21 ديسمبر، 2024 8:48 م

زيارة “سليماني” الغامضة لبغداد .. هل تزُج بـ”العراق” فى أتون المعركة ؟

زيارة “سليماني” الغامضة لبغداد .. هل تزُج بـ”العراق” فى أتون المعركة ؟

خاص : كتبت – هانم التمساح :

يتواجد مئات العسكريين الإيرانيين في مناطق مختلفة من “العراق”، وتقول “بغداد” إن مهمتهم تقتصر على الاستشارة العسكرية. في حين يقول مراقبون، إن “قاسم سليماني”، زعيم (فيلق القدس)، الذي يزور “بغداد” سرًا، منذ يومين، يلعب دورًا سياسيًا وأمنيًا في “العراق”، منذ إسقاط نظام الرئيس الراحل، “صدام حسين”، عام 2003، حيث يحكم “العراق” حكومات تقودها قوى سياسية شيعية على صلة وثيقة بـ”إيران”.

الأسباب الغير معلنة للزيارة..

وأكدت مصادر مطلعة أن زيارة “قاسم سليماني” – زعيم (فيلق القدس) الإيراني – السرية لـ”العراق” في هذا التوقيت؛ جاءت لعدة أسباب يكتنفها الغموض والتكتم، وقالت المصادر أن الزيارة، التي لم يُعلن عنها قبل مرور يومين على تواجد “سليماني” في “بغداد”، جاءت لحل خلافات بين قيادات بميليشيات (الحشد الشعبي)، كما كان من بين أسباب الزيارة الحفاظ على مصالح “إيران” التي قد تهتز بسبب الخلافات، وتتزايد التكهنات، في ظل هذا الغموض، حتى أن البعض زعم أن “سليماني” جاء إلى “العراق” ليرسم مع الميليشيات التي تحارب بالوكالة عن “إيران” خطة المواجهة مع “الولايات المتحدة”.

والتقى زعيم (فيلق القدس) الإيراني، رئيس (ائتلاف دولة القانون)، “نوري المالكي”، ورئيس ميليشيا (بدر)، “هادي العامري”، ورئيس ميليشيا (الحشد)، “فالح الفياض”، ونائب رئيس الميليشيا، “أبومهدي المهندس”، ومسؤولين آخرين، اللقاءات ناقشت القصف الذي شنته “إسرائيل” على مقرات (الحشد) و”الحرس الثوري) في مناطق عدة من البلاد.

وتتزامن زيارة المسؤول الإيراني إلى البلاد؛ مع الحديث عن قصف جديد بطائرات مُسيرة استهدف ميليشيات عراقية في منطقة “البوكمال”، الواقعة على الجانب السوري من الحدود (العراقية-السورية). كما أنها تأتي بعد أيام من زيارة زعيم (التيار الصدري)، “مقتدى الصدر”، إلى “إيران”؛ ولقاءه بـ”قاسم سليماني”، و”علي خامنئي”.

مسؤول مُقرب من ميليشيا (الحشد)؛ أكد على وجود خلافات عميقة بين قيادات الهيئة، لا سيما بين رئيسها، “فالح الفياض”، الذي يدعو للرد على هجمات استهدفت معسكرات (الحشد) وفقًا للقانون؛ وما تفرزه التحقيقات، وبين نائبه، “أبومهدي المهندس”، المدعوم بشكل مباشر من “إيران”، والذي يحرص على استهداف المصالح الأميركية في “العراق”. وأشار المسؤول إلى دخول “إيران” على خط الوساطة بين “الفياض” و”المهندس”، منذ أيام.

صلاحيات واسعة للحشد الشعبي و”سليماني”..

وعرفت حكومة “بغداد”، في وقت سابق من 2017، “قاسم سليماني”؛ بأنه من ضمن مستشارون دوليون يقدمون الخبرات للقوات العراقية في الحرب على تنظيم (داعش) الإرهابي، لا يختلف عن أي مستشار أجنبي آخر، في إشارة إلى المستشارين الأميركيين وآخرين غربيين موجودين في البلاد.

ومنح رئيس الوزراء العراقي، “عادل عبدالمهدي”، (الحشد الشعبي)، الأحد الماضي، صلاحيات جديدة من خلال إشراكه في قيادة العمليات المشتركة الجديدة برئاسته، (عبدالمهدي)، والتي منحت صلاحيات واسعة من ضمنها استخدام إمكانيات الدولة والإشراف عليها، وصد جميع التهديدات الداخلية والخارجية لتحقيق الأمن والاستقرار، والتنسيق مع الجهات الدولية التي تقدم دعمًا للقوات العراقية.

وهذا الأمر انتقده عضو البرلمان، “مثنى السامرائي”، الذي قال إن تشكيل قيادة العمليات الجديدة “يمثل مخالفة دستورية، ويُعبر عن تفرد بالقرار”، مطالبًا، في تغريدة على (تويتر)، مجلس النواب، بـ”التدخل لكبح محاولات التسلط في ظل وجود تهميش لدور الوزراء ورئاسة الأركان من خلال التشكيل الجديد”.

هل يدخل العراق حربًا بالوكالة..

وأوضح المحلل السياسي العراقي، “هشام الهاشمي”، في تصريحات صحافية؛ أن الحرب الباردة بين “إيران” و”أميركا” تدخل مرحلة التسخين بالخطابات النارية والحرب الإعلامية النفسية، وقد عزز الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، الأسبوع الماضي، الوجود العسكري لـ”الولايات المتحدة” بعدما أبلغته الاستخبارات الأميركية بأن “إيران” أوعزت إلى الميليشيات التي تعمل لها بالوكالة باستهداف القوات الأميركية، وفق ما نشرت وسائل إعلام أميركية، خلال الأيام الماضية، كما أعلنت قيادة القوات الأميركية في الشرق الأوسط أنها ترصد التهديدات، بما في ذلك الهجمات الصاروخية المحتملة التي قد تشنها الزوارق التابعة لـ (الحرس الثوري) في الخليج.

ويبدو أن زيارة “سليماني”، لـ”العراق” قبل أيام قليلة؛ أتت لتعزز تلك الشكوك الأميركية، على الرغم من أن خبر تلك الزيارة لم ينتشر فى بداية وصوله.

فقد ظهرت صورة جديدة للقائد الإيراني، المصنف إرهابيًا من قِبل “الولايات المتحدة الأميركية”، مع القيادي في (الحشد الشعبي)، “أبومهدي المهندس”، و”شبل الزيدي”، قائد لواء (كتائب الإمام علي)، الذي صنفته “الولايات المتحدة الأميركية” كأحد قادة الإرهاب في قوائم “وزارة الخارجية الأميركية”.

وطالب سياسيون، الحكومة العراقية، بإعطاء تفسير مقبول لتلك الزيارة، وأن تقدم لهم الحكومة العراقية تفسيرًا مقبولًا عن ماهية وأسباب زيارات “سليماني” المتكررة لـ”العراق”، وهل ما زال مستشارًا عسكريًا، خاصة وأن “سليماني” يدخل “العراق” دون “فيزا”، أو ختم على جواز سفره، ووقتما يشاء.

توحيد جبهة المقربون من المحور الإيراني..

إلى ذلك؛ اعتبر مراقبون أن زيارة “سليماني” تأتي لتنظيم صفوف المقربين من المحور الإيراني، خصوصًا بعض الفصائل المسلحة القريبة من “إيران”. وأن صورًا أخرى ستظهر لـ”سليماني”، خاصة مع تزايد التصعيد بين “أميركا” و”إيران”.

مطالبين، الحكومة العراقية، بضرورة تقنين زيارات “سليماني” إلى “بغداد” لكيلا ينزلق “العراق” في أتون الصراع (الأميركي-الإيراني)، لا سيما أن “سليماني”، وفق مراقبون، جاء ليعطي الموالين له خطته في مواجهة الجانب الأميركي.

وكان “قاسم سليماني”، ينتقل بصورة متكررة بين المدن العراقية، بين عامي 2014 و2017؛ خلال الحرب ضد تنظيم (داعش) الإرهابي.

لكن جولاته، التي تتسم بالسرية في أغلب الأحيان، قلت على نطاق واسع منذ إنتهاء الحرب ضد (داعش).

إمتعاض إيراني من موقف المرجعيات الدينية !

اتصالات “سليماني” مع الشخصيات العراقية في “بغداد”، تزايدت بشكل مكثف، منذ رمضان الماضي، وجاءت تحت غطاء المباركة بحلول شهر رمضان، غير أنّه تم التطرق فيها للوضع الحالي، وأبدى فيها “سليماني” إمتعاضه من مواقف قوى وشخصيات عراقية، وصفها بـ”المتخاذلة”، إزاء تهديد “إيران” من قِبل “أميركا”.

“سليماني”؛ وفي اتصالاته أيضًا، ذكر أن الإيرانيين غير راضين أيضًا عن موقف المرجعية الدينية في “النجف” التي إلتزمت الحياد حيال التوترات الحالية.

وقال خبير بالشأن العراقي، فضل عدم ذكر اسمه، أن عدم تطرق المرجعية للأزمة يعني فعلاً أنّها تريد عدم إقحام “العراق” في الأزمة الحالية، مبينًا أن العراقيون يستشعرون خطر المواجهة في حال حدوثها، أكثر من أي دولة أخرى، بسبب النفوذ الإيراني غير الخفي داخل “العراق”، لذا باتت هذه الأزمة تعنيهم أكثر من غيرهم في دول المنطقة.

من هو “قاسم سليماني” ؟

ويُعتبر “قاسم سليماني” أكثر القيادات العسكرية الإيرانية دراية بالداخل العراقي؛ فهو من قدامى المحاربين  في الحرب (العراقية-الإيرانية) في الثمانينيات، حيث قاد (فيلق 41 ثار الله)، وهو فيلق محافظة “كرمان”، وفي 24 كانون ثان/يناير 2011؛ إرتقى “سليماني” رتبة عسكرية من “العقيد” إلى رتبة “اللواء” بيد قائد الثورة الإيرانية وكان “سليماني” نشطًا في العديد من الصراعات في بقية أنحاء الشرق الأوسط، وخاصة في “العراق” و”الشام”، مع الحفاظ على مستوى منخفض.

وكانت أساليبه مزيجًا من المساعدة العسكرية للحلفاء الإيديولوجيين والدبلوماسية الإستراتيجية الصعبة. وقد قدّم منذ فترة طويلة مساعدات عسكرية للشيعة والجماعات الكُردية المناهضة لـ”صدام حسين”، في “العراق”، و”حزب الله”، في “لبنان”، و”حركة حماس”، الفلسطينية، وفي عام 2012، ساعد “سليماني” في دعم الحكومة السورية.

كما ساعد “سليماني” في قيادة قوات الحكومة العراقية و(الحشد الشعبي) المشتركة، التي تقدمت ضد (داعش)، وصنف “سليماني” من قِبل “أميركا” كداعم للإرهاب.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة