خاص : ترجمة – لميس السيد :
قبل بضع سنوات فقط، كانت “إيران” إحدى الوجهات السياحية الكبرى، خاصة بعدما أستأنفت الخطوط الجوية البريطانية وشركة “كيه. إل. إم” وشركة الخطوط الجوية الفرنسية؛ رحلاتها هناك بعد توقف دام 4 سنوات، قبل عام 2016.
على إثر ذلك؛ شهدت البلاد زيادة بنسبة 30 في المئة في مستوى السائحين الزائرين للبلاد، حتى أن شركة “راف غايدز” البريطانية للتقييمات السياحية؛ قد صنفتها كأحد بلدان العام في قائمتها السنوية.
أكدت صحيفة (تليغراف) البريطانية أنه على الرغم من توتر علاقة “إيران” مع “بريطانيا” و”الولايات المتحدة”، إلا أن الشركات السياحية البريطانية لا تزال تؤكد أن الرحلات إلى “إيران” تتصدر قوائمها.
خلال العام أو العامين الماضيين، إتخذت الأمور منعطفًا جديدًا مع “إيران”. في شهر أيار/مايو من العام الماضي، انسحبت إدارة “ترامب” من الصفقة النووية؛ وبدأت في استعادة العقوبات على “إيران”، مما زاد التوتر بين الدولتين.
استمرت العلاقات في التوتر، هذا العام، بعد أن أرسلت “الولايات المتحدة” مجموعة من حاملات الطائرات وقاذفات (بي-52) إلى الخليج. في أيار/مايو وحزيران/يونيو 2019، وقعت انفجارات في ست حاملات “نفط” في “خليج عُمان”، وألقت “الولايات المتحدة” اللوم على “إيران”.
أجرت (تليغراف) إستبيان رأي للقراء، صوت 75 في المئة من المشاركين فيه بأنهم “يوافقون بشدة” على قضاء عطلة في “إيران”.
وعلى الرغم من أن “بريطانيا” متورطة في قضية تجسس إحدى مواطنيها على “إيران”، ولا تزال الأزمة تتصاعد. لكن على الرغم من كل هذا، استمر السياح المغامرين في الوصول إلى “إيران”، حيث كان آخر إحصاء رسمي قد أقر بأن عددهم بلغ 4.87 مليون، في عام 2017، منخفضًا من 5.24 مليون، في عام 2015.
لكن على ما يبدو أن ضربة جديدة تلقتها السياحة الإيرانية؛ بعد اعتقال ثلاثة أستراليين في “إيران” على خلفية الاشتباه في استخدام طائرة بدون طيار بالقرب من موقع عسكري، بينهم أستاذة جامعية في “إنكلترا”.
كل هذه الملابسات تثير تساؤل حول مدى توافر الأمن في “إيران” أثناء إستضافة السائحين !
نصيحة وزارة الخارجية البريطانية..
لا تحذر “وزارة الخارجية” البريطانية من السفر إلى “إيران”، رغم أنهم يقولون إن الرعايا البريطانيين، وخاصة الرعايا (البريطانيين-الإيرانيين)، يواجهون مخاطر أكبر من رعايا العديد من الدول الأخرى.
أكد بيان لـ”وزارة الخارجية” البريطانية على أن: “قوات الأمن تشتبه في الأشخاص الذين لديهم صلات ببريطانيا”؛ و”يمكن أن يشمل هؤلاء الأفراد الذين لهم صلات بمؤسسات مقرها في المملكة المتحدة، أو يتلقون أموالًا عامة من الحكومة البريطانية”.
وأضاف البيان: “من المرجح أن تكون المخاطر أكبر بالنسبة للمسافرين أو الطلاب المستقلين أكثر من المخاطر بالنسبة للأشخاص المسافرين بهدف رحلة سياحية منظمة أو ضمن وفد رجال الأعمال بدعوة من السلطات أو الشركات الإيرانية”.
ووفقًا لتقديرات “وزارة الخارجية”، تشير خرائط نصائح السفر، الخاصة بـ”إيران”، إلى إمكانية السفر إلى هناك مع تأكيد عدم وجود مخاطر على الرعايا. على عكس مناطق أخرى، تحذر “وزارة الخارجية” البريطانية من السفر إلى الحدود العراقية والمنطقة المحيطة بحدود “أفغانستان” والركن الجنوبي الشرقي نحو “باكستان”. أما بالنسبة لمواطني “بريطانيا” والإيرانيين المزدوجين، تنصح “الخارجية البريطانية” بعدم سفرهم إلى “إيران”.
ماذا يقول منظمو الرحلات ؟
يقول “ديفيد ماكغينيس”، من الشركة السياحية، “ترافل ذا أن نون”، أنهم سيواصلون تسيير رحلات إلى “إيران”.
وقال “ماكغينيس”، لصحيفة (تليغراف)؛ أنه كانت هناك ظروف خاصة حول بعض المحتجزين في “إيران” مثل استخدام طائرات بدون طيار بدون تصريح، والتخييم في منطقة عسكرية. وأكد مدير الشركة السياحية البريطانية، أن الشركة لديها العديد من الرحلات الجارية دون أي حادث يُذكر؛ ولم يواجه العملاء أي مشاكل على الإطلاق، حيث يقول: “ردود الفعل من الرحلات الأخيرة لا تزال جيدة كما كانت دائمًا”.
ولكن “ماكغينيس” لم ينكر انخفاض أعداد السائحين بشكل كبير، بحوالي 75 في المئة، ويعزي ذلك بشكل رئيس إلى مخاوف ما قد تفعله إدارة “ترامب” وعزلة “إيران” المتزايدة في مواجهة هذه السياسات.
لماذا تذهب إلى إيران ؟
تتمتع “إيران” بآثار المدن القديمة؛ مثل “برسيبوليس” و”باسارغادي” وأجمل رموز المعمار، مثل “قصر غولستان” الفخم في “طهران”. ومن المزارات السياحية في “إيران”، “منتجعات كيش” ومنحدرات التزلج في “شيمشاك”.
وبالإضافة إلى المباهج الثقافية والمعمارية، تُصنف “إيران” باستمرار كواحدة من أكثر الدول ودية في العالم، وفقًا لتقييمات (تليغراف ترافيل).
قالت كاتبة صحيفة (تليجراف ترافيل)؛ عن ضيافة الإيرانيين: “توقعوا على الأقل خمس دعوات، (حقيقية)، لتناول العشاء يوميًا في إيران”، هذا ما قالته الكاتبة الرحالة، “إيما طومسون”، أما “مارك هولمز”، فقال: “أكثر الناس ضيافة على هذا الكوكب”.
بينما قال “مايكل غيتس”، كاتب صحيفة (تليغراف ترافيل): “جميع الإيرانيين الذين قابلتهم كانوا ودودون للغاية، وممتعين للغاية ويتسمون بكثير من الكرامة”.
علق قاريء آخر قائلاً: “لقد أدهشني أن الكثير من الناس قد كتبوا عن مدى روعة الإيرانيين. وتعرفت على عائلة إيرانية بنفسي مؤخرًا؛ تؤكد أن الصورة النمطية لهذا الشعب أنه لطيف ومهذب، وينعم بكرامة لا يتمتع بها الأوروبيون في المقام الأول”.