16 نوفمبر، 2024 1:32 م
Search
Close this search box.

ملفات التعريف .. كيف تحقق الشركات ثروات هائلة من خلال بياناتك الشخصية ؟

ملفات التعريف .. كيف تحقق الشركات ثروات هائلة من خلال بياناتك الشخصية ؟

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

قد تعتقد أن الحديث عن الأهمية البالغة لبياناتك الشخصية وسجل البحث الخاص بك به مبالغة كبيرة، لكن الواقع يقول إن هذه المعلومات قيمة للغاية وتقام على أساسها صفقات وتربح الشركات أموالًا طائلة من خلالها، وتسعى كثير من الشركات إلى تتبع مسار المستخدمين للإنترنت بتقنيات مختلفة من أجل الوصول إلى الهدف.

“ملفات التعريف” أو (كوكيز) أو “سجل المتصفح”، إختر ما شئت من مصطلحات كلها تؤدي نفس المعنى، تُعد أساس عمل كثير من الشركات خاصة شركات التسويق، لأنها تتمكن من خلالها من تتبع مسارك على الإنترنت، وتجميع معلومات حولك، ومن ثم تظهر لك إعلانات تناسب ميولك ورغباتك.

يتجلى هذا الأمر بوضوح عندما تقوم بالبحث عن شيء معين على أي متصفح، وبعد قليل تظهر لك إعلانات تلامس ما قُمت بالتو بالبحث عنه، إن هذا هو ثمرة استغلال بعض الشركات لـ”ملفات التعريف”.

استغلال المرض..

كشفت دراسة حديثة لمنظمة “الخصوصية الدولية”؛ أنه بالكاد توجد حدود لقيام المؤسسات بتجميع بيانات البحث على الإنترنت من أجل استخدامها في عرض إعلانات مخصصة تتناسب مع ميول المستخدمين، وأن المواقع التي تخص الصحة العقلية ليست بمعزل عن تلك الممارسات.

وضمت الدراسة 136 موقعًا طبيًا مشهورًا معنيًا بالصحة العقلية في “فرنسا” و”ألمانيا” و”بريطانيا”، ووجد في أغلبها عشرات ملفات التعريف الإرتباط لأطراف ثالثة، (third-party cookies)، التي تقوم بتتبع سلوك المستخدمين على تلك المواقع، ووقع اختيار المنظمة على عدد من المواقع نظرًا لشهرتها على محرك البحث (غوغل) وسهولة ظهورها عند البحث عن كلمات مثل “اكتئاب”.

تتبع المسار..

يعتمد ظهور الإعلانات على قيام الشركات بتتبع سلوك المستخدم على الإنترنت، وتعرف من خلال هذه العملية ملفه الشخصي وموقعه الحالي والجهاز الذي يستخدمه وتكشف سجل البحث والعمر والجنس، لذا فإنها تتمكن من توقع اهتمامات الشخص ومن ثم إظهار إعلانات مخصصة تتناسب مع طريقة تفكيره.

وتُعد تقنية التتبُع واحدة من تقنيات الإنترنت التي لا يُسلط الضوء عليها كثيرًا ويساء فهمها، ومع ذلك فإنها تعتبر الركن الأساس لأرباح عمالقة الإنترنت مثل (فيس بوك) و(غوغل)، إذ يتم بيع تلك الملفات التي تحوي ملايين البيانات حول المستخدمين إلى معلنين مهتمين بموضوعات معينة، على سبيل المثال؛ النساء اللاتي تتراوح أعمارهن ما بين 25 و40؛ وقمن بزيارة مواقع تعرض معلومات عن الأطعمة الصحية ويبحثن عن مطعم يلبي رغباتهن، وبناء على السعر يتم عرض الإعلان.

يحدث كل هذا في غضون جزء من الثانية، لهذا السبب تتأخر الإعلانات عادة في الظهور مقارنة بباقي الصفحة.

تتضمن البيانات التي تجمعها الشركات أيضًا بعض الكلمات المفتاحية التي نذكرها في الرسائل، وذكرت مديرة قسم تعقب البيانات في المنظمة، “فريديكا كالثونر”، أن نتائج الدراسة تدعو إلى القلق، مشيرًة إلى أن هناك مزادات للإعلانات التي تظهر على الصفحات التي تخص الصحة النفسية، ويزداد الأمر خطورة عندما نحذر المستخدمين من أمر التعقب لكنهم لا ينتبهون.

مواقع مشهورة تسمح لأطراف ثالثة بالتتُبع..

أوضحت المنظمة أن مواقع الويب التي تستخدم ملفات التعريف الإرتباط لأطراف ثالثة من أجل الإعلانات تسمح بتتُبع مسار المستخدمين بواسطة “معرف فريد”، واكتشف الباحثون أن هذا المعرف الفريد لم يتوقف عن عملية التتُبع عند فتح مواقع طبية مشهورة مثل  موقع (Netdoktor.de) الألماني و(Doctissimo.fr) الفرنسي.

وتستطيع الشركات المتورطة في هذا الأمر الدفاع عن نفسها بالقول بأنه لا يمكن تمييز الزوار من خلال توقع إصابتهم بأمراض عقلية، إن من يبحثون في المواقع الطبية التي تخص هذا الجانب بالتحديد في أحيان كثيرة يرغبون في التزود بالمعلومات أو قد يكون أحد أقاربهم أو أصدقاءهم مصاب بمرض ولديهم شغف للتعرف على الطرق المثلى للتعامل معه أو طريقة علاجه، ويُعد هذا التبرير قيمًا إذا وضعنا في الاعتبار أن الشعور بالحزن يمكن أن يكون مؤشرًا قويًا على أن الشخص منفتحًا أكثر على قبول عروض اقتصادية تصل إليه بطرق شتى.

“غوغل” متورط أيضًا !

كان متصفح (Brave) قد كشف أن متصفح (غوغل) يسمح لأطراف ثالثة بربط معرفاتها الفريدة، من أجل تجميع بيانات تخص ميول الأشخاص في صفحات مخفية، وأنه يشارك بيانات الزوار مع أكثر من ألفين شركة مليارات المرات على مدار اليوم الواحد، بينما نفت الشركة الأميركية الاتهامات التي وجهت لها، ولا تزال القضية تخضع للتحقيقات.

وإلى جانب المشكلات الأخلاقية التي تنطوي عليها هذه العملية، فإن النظام الأوروبي لحماية البيانات يفرض إلتزامات شديدة للغاية على من يتعاملون مع هذا النوع من البيانات.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة