20 أبريل، 2024 2:13 ص
Search
Close this search box.

مع “جمعة الصمود” .. حكومة “عبدالمهدي” تواجه الفرصة الأخيرة وتلعب في الوقت الضائع !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتب – سعد عبدالعزيز :

في “جمعة الصمود”؛ يعود المتظاهرون العراقيون إلى ساحات العاصمة، “بغداد”، ومدن الجنوب، مدعومين بالطلاب و”نقابة المعلمين”. وكان المعتصمون في “ساحة التحرير”، وسط العاصمة، قد أصدروا بيانًا أسموه، (البيان رقم 2)، دعوا من خلاله إلى تظاهرة مليونية، اليوم الجمعة، وجاء فيه: “لتكن تظاهراتنا مليونية عراقية باسم (جمعة الصمود)، حتى تنتصر إرادتنا”.

وأضاف المعتصمون: “حكومة القنّاصين أثبتت، منذ مطلع تشرين أول/أكتوبر وحتى يومنا هذا، أنها ليست جديرة بالثقة، مثلما هي ليست جديرة بقيادة العراق وشعبه، فيكفي عَجّزها عن كشف هويات القنّاصين والقتلة”.

مطالب الثوار !

أكد “محمد موديل”، الناشط البارز في مجموعة “نازل آخذ حقي”؛ بأن أعداد المتظاهرين في تزايد مستمر وأن أعدادهم ستروع رجال السلطة في يوم الجمعة. مُضيفا أن: “المتظاهرين يركزون على تحقيق 5 مطالب أساسية؛ وهي إقالة الحكومة وحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة بضمانة دولية ومفوضية انتخابات جديدة بعيدًا عن الأحزاب وتشريع قانون انتخابات جديد ونزيه”.

وعلى صعيد متصل؛ قال محامون عراقيون، إن الدائرة الابتدائية في “محكمة الجنايات الدولية” وافقت على شكاوى قُدمت ضد 100 مسؤول عراقي بتهمة الإبادة الجماعية وإنتهاك حقوق الإنسان نتيجة قمعهم الحركة الاحتجاجية. وتشير أرقام المنظمات الحقوقية المحلية والدولية إلى مقتل قرابة 350 جريحًا وإصابة نحو 15 ألف شخص، ضمنهم أعداد قليلة من عناصر القوات الأمنية.

“الصدر” يدعم الثوار..

وسط إلتهاب الوضع في “العراق”، وجّه زعيم (التيار الصدري)، “مقتدى الصدر”، دعوة لتنفيذ خطوات ثلاث، ألا وهي :-

أولاً: “أن يعمل أعضاء البرلمان على إقرار الإصلاحات الجذرية. وإن لم يستطيعوا فلا معنى لبقائهم في البرلمان مكتوفي الأيدي”، مردفًا أن: “الإصلاحات التي قدمها البرلمان كاذبة ووهمية لإسكات صوت الثائرين”.

ثانيًا: “يجب على الموظفين الشرفاء مساندة إخوتهم الثوار بإضراب شامل ولو ليوم واحد”.

ثالثًا: “على آئمة الجمعة، في كل المحافظات، أن يقودوا تظاهرة سلمية لمساندة الثوار كي تتحقق الإصلاحات بصورة جدية وبلا تسويف”.

تحرك لحل الأزمة..

في مسعى لحل الأزمة، التقى رئيس إقليم كُردستان العراق، “نيغيرفان بارزاني”، رئيس الوزراء، “عادل عبدالمهدي”، ورئيس الجمهورية، “برهم صالح”، ورئيس مجلس النواب، “محمد الحلبوسي”، الذي رأس لاحقًا جلسة للبرلمان، ناقشت مطالب المحتجين، بحضور رئيسة بعثة “الأمم المتحدة” في العراق، “جينين-بلاسخارت”، التي أطلعت النواب على تفاصيل لقائها المرجع الشيعي، آية الله “علي السيستاني”، وعلى الموقف الأممي من أحداث “العراق”.

وأعلنت أن “السيستاني” أقر خريطة الطريق التي عرضتها منظمة “الأمم المتحدة”، وتتضمن مراجعة قانون الانتخابات في غضون أسبوعين.

بعثة الاتحاد الأوربي : التظاهر حق مشروع..

كان رئيس مجلس الوزراء، “عبدالمهدي”، قد التقى، الأربعاء، أعضاء بعثة “الاتحاد الأوروبي” لبحث تطورات الأوضاع الجارية في “العراق”، وبيّن “عبدالمهدي” موقف الحكومة من احترام حق التظاهر السلمي وحماية المتظاهرين والنظام العام والأوامر المشددة الصادرة للقوات الأمنية بعدم استخدام العنف المفرط وتشكيل اللجنة التحقيقية الإدارية حول الأحداث التي رافقت التظاهرات، وقيام الحكومة بعرض الحقائق بشكل شفاف أمام الشعب ومجلس النواب والجهات كافة.

وأبدى أعضاء البعثة الأوروبية وجهات نظرهم حول التظاهرات كحق مشروع ومكفول في الدستور العراقي والمواثيق الدولية وأهمية التعامل السلمي مع المتظاهرين وتحقيق تقدم في الإصلاحات بما يحفظ مصالح العراقيين وسيادة واستقرار البلاد.

لن ينجح أحد في إبتلاع العراق !

رأى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، “عمرو موسى”، أنه لن يكون من السهل على أي بلد إبتلاع “العراق” أو تحريكه يمينًا ويسارًا. وعلّق “موسى” على الأحداث التي يمر بها “العراق” من احتجاجات على السلطة الحالية، وتدخلات من دول في شؤونها الداخلية، قائلاً: “لن يكون من السهل على أي بلد إبتلاع العراق أو تحريكه يمينًا ويسارًا”.

واعتبر “موسى”، أن ما نراه اليوم هو بداية الطريق نحو تلاشي الخلافات الطائفية في “العراق”، وهو الأمر الذي سينعكس إيجابًا على الأوضاع.

“عبدالمهدي” ومعركة الفرصة الأخيرة !

يقول الكاتب والمحلل، “حمزة مصطفى”، إن الحكومة العراقية ورئيسها المفكر الاقتصادي، “عادل عبدالمهدي”، أصبحت اليوم أمام إستحقاقات متراكمة فجرها غضب شعبي، بدا مفاجئًا لكل الطبقة السياسية، وهو ما فتح كل الملفات التي بقيت الحكومات المتعاقبة تؤجل فتحها دورة بعد أخرى عبر نمط من السياسات الترقيعية التي لم تُعد تقنع شبابًا ما زالوا يخوّفونهم بـ”صدام حسين”، بينما كان معظم شباب المظاهرات حين سقط “صدام”، عام 2003، في بطون أمهاتهم ولا يعرفون عنه شيئًا إلا عبر ما تبقى من ذاكرة آبائهم.

وها هو “عبدالمهدي”؛ الذي جاءوا به لكي ينقذ النظام السياسي، تركوه الآن وحده يقاتل على جبهتين؛ الأولى هي جبهة المتظاهرين الذين أعلنوا الإحتشاد لمظاهرات “جمعة الصمود”، والثانية هي جبهة الكتل والقوى السياسية التي بدأت، بدعوى التوازن، تضع العراقيل أمام عزمه إجراء تعديل وزاري حتى لو كان محدودًا.

يضيف “مصطفى”؛ أن “عبدالمهدي” لا يزال يسهر إلى ساعة متأخرة حتى منتصف الليل يتابع تطورات لا أحد يعرف حجم المفاجآت فيها، وشكل لجنتين في غضون يومين لتفادي تحذيرات المرجع الشيعي الأعلى، “علي السيستاني”، ومهلته له بالكشف عن المسؤولين عن قمع المظاهرات خلال أسبوعين، التي إن لم يلتزم بها فقد تدفع المرجعية إلى رفع الغطاء عنه ليصبح في مواجهة مفتوحة مع شارع غاضب يريد كل شيء دفعة واحدة.

مرحلة الوقت الضائع !

فيما أوضح السياسي، “يزن الجبوري”، أن سبب الفشل الرئيس للحكومة العراقية يكمن في الإعتماد على عائدات “النفط” وتحويلها لأوراق نقدية توزع رواتب لملايين الموظفين غير المنتجين في وزارات هي عبارة عن (شركات خاسرة) تستنزف موارد الدولة. مُضيفًا أنه: “من دون إعتماد سياسات صحيحة، فإن الوضع مرشح للانفجار أكبر، وأي محاولة للوقوف في وجهه ستكون بمثابة عملية انتحار، لا سيما أن العملية السياسية كلها تلعب الآن في مرحلة الوقت الضائع.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب