ثار الشعب العربي وحصل ما حصل في عدد من الدول العربية , وظل الشعب العراقي صابرا صامدا آملا بحكم ديمقراطي يساهم في بناء الوطن ويعلي شأن وقيمة الإنسان.
وأمضى أكثر من عشرة وست سنوات يترقب ويريد , لكنها أنجزت ركام خراب ودوامات فساد وظلم وإنتهاك لحقوق الإنسان , وتكبلَ الشعب بالحرمان من أبسط حقوقه وحاجاته.
ودارت الأيام , وحسب رموز التبعية بأنهم ينتصرون على إرادة شعب عراقي جضاري مَكين , وتوهموا فأمعنوا بالفساد والنهب وسلب حقوق المواطنين , واطمأنوا في عرائنهم الملونة المدججة بالسلاح ولوعيد والسوء الرهيب.
وبعد أن إستوعب الشعب معنى الإرادة وتبين له خطل الحاكمين وتبعيتهم ومذلتهم وهوانهم , وتنفيذهم لأجندات الآخرين , ولا يعنيهم أمر الشعب , ثار المواطنون عن بكرة أبيهم , وأشعلوها ثورة هادرة متواصلة واثبة واثقة متحدية مقدامة صائلة نحو غدٍ أفضل وحاضر أزهر وأجمل.
ثورة عراقية باسلة تقف أمامها إجلالا وإكراما جميع الثورات , فهي الثورة الإنسانية الكبرى التي تحققت في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين , وستمضي حرة أبية صامدة مؤمنة صادقة بمشروعها الإنساني الشبابي الوطني الساطع المنير.
ثورة إرادة وعزيمة تنبثق من قلب العراق وروح العراقيين , وتنطلق بمبادئها وقيمها إلى آفاق عليين.
فالمشهد العراقي الثوري الإنساني الحضاري العزوم تعجز عن وصفه الأقلام , وتوثقه الصور والأفلام , وتؤرخه النشاطات والتفاعلات الوطنية ما بين العراقيين , وتنحته في ضمير الأجيال وذاكرة الناس أجمعين.
ثورة عراقية باهرة مبهرة تتفاداها وسائل الإعلام خوفا من وبائيتها وإنتشارها في ربوع الدنيا , التي يعاني فيها الإنسان من القهر والحرمان ومصادرة الحرية والكرامة والقيمة , وهيمنة الفساد في أنظمة الحكم الغاشمة المعادية للحقوق والمعاني الإنسانية!!
ثورة تحطم المصدات والجدران , والحذر والخطر , وتتوثب بعزيمة الشباب إلى مجد الكينونة العظمى والصيرورة الأسمى , فهي ثورة التعبير عن طاقات الشباب , والتمسك بتطلعاتهم الميمونة , وحقوقهم المرهونة.
تحية للشباب العراقي الباسل المقدام , تحية للوعي الحضاري والتفاعل الإنساني الوسام , تحية للوطن العراق الذي يصونه شباب التحديات والوثبات الجسام.
وعاش الشعب ويحيا العراق!!