الأجندة التي حملها الرئيس “إردوغان” – هذه المرّة – إلى “أميركا”، أثقل من الأجندات التي حُملت في السابق.

وشدد “سيلفي” على ضرورة متابعة سير العلاقات (التركية-الأميركية)، وتقييمه بدم بارد، مضيفًا: “أتوقع بأنّ الرئيسين سيحققان تقدّمًا ملحوظًا في الاتفاقيات التي تُجرى، وذلك لأنّ الطرفين في كل مرة كانا ينجزان خطوة نحو الأمام في العلاقات، وعدم القيام بمثل هذا اللقاء هو الخطأ الكبير، لا القيام به”.

المشاكل ستواجه تركيا..

فيما لفت “سيدات أرغين”، في مقالة نشرتها صحيفة (حرييت)؛ إلى أنّ عقد اللقاء في اليوم الذي ستبدأ فيه جلسات عزل “ترامب” المفتوحة، نذير بالمشاكل التي ستواجهها “تركيا”، وخصوصًا أنّ “تركيا” تعوّل في علاقاتها مع “أميركا” على الرئيس، “ترامب”.

وتابع في الإطار نفسه: “نحن أمام ترامب الذي يواجه خطر العزل، وبالتالي تتقلّص قوته شيئًا فشيئًا، على الرغم من وقوفه خلف الاتفاقيات التي يجريها مع تركيا، إلا أننا لا نعلم فيما إذا كان سيتمكّن من التصدي للعقوبات الاقتصادية التي  قد تصدر عن الكونغرس الأميركي، والذي ستكشفه لنا الأيام القادمة”.

“إس-400” في مقابل كافة المشاكل..

“ناغيهان ألغي”؛ بدورها وصفت الزيارة بـ”التاريخية”، مشيرًة إلى أنّ كلًا من “تركيا” و”أميركا” تعيشان أزمات تُعدّ هي الأعمق منذ سنوات.

وذهبت الكاتبة إلى أنّ “الولايات المتحدة الأميركية” أكثر ما ترغب به هو إبعاد “أنقرة” عن “روسيا”، والحيلولة دون شرائها لمنظومة (إس-400)، مردفة: “في حال إتخذت تركيا خطوة إلى الوراء في هذا الصدد، فإنّ أميركا ستحل كافة المشاكل العالقة مع تركيا، باستثناء موضوع إعادة، (فتح الله غولن)”.

وبحسب “ألغي”؛ فإنّ “تركيا” لن تتراجع عن شراء المنظومة، موضحًة بأنّ الصفقة ستستمر، وأنّ كلّا من “أنقرة” و”موسكو”، ستحرصان على استمرارية العلاقات الثنائية بين الطرفين، وخصوصًا فيما يتعلق بالملف السوري.

4 أهداف وراء الزيارة..

من جانبه؛ قال “يوسف كاتب أوغلو”، المحلل السياسي التركي؛ إن هناك أربعة أهداف من وراء زيارة “إردوغان” لـ”واشنطن”؛ وهي بحث ما تبقى من ترتيبات “المنطقة الآمنة”؛ وبحث التمويل اللازم لإعادة اللاجئين السوريين للشمال؛ وتفعيل التبادل الاقتصادي بين “أميركا” و”تركيا”؛ وأخيرًا بحث قضايا الصناعات الدفاعية المشتركة وضمنها قضية (إس-400).

وأضاف “كاتب أوغلو”؛ أن أجواء الترحاب من جانب “ترامب” التي سادت هذه الزيارة مرده إلى تيقنه بأن عليه ألا يخسر “تركيا” ومدى أهمية “تركيا” للمصالح الأميركية في المنطقة وضرورة الفصل بين المصالح الاقتصادية والخلافات السياسية.

وفيما يتعلق بقضية “فتح الله غولن”؛ قال “أوغلو” إن هذه القضية ما زالت من القضايا الخلافية التي لم تُحل بعد.

الموقف الأميركي لم يتغير.. فقط “ترامب” هو من تغير !

أما “ماك شرقاوي”، العضو السابق في “الحزب الديمقراطي”؛ فأكد بأن الموقف الأميركي لم يتغير من “إردوغان”؛ وإنما الذي تغير هو موقف “ترامب”، مشيرًا إلى أن علينا أن نفرق بين الأمرين.

وأضاف: في وسط هذه الأجواء المرحبة؛ كانت مؤسسات الدولة الأميركية ماضية في طريقها لمعاقبة “إردوغان”؛ مثل “الكونغرس” و(البنتاغون)، على خلفية العملية التركية في شمال “سوريا”؛ وعلى خلفية (إس-400) وغيرها.

وأشار “ماك شرقاوي” إلى أن “إردوغان” يلوح بورقة معتقلي (داعش) في وجه “أوروبا” مجاملة لـ”ترامب”، الذي يريد أن يرد على بعض القادة الأوروبيين لموقفهم السلبي من (الناتو)؛ مثل “ماكرون” مثلًا، الذي لوح مرة بأنه يريد أن ينشيء نظامًا دفاعيًا بديلًا لـ (الناتو).

علامات استفهام حول الزيارة..

كما أبرزت “بيانا غولودريغا”، محللة الشؤون الدولية في شبكة (CNN)، علامات استفهام وأسئلة مطروحة على الطاولة حول توقيت وأسباب الزيارة التي يقوم بها الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، إلى “الولايات المتحدة الأميركية” ولقاء الرئيس، “دونالد ترامب”.

وأوضحت “غولودريغا” قائلة: “لماذا دعوة، إردوغان، في الوقت الذي رأينا فيه ماذا حدث في سوريا ودخول الجيش التركي وتوجيه اتهامات لهم بإرتكاب جرائم حرب، بما فيها هجمات كيماوية ضد السوريين ؟..”.

وتابعت قائلة: “هناك سؤال كبير يستدعي الإجابة عليه، وهو إن كانوا، (الأتراك)، قد كانوا على علم مسبق بمكان وجود البغدادي، (زعيم تنظيم داعش)، لأنه كان قريبًا جدًا من الحدود التركية ؟.. وإن كنا بالفعل متقاربين مع تركيا وهم حلفاء في (الناتو)، لماذا اضطرت أميركا للطيران من العراق للقيام بتلك العملية، (استهداف البغدادي)، عوضًا عن التحرك من الباب المجاور، (الأراضي التركية) ؟”.

وأردفت محللة الشؤون الدولية قائلة: “هناك الكثير على الطاولة، كان هناك عقوبات على الطاولة، هناك إنقطاع كبير بين مكان وقوف الجيش الأميركي، ووزير الدفاع قال إنه سيتم تحميل تركيا المسؤولية، كيف يتم تحميلهم المسؤولية ؟.. هو، (أردوغان)، يكافيء بزيارة هنا، (أميركا)”.

يمكن أن تتحول لكارثة..

وقبل الزيارة؛ كان معهد “واشنطن” لسياسات الشرق الأوسط؛ قد أكد أن زيارة “إردوغان” لـ”واشنطن” يمكنها أن تتحول إلى كارثة دبلوماسية، كما حدث في عام 2017، حيث يجهز العديد من المنظمات احتجاجات ضخمة في “الولايات المتحدة” بسبب الغزو التركي لشمال “سوريا”.

وأوضح المعهد أن فرص نجاح الزيارة ضعيفة بسبب فداحة الملفات التي ستتم مناقشتها بين “إردوغان” والرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، حيث ستجري محادثاتهما على خلفية التوترات المتزايدة بين الجانبين بشأن قضايا السياسة الخارجية، إلى جانب المخاوف من احتمال تكرار ما حدث في الزيارة الأخيرة لـ”إردوغان”.

ولفت المعهد إلى ما حدث في 2017، حين اشتبك حراسه الأمنيون في شجار عنيف مع المحتجين في “شيريدان سيركل”، ما أضر بشكل كبير بصورة بلاده في “الولايات المتحدة”، ونظرًا للأجواء السائدة حاليًا في “واشنطن”، فقد يواجه “إردوغان” احتجاجات أوسع هذه المرة، مع احتمال أن يؤدي ذلك إلى كارثة دبلوماسية علنية.

وتأتي زيارة “إردوغان” بالتزامن مع وضع “الكونغرس” الأميركي قريبًا عقوبات تستهدف “تركيا”؛ إذا فشل “إردوغان”، بسبب عدوانه على شمال “سوريا” والإنتهاكات على الأكراد واستخدام أسلحة محرمة دوليًا.

وأشار المعهد أيضًا لتصاعد الغضب في “وزارة الدفاع”، (البنتاغون)، بسبب استمرار “إردوغان” في استكمال صفقة شراء أنظمة الصواريخ الدفاعية الروسية، (إس-400)، رغم التحذيرات الأميركية المتكررة من أن الصفقة قد تهدد أمن الأنظمة العسكرية الأميركية في “تركيا”.

وقد هدد مستشار الأمن القومي الأميركي، “روبرت أوبراين”، بفرض عقوبات على “أنقرة”، في تحذير واضح إذا إرتكب أي جرائم حرب أو تطهير عرقي ضد الأكراد السوريين، وذلك خلال حواره مع شبكة (سي. بي. إس) الأميركية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة