26 نوفمبر، 2024 4:44 م
Search
Close this search box.

طوز خورماتو ونزيف الدم الذي لا ينتهي !

طوز خورماتو ونزيف الدم الذي لا ينتهي !

لا يكاد يمرّ يوم ، إلا ونسمع عن سقوط عشرات الضحايا في مدينة عراقية صغيرة ، ما كان أحداً ليعرفها أو يتذكّرها أو حتى يعرف عائديتها ، على أي المحافظات ، تتبع ، لولا النزيف الدموي الذي لم يرحم فيها طفلاً أو طفلةً ، صبياً أو صبيّةً ، شاباً أو شابةً ، عجوزاً أو عجوزةً ، عربي ، تركمانياً أو غير ذلك من المسميات !.. كل هؤلاء ينزفون ولا يعرفون ، لماذا هم بالذات ينزفون .. هل هو الانتقام منهم مجتمعين ، لكون أبناء المدينة ، لم يعلنوا انتسابهم أو ارتباطهم مع أي جهةٍ من التي ترغب بحصد المكاسب وتجييرها لنفسها . هذه المدينة الصغيرة التي كانت آمنةً ولا يعرف أهلها أي شيء عن الإرهاب أو حتى (الكباب) أصبحت مستهدفة وبشراسةٍ لافتةٍ ، تخبر المعترضين على هذه الأساليب أن هناك موازين للقوى ، بدأت تعمل وهي تتحدى الدولة والمجتمع وإلا ، ألا يمكن السيطرة على ما يجري في قضاء الطوز أحد أقضية محافظة صلاح الدين وبوجودها سيرفع نسبة التركمان إلى درجة ، تجعل كل القوميات تأتي بمراتب بعيدة عن هذه القومية (التركمانية) التي لم تقرّ في الدستور العراقي ، كما أقرّت القوميتان العربية والكردية !.. عليه فإن من يدفع الثمن اليوم هم أهل وأبناء هذا القضاء الذي يشكو ما يصيبه ، لمن يعلنون أنّهم الساسة الذين يدافعون عن حقوق الناس المظلومين. هل نقول لسياسييكم أنّكم قصّرتم تجاه الطوز خورماتو وعليكم أن تعتذروا ، لأهل هذا القضاء الذي أوصلكم إلى أماكن لا تستحقونها ، لأنّكم خذلتم القسم الأكبر منهم . وها هي الدماء الزكية تنهمر كالمطر وهي تشكو إلى خالقها عن أنواع الظلم الذي لا يتوقف ، لا في رمضان ولا حتى الأعياد والمناسبات لتنكشف الوجوه بعد أن تزال عنها الأقنعة والتي تؤكد ، ما من غريب في الجوار والقضية ليست أكثر من (مصالح) مختلف عليها والمواطن البسيط يبقى هو الوحيد (حطبها) !. الحكومة العراقية بدورها ، أرسلت المبعوثين والمسؤولين الكبار لتدارك الموقف واتفق الجميع أن يعلنوا الطوز خورماتو منطقة منكوبة وهو ما صرّح به الشهرستاني ، وقلنا سيخفف الضغط والألم عن أهل الطوز المتعبين ، لكن هذا لم يتم ، بل اشتدت الهجمات وراحت الأرواح تحصد وهي لا تعلم بأي ذنبٍ أو جريرة تحصد قبل أوانها. إنّه الظلم الذي يشترك به الجميع ونقصد الحكومة التي لم تعرف كيفية حماية مواطنيها أو المتواجدين في ساحة الطوز من أحزابٍ متناحرة سيعاقبها الله على كل أفعالها ولن تنجو من الذي يرتكب ، سواء تحت جنح الليل أو في النهار ، لأن كل قطرة دم تراق ، لابد من سؤال وحساب عليها .. ارحموا الطوز خرماتو أو (الدوز) كما اعتاد العراقيون أن يسمون تلك المدينة وحافظوا عليها. اهتموا بالطوز يا حكومة ، لأنّ قوّتكم بحماية أي فردٍ من أفراد شعبكم فهل تقدرون ؟.

أحدث المقالات