23 نوفمبر، 2024 4:44 ص
Search
Close this search box.

من الذي يقود الفتنة في العراق؟

من الذي يقود الفتنة في العراق؟

مع إن العالم کله قد أقر وإعترف بالمطالب الحقة للشعب العراقي في إنتفاضته ضد الفساد وضد تدخلات النظام الايراني وتأثيراته بالغة السلبية على مختلف الاوضاع، فإنه ليس من الغريب والمفاجئ أبدا أن يبادر من يعتبرون بمثابة رٶوس حراب النظام الايراني في تدخلاته المشبوهة للطعن بإنتفاضة الشعب العراقي والتشکيك بها، إذ أن ذلك يشکل جانبا أساسيا من المهام الموکلة بهم.
عندما يقول امين عام عصائب اهل الحق قيس الخزعلي: “الدماء التي سقطت كشفت ان هناك اطرافا خارجية تريد بالبلاد السير للاقتتال الداخلي، والحشد الشعبي على استعداد إعطاء مزيد من الدماء للحفاظ على امن البلاد”، ويقول نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس، أن:” الحشد الشعبي مستعد للوقوف ضد الفتنة التي تبغي تدمير العراق ومنجزاته”، وتدقيق النظر في ماقد قاله هذين القياديين الميليشياويين المعروفين بولائهما المطلق للنظام الايراني ولمرشده العام، فإننا نجده ليس متشابها بل ومتطابقا مع تلك الاتهامات التي وجهها خامنئي في البداية للانتفاضة ووصفها بالعمالة لأمريکا وإسرائيل وردد من بعده إن هناك أطرافا خارجية تقف ورائها وتسعى الى إحداث فتنة وبلبلة في العراق من أجل الاجهاز على المکاسب والمنجزات التي تم تحقيقها، ونتسائل؛ عن أية منجزات ومکاسب يتحدث النظام الايراني ومن بعده المهندس ونفس الشئ بالنسبة للفتنة المزعومة؟
حالة الرعب والهلع التي إنتابت الاوساط الحاکمة في طهران من بعد إنتفاضة الشعب العراقي، والتي إنعکست في المواقف الغاضبة ضدها من أعلى سلطة في إيران، لايمکن تفسيرها إلا بأنها دليل واضح بأن النظام الايراني في طريقه لکي يفقد عمقه الاستراتيجي في العراق ويخرج زمام الامور من بين يديه وأيادي عملائه، وحالة الرعب والهلع هذه تتزايد مع إندلاع الانتفاضة في لبنان وسيرها بنفس سياق الانتفاضة العراقية، مما يدل على إن شعبي العراق ولبنان قد باتا يعرفان هذا النظام ونواياها المشبوهة في بلديهما حق المعرفة.
حديث المهندس عن الفتنة”المزعومة”التي تبغي تدمير العراق ومنجزاته، على حد إدعائه، يدعونا للتساٶل؛ عن أية منجزات يتحدث هذا الرجل؟ هل هناك من شعب في العالم ينتفض على منجزات ومکاسب تحققت له ويتسبب في تخريبها والتأثير السلبي عليها؟ المهندس ومن ورائه النظام الايراني يعلمون جيدا ماذا فعلوا بالعراق وکيف دمروه من مختلف الجوانب وإن دورهم المشبوه المستمر هو الخطر والتهديد الاکبر الذي يحدق بالعراق وشعبه خصوصا وإن العراق خاضع سياسيا وإقتصاديا وأمنيا للنظام الايراني وعملائه وإن إنهاء هذا الخضوع وحل هذه الميليشيات هو الحل الوحيد لمواجهة هذه الحالة السلبية التي عانى ويعاني منها الشعب العراقي، خصوصا وإن الفتنة بمختلف أشکالها ولاسيما الطائفية منها إنما کانت ولازالت من تحت رأس هذا النظام وعملائه.

أحدث المقالات

أحدث المقالات