ذات يوم دار حوار بيني وبين احد الطلبة ونحن في أيام الحسين (ع) ، كنت وقتها مراقبة لإحدى قاعات الإمتحانات، طلب مني زميله ان يعطيه اجابة لأحد الأسئلة، لم ارد عليه، لكنني وجهت سؤالا للطالب الاخر، وكان يتشح بالسواد في ايام محرم!
قلت له: لماذا ترتدي السواد؟ فأجابني مبتسما: هذا موديل دكتورة! وليس حزنا على ابي عبد الله!
ثم استرسل قائلا: انا فهمت فحوى سؤالك؛ لذلك لم اجبك بصدق! واكمل قائلا : الحكومات هي التي جعلتنا نصل الى مستوى كهذا، فلا تلومينا على نية الغش! فأجبته: الم تكن الحكومة البعثية في القرن الماضي تمنعنا من اقامة الشعائر الحسينية؟ وكنا نمارسها خفية، وعلنا في احيان اخرى ، وكنا نسمع قصيدة “يحسين بضمايرنا ” وبقي حب الحسين يسري في عروقنا، مسرى الدم في الجسد.
أيصح ان نسير للحسين ولا نسير على نهجه ؟ فالحسين سلام الله عليه رفع راية الاصلاح في الامة ، الا يجب علينا ان نسير على نهجه في الاصلاح وعدم القبول بالظلم واصلاح ذات البين في المجتمع وفي انفسنا؟ ونتغلب على ضعفنا وحبنا للحياة وملذاتها، ويكون وهذا خير دليل على حبنا لإمامنا وتمسكنا بعقيدتنا.
علينا ان نستعيد هذه الذكرى الاليمة، ونحولها الى مراجعة للذات، هل سرنا على نهج الحسين والتزمنا به؟ ام ان حبنا للحسين بقي فقط حب يسري في دمائنا ولم يتحول الى نهج ومنهج نسير عليه ، ويبقى حبك ياحسين: بضمائرنا ..