العَلم يتكلم والقلم يتلعثم , واللسان يتفحم , والشعب العراقي يتقدم , فما قيمة الأقلام أمام ثورة الأعلام؟
فلا مقام للغو الأقلام , لأنها مفصولة عن نبض الشارع ولا تضاهي ما تكتبه الأعلام على أديم وطن إهتز بدنه وثارت ذرات ترابه , وتوثب شبابه وتعاظم نداء ميادينه وصدحت الحناجر وهتفت القلو بحب الوطن وإستعادته من سارقيه.
العَلم يقول العراق دين العراقيين وعقيدتهم وحزبهم ومذهبهم وهويتهم وعنوانهم , والقلم لا يعرف ما يقول!!
القلم يكتب بمداد البهتان والعَلم يرفرف بإرادة الإيمان!!
القلم جبان والعَلم من أشجع الشجعان!!
لا تستغربوا من الكلام , والشعب يتوحد بالأعلام , ويرسم لوحة الحاضر والمستقبل المقدام , ويعلنها بشجاعة وإصرار وتواصل أن الوطن قائدٌ وإمام!!
الأقلام تنام , والأعلام خفاقة على الدوام , تصافحها الريح وتتفاخر بها الأنسام , وتغرد بلسانها الأحلام.
تحية للعَلم , والعتاب على القلم , لأنهم يكتبون به بمداد الإنتقام , ويمتطونه في دروب الإحباط والسأم , ويتفاخرون بإبداعات الوجيع والألم.
العَلم متفائل والقلم متكاسل وبمعاني أكون جاهل!!
العَلم وطن والقلم ينبوع مِحَن!!
العَلم ترفعه سواعد الأبطال والأشبال , والقلم يستعبده الجهلة وتكبله الأغلال.
العَلم يرتفع حرا شامخا ومعناه واضح ورمزه راسخ , والقلم يُباع ويُشترى وأداة لكل دجال مضلل للبهتان ناسخ.
فاكسروا الأقلام , وحققوا المرام , وحطموا الألجام , وإمحقوا الإحجام , وعانقوا السلام , وجابهوا الخدّام , وخاصموا الإبرام , وأوقدوا الأيام , بالفعل والإحكام , فالفعل سبّاق الكلام , يا أيها الكرام , بعلم تحوطه الأعلام!!
وعاش العَلم حرا عزيزا خفاقا , ولتستيقظ الأقلام!!