17 نوفمبر، 2024 5:36 م
Search
Close this search box.

مَن يغتصب إرادة الحياة تنال منه الحياة!!

مَن يغتصب إرادة الحياة تنال منه الحياة!!

الحياة إرادة , أي طاقة كامنة تبحث عن منافذ للتعبير والتفاعل والعطاء والنماء , ولكل مخلوق إرادة حياة , وأي مخلوق يغتصب إرادة حياة مخلوق آخر يكنز طاقة سلبية لتدمير ما فيه من إرادة حياة , وهذا قانون يسري بين الموجودات منذ الأزل , وسيبقى متحكما بمصيرها ما دامت الأكوان تدور والجاذبية ذات قدرة على بناء الأشكال وصقلها.

وعندما نتساءل عن أسباب عدم إستقرار الأنظمة (السياسية) العربية , يكون الجواب في عنوان المقال , فهي أنظمة إستلاب إرادة الحياة , فلكي يبقى النظام عليه أن يلغي ويقهر ويصادر ويقتل إرادة الحياة في أعماق الناس.

وهذا التجريد الإغتصابي للإرادة يولد طاقات مضادة هائلة في وحول النظام القائم تدفع به إلى الإنهيار المشين.

وما يجري في بعض المجتمعات يشير إلى أن الأنظمة المغتصبة لإرادة حياة شعوبها , ستواجه مصيرا قاسيا سيزيحها عن السلطة وسيلقي بها في غياهب الويل الوخيم , كما حصل لسابقاتها من أنظمة إغتصاب إرادة الحياة.

فالشعب العربي كأي شعب في الدنيا يريد الحياة , لكن بعض المستأثرين بالحياة ينشرون ثقافة الموت فيه , ويدفعون بالأجيال الواعدة إلى التحول إلى أعداء حياة , أو موجودات مفرّغة من إرادة الحياة ومعبأة بإرادة الموت , وعلى رأس هؤلاء المتاجرون بالدين والذين يستحوذون على كل شيئ تصل إليه أياديهم وترغبه نفوسهم السيئة , ويمنون الشباب بحياة خالدة في الموت.

وفي أنظمة تسيّدت فيها العمائم واللحى وأصحاب الجباه المطررة بالفساد , ستكون ردة الفعل ذات قدرات إعصارية هائلة , ستحيلهم إلى عصف مأكول , وما هي إلا مسألة وقت ستتنامى فيه إرادة الحياة وتدفع للتغيير الجذري , وإستعادة السكة الحقيقية لبناء الحياة الحرة الكريمة.

ذلك أن الديمقراطية في جوهرها توفر المنافذ الحرة المسؤولة للتعبير عن إرادة الحياة في المجتمع الذي تنطلق فيه , ولا يمكن القول بديمقراطية تسد منافذ التعبير عن إرادة الحياة , لأنها ستتسبب بإنفجارات مدوية ومتواصلة , ولهذا تجد الأوضاع مضطربة في مجتمعات تتوهم الديمقراطية , وقد وأدت إرادة الحياة في الكراسي والمناصب والتوجهات الفئوية المقيتة.

ووفقا لذلك يمكن تقرير مصير أي نظام يتحكم بمصير المجتمع بتطبيق هذه المعادلة الصارمة المنضبطة ذات التفاعلات الثابتة والنتائج المحتومة.

وعليه يمكن قياس عمر أي نظام بمدى إغتصابه لإرادة حياة المجتمع , فالتناسب عكسي في جميع الأماكن والأزمان , فكلما إزدادت نسبة إغتصاب إرادة حياة المجتمع قل عمر النظام وتنامت فجائعية نهايته.

فتأملوا كم من الأنظمة المغتصبة لإرادة شعوبها , وقيسوا أعمارها , وتصوروا فظاعات نهاياتها السوداء!!

أحدث المقالات