قوة أولى تساند حركات متطرفة معروفة وقوة ثانية عالمية صديقة لها وتعدّها حليفها المخلص , وقوة ثالثة تحارب تلك الحركات المتطرفة بما لديها من تنظيمات متطرفة , وذات القوة الحليفة للقوة الأولى تعادي القوة الثالثة.
لكن التفكير رياضيا يؤدي إلى نتيجة مفادها أن القوة الثانية صديقة للقوة الثالثة , وأنها تضحك على عقل القوة الأولى , لأنها تعتبرها مصدر الإرهاب والحركات التي آذتها ولا بد من الإنتقام منها , وبأسلوب ينطلي عليها , فالقوة الموجوعة بالقوة الأولى لن تنسى ولا بد أن ترد الصاع صاعين.
ويبدو أن ما يحصل اليوم هو وفقا للمفهوم الرياضي للإنتقام من الخصم.
فالقوة الثالثة تقدم خدمة كبيرة للقوة الثانية أكثر من القوة الأولى , التي في حقيقتها هدف مطلوب تدميره وتجفيف أضرعه ومصادر ثرواته وتحويله إلى عراق.
وهذه المعادلة إذا إجتهدنا في حلها فأننا سننتهي إلى أن الحرب المباشرة ما بين القوة الثانية والثالثة غير ممكنة على الإطلاق.
لكن الحرب ما بين القوة الأولى والثالثة ممكنة الوقوع بل هي واقعة بصورة مباشرة وغير مباشرة , وستكون أرض القوة الثالثة في مأمن , أما أرض القوة الأولى فأنها ساحة دمار , وما حولها من دول المنطقة ستكون سوح منازلات إستحلابية مروّعة لصالح القوتين الثانية والثالثة , فالقوة الثانية لديها تفويض مطلق ما دامت بسلوكها تؤكد مصالح القوة الثانية.
إن القوة الأولى تحت مطرقة القوة الثالثة وسندان القوة الثانية , وهذا يعني أن القوة الأولى فريسة للقوتين , وأنها قد وُضِعَت في مأزق إتلافي وعليها أن تستفيق وترعوي قبل أن تطبق عليها القوتان وتصبح في خبر كان.
إن القوة الأولى بحاجة إلى إسناد ومعونة شاملة , لأنها تمثل رمزا وكينونة لها علاقة بجوهر الأمة ووعيها ومعتقداتها.
فانقذوا هويتكم يا عرب , وقرروا مصيركم وأعلنوا حالة الطوارئ لنجدة دولة عليها أن تكون آمنة مطمئنة لا مسرحا للويلات ومنطلقا للتداعيات.
فهل عرفتم من هي؟
وكيف أنها لم تقرأ الواقع بحذاقة ولب خبير؟!!