إسرائيل .. تستخلص العبر من الخيانة الأميركية لأكراد سوريا !

إسرائيل .. تستخلص العبر من الخيانة الأميركية لأكراد سوريا !

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

تمر العلاقات (الإسرائيلية-التركية) بأسوأ مراحلها، لذا كانت “تل أبيب” تود وقوف القوات الأميركية إلى جانب الأكراد في “سوريا”، الذين يواجهون الآن الغزو التركي بمفردهم.

كما أن انسحاب القوات الأميركية من شمال “سوريا” وتخليها عن الأكراد؛ بعد ما قدموا الخدمات لـ”الولايات المتحدة” في القضاء على تنظيم (داعش)؛ يثير مخاوف الإسرائيليين، الذين باتوا يدركون أن الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، تعاون مع الأكراد من أجل مصلحته فقط، فلما إنقضت المصلحة تخلَّى عنهم.

الخيانة الأميركية توقظ الإسرائيليين..

يقول المحلل الإسرائيلي، “نحمان شاي”: كثيرًا ما يروق للإسرائيليين وصف دولتهم بأنها بمثابة “فيللا وسط غابة”؛ حتى تستقيم لهم الحياة.

فيعيش الإسرائيليون داخل الفيللا، والآخرون خارجها؛ أي في الغابة. فيما يعتقد الإسرائيليون بأنهم إذا أغلقوا النوافذ والأبواب على أنفسهم جيدًا وقاموا بتشغل اجهزة التكييف، فسوف ينسون أين يعيشون.

لكن ذلك الإعتقاد – بحسب “شاي” – لم يعد ساريًا الآن بعد أن تلقَّى الإسرائيليون، الأسبوع الماضي، دليلًا قويًا على أن “الفيللا” التي يتحصنون بها – بما فيها من تكنولوجيا متطورة وثقافة غربية – ليست منفصلة عن الغابة المحيطة بها.

فها هي الخيانة الأميركية، للأكراد، قد اخترقت جدران “الفيللا” وأفسدت على الإسرائيليين راحتهم.

إسرائيل تسعى للتحالف مع الأقليات !

يضيف المحلل الإسرائيلي أن هناك تداعيات كثير لأي قرار يصدره الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”. لكن تخلِّيه عن الأكراد – بعدما قدموا خدمات جليلة وضحوا بدمائهم وأرواحهم لصالح الدول الغربية، وعلى رأسها “الولايات المتحدة” – هو أمر لابد لـ”إسرائيل” أن تتوقف عنده كثيرًا.

موضحًا أن الإسرائيليين لا يختلفون كثيرًا عن الأكراد؛ فهم أيضًا يمثلون أقلية في منطقة الشرق الأوسط؛ ولذا دعا “بن غوريون” – أوّل رئيس وزراء لـ”إسرائيل” – لإقامة تحالف يضم الأقليات غير العربية في المنطقة؛ حيث أدرك أن ذلك هو السبيل الوحيد لبناء القوة المتوازنة في مواجهة العرب.

أشار “شاي” إلى أن “إسرائيل” قد تمكنت من تحقيق تلك الفكرة إلى حد كبير، فأقامت علاقات مع الأقليات الكُردية والدُرزية وكذلك مع المسيحيين في “لبنان”. بل إن الدولة العبرية استطاعت في مرحلة ما، إقامة مثلث إستراتيجي بتحالفها مع كل من “إيران” و”تركيا”؛ وهو المثلث الذي إنهار في نهاية المطاف.

كما استطاعت الأقلية اليهودية إقامة دولة مستقلة؛ إلا أن تلك الأقلية خاضت جميع حروبها بمفردها؛ باستثناء حرب عام 1956؛ التي تحالفت  فيها “إسرائيل” مع “إنكلترا” و”فرنسا”، وبعد أن أستولت على “سيناء” تعرضت لضغوط أميركية شديدة فاضطرت للانسحاب منها. وبعد ذلك تخلت “فرنسا” عن “إسرائيل” فخاضت حرب عام 1967 بمفردها.

أما “الولايات المتحدة” فبدأت تدعم “إسرائيل” من بعيد، في حرب تشرين أول/أكتوبر 1973، ولم تعزز من مساعداتها إلا مع نهاية الحرب، ثم لعبت دور الوسيط، (عبر كيسنغر)، وساعدت في التوصل إلى وقف إطلاق النار ثم الفصل بين القوات، وبعد ذلك ساهمت في إبرام اتفاقية السلام بين “مصر” و”إسرائيل”.

الإعتماد على القوة الذاتية هو السبيل للصمود..

تحدث “شاي” عما جرى مؤخرًا من حديث حول إقامة تحالف دفاعي بين “إسرائيل” و”الولايات المتحدة”؛  واعتبر أن ذلك يمثل بالفعل فكرة جيدة؛ رغم أنها لم تُطرح سوى لأغراض انتخابية.

مؤكدًا على أن الخط الأول لصمود “إسرائيل” واستمرار بقائها في منطقة الشرق الأوسط سيعتمد على التحالفات وعلى العلاقات العلنية والسرية مع دول الجوار؛ ولكن بعد ذلك الخط يأتي الخط الثاني الذي بدت أهميته الآن أكثر من أي وقت مضى، ألا وهو ضرورة إعتماد دولة “إسرائيل” على قوتها الذاتية من أجل الصمود والبقاء. وبذلك فقط ستظل “إسرائيل” باقية ولن تكون في خطر إذا خذلها الآخرون وتخلوا عنها في أوقات المِحَن.

بطبيعة الحال فإن “ترامب” لن يتخلى عن “إسرائيل” فجأة، ورغم أسفه  لوجود قوات أميركية في الشرق الأوسط؛ إلا أن هناك الكثيرين من أعضاء “الكونغرس” والقيادات الأمنية الأميركية ما زالوا يدعمون “إسرائيل” ويريدون مساعدتها.

ولكن التجربة الكُردية توضح أن كل شيء قابل للتحول بشكل مفاجيء، لأن المصالح سرعان ما تزول.

وفي هذه المرحلة حينما يتذكر الإسرائيليون الحروب التي خاضوها؛ فإنهم سيدركون أنه لا يمكن الإعتماد على أي جهة خارجية، بل إن القوة الذاتية هي الملاذ الوحيد أمامهم.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة