خاص: إعداد- سماح عادل
“فاخر فاخر”، ممثل مصري. ولد “فاخر محمد فاخر” في 1912، الدوير مركز أبو تيج، في أسيوط، هو ممثل برع في تجسيد دور وكيل النيابة، كما أجاد أدوار الشر ونجح أيضاً في أداء الأدوار الطيبة. رفضت أسرته أن يعمل بالتمثيل، واكتشفه “أحمد علام” فدفع به للعمل في “مسرح رمسيس”، وقدم على خشبة المسرح مسرحيات (شجرة الدر وغرام لص وفي بيتنا رجل والمحروسة والسلطان الحائر واللعب بالنار)، ثم اتجه إلى السينما بعد أن قدم استقالته من فرقة رمسيس. وكان أول أفلامه أمام “أمينة رزق”، و”سليمان نجيب”، والذي عرض عام 1940، وهو فيلم “قلب المرأة”.
وكذلك قدم العديد من الأدوار التي تنوعت بين الشخصية الطيبة الساذجة والشخصية الشريرة الماكرة، في أفلام: “الخرساء- صلاح الدين الأيوبي- أولاد الفقراء- البؤساء- سلامة- اليتيمتان- بيومي أفندي- الأفوكاتو مديحة- قطار الليل- رصيف نمرة ٥- الفتوة- موعد مع المجهول- شاطئ الحب- التلميذة- الخطايا- رسالة من امرأة مجهولة- اللص والكلاب”
شارك في الأعمال السينمائية بـ قدم فيها أكثر من 90 فيلمًا ومئات الأعمال المسرحية، من أبرزها “صلاح الدين الأيوبي”، “الخطايا” ، “سلامة”، “أولاد الفقراء”، “هارب من السجن”، “السيد البدوي”، “رصيف نمرة 5″، “اللص والكلاب”، “رسالة من امرأة مجهولة”، “من غير ميعاد”، “عنتر بن شداد”، “شاطئ الحب” ،”الهوا ما لوش دوا “، “اليتيمتان “.
على الرغم من كثرة ظهوره الفني بداية من عام 1940 حتى عام 1960، إلا أنه لم يحقق النجاح الذي تمناه طوال حياته، نظرًا لأنه لم يحالفه الحظ في الحصول على دور بطولة واحد، كالعديد من أبناء جيله.
تزوج من الفنانة “ابتسام” التي تخلت عن فنها تقديسًا لحياتها الزوجية، وأنجبا بعد عام واحد ابنتهما الوحيدة “هالة”، التي واجهت هي الأخرى صعوبة بالغة من أجل إقناع والدها بامتهان الفن. وكان حريصًا ألا ينشغل عن بيته وعن تربية ابنته، فكان يقضى ساعات طويلة في منزله يمارس الأعمال المنزلية كالنجارة والسباكة وما إلى ذلك.
جمعته بأسرته الصغيرة العديد من الصور الخاصة في المنزل، وأصبحت ابنته “هالة” فاخر نجمة غلاف مجلة “الإثنين” وهي لم تزل طفلة صغيرة.
وفاته..
توفي “فاخر فاخر” في 1 ديسمبر 1962 نتيجة ذبحة صدرية. والذي حدث أنه في ذلك اليوم خرج من بيته إلى شركة السينمائيين المتحدين حيث وقع عقد تمثيله في فيلم “المدرس” وتسلم شيكًا بجزء من أجره وخرج من مقر الشركة على عجل ليلحق باجتماع فرقة المسرح القومي وفجأة وأمام باب المصعد دارت الدنيا أمام عينه ودار حول نفسه وحاول أن يعود إلى مقر الشركة ولم يكد يجتاز عتبة الباب حتى وقع على الأرض وأسرع إليه موظفو الشركة ليجدوه عاجزًا عن الحركة واستدعوا طبيبًا يقيم بنفس العمارة وطلب نقله إلى المستشفى.
ولكن “فاخر” رفض وأصر على أن يذهب إلى المسرح حتى يحضر الاجتماع وأمام إصراره صحبة “عبد العزيز فهمي” و”إبراهيم والى” في سيارتهما إلى المسرح القومي وما إن وصل حتى راح في غيبوبة عميقة ، ووصل النبأ إلى زملائه في الاجتماع فأسرعوا إليه وركبت بجواره “أمينة رزق” وأسرعت بالسيارة إلى مستشفى الجمهورية، واستدعى على الفور الدكتور وقال أن أزمة قلبية جديدة قد داهمت “فاخر فاخر” الذي قد تعرض من قبل لهذه الأزمة وهو على المسرح في أعوامه الأخيرة أكثر من مرة وحدث ذلك في عام 1955 داهمه نفس المرض وفى عام 1958 في الكويت تعرض لنفس الأزمة، وفى يناير 1960 سافر “فاخر” إلى لندن حيث أجريت له جراحتان أحداهما في القلب والأخرى لفصل العصب السمبتاوى وكان ذلك على نفقة الدولة بأمر من الوزير “ثروت عكاشة”.
وعاد من لندن بتوصية من الأطباء بالراحة النفسية والجسمانية ولكن “فاخر فاخر” ولحبه للفن وإدمانه للمسرح لم يعمل بهذه الوصية وظل يعمل حتى آخر يوم في حياته فقد عمل في مسرحية “السلطان الحائر” وهو مريض وكذلك في مسرحية “المحروسة” حتى إنه صور دوره في فيلم “الخطايا” وهو في المستشفى يتلقى العلاج. وقد عرضت له بعد وفاته أفلام “شفيقة القبطية” و”ألف ليلة وليلة” و”المماليك”.
https://www.youtube.com/watch?v=bJnc0e8SjnM